في نوفمبر 1989اغتال 20 من العسكريين بالسلفادور 6 من القساوسة الجزويت وطباختهم وابنتها. حكومة السلفادور اليمينية التي كان يساندها الرئيس الامريكي ريجان في ذلك الوقت، في اطار الحرب الباردة ، كانت تشك ان القساوسة متعاطفون مع المتمردين اليساريين. وكان القساوسة قد دعوا في 1991 الي اجراء مفاوضات سلمية بين الحكومة ومنظمة fmln اليسارية لانهاء الحرب الاهلية في البلاد التي بدأت في الثمانينات واستمرت 12 عاما وأودت بحياة 75 ألف شخص. مجرموالحرب العسكريون سيتم ترحيلهم الي اسبانيا لمحاكمتهم علي الجرائم ضد الانسانية التي ارتكبوها خلال الحرب الاهلية في السلفادور. كانت محاكم السلفادور قد ادانت العسكريين السلفادوريين العشرون في 1991 بارتكاب جريمة قتل القساوسة التي هزت العالم .. الا ان السلفادور اطلقت سراحهم بعد عامين فقط بمقتضي قانون العفو طبقا للكاتبة جنيفر ثيربي. لقد أثار قتل هؤلاء الابرياء غير المسلحين غضب العالم ودفع لتدخل الاممالمتحدة التي ساهمت في التوصل لاتفاقية سلام شابولتيبك في 2991 التي تم بمقتضاها وقف اطلاق النار وتنفيذ اصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية. ولضمان تنفيذ الاتفاق انشأت الأممالمتحدة لجنة الحقيقة للتحقيق في انتهاكات حقوق الانسان. لجنة الحقيقة وجدت ان وزير الدفاع السابق والكولونيل رينيه اميليو بونتي مسؤلان عن اصدار الاوامر باغتيال القساوسة. واتهمت اسبانيا وزير دفاع آخر الجنرال رفائيل ادريوس و18 جنديا سلفادوريا بارتكاب جرائم ضد الانسانية والقتل الارهابي. وفي مايو2011 ارسل القاضي الاسباني ايلوا فيلاسكو أمرا دوليا للبوليس الاسباني والانتربول بإحضار المتهمين للمحاكمة في اسبانيا بمقتضي معاهدة تبادل المجرمين المبرمة بين اسبانيا والسلفادور. القاضي الاسباني فيلاسكو اعاد فتح القضية مؤخرا مستندا للقوانين الدولية واعتراضا علي الفشل في معاقبة المليشيات وفرق الموت التابعة للجيش وعدم تقديمهم للعدالة. رأي فيلاسكو ان المحاكمة التي جرت في السلفادوركانت هزلية وانتهت بإدانة شخصين وبراءة قتلة اعترفوا بارتكاب جرائمهم . اهتمام اسبانيا بالقضية يرجع إلي ان خمسة من القساوسة الست ولدوا في اسبانيا . تقول منظمة تروث اوت ان بداية العام القادم يكون قد مر 20 عاما علي توقيع معاهدة السلام .. والمؤلم انه لم يتم احراز اي تقدم منذ التصديق عليها فالسلفادور ما زالت تكافح من اجل القضاء علي الظلم الاجتماعي الذي فجر الحرب الاهلية في الثمانينات. وكان انتخاب موريشيو فيونس زعيم fmln المنظمة اليسارية، رئيسا للبلاد في 2009 قد أنهي عقدين من حكم المحافظين..واعطي الامل لضحايا جرائم انتهاكات حقوق الانسان في ان يمثل جلادوهم امام العدالة.. الا ان حكومة موريشيو لم تحقق الآمال ولم تحرز تقدما فهي ينقصها الشجاعة السياسية وتتحرك علي استحياء . مؤخرا بدأ في السلفادور جلسات استماع للتحقيق في اتهامات بالفساد لمسؤلين سابقين. وفي فلوريدا الامريكية بدأت محاكمة جنرال سلفادوري سابق متهم بارتكاب جرائم ضد الانسانية وهذا تأكيد اخر علي عدم الثقة في القضاء السلفادوري.