الجامعة العربية المفتوحة بمصر تحتل المركز السادس في التصنيف الدولي للجامعات    طارق سعدة في عيد الإعلاميين : الإعلام المصرى يلعب دورا كبيرا لتشكيل وعى المواطنين    تخفيضات 40%.. "المصرية للحوم والدواجن" تزف بشرى سارة للمواطنين قبل عيد الأضحى    المؤشر الأوروبي يحقق أكبر مكاسب شهرية منذ مارس الماضي    المشاط: تقرير التوقعات الاقتصادية في إفريقيا صوت قوي أمام المجتمع الدولي    رغيف عيش    عمرو أديب: أمل ترامب في العودة رئيسا لأمريكا قد تضيّعه علاقة مع سيدة    بايدن: يجب تكثيف الأعمال مع مصر وقطر وإسرائيل لإنهاء الحرب في غزة    مرصد الأزهر يدين الهجوم الذي وقع صباح اليوم في ألمانيا    كارلوس: على المدربين اتباع أنشيلوتي    دوري أبطال أوروبا.. اللقب الخامس عشر لريال مدريد أم الثاني ل بروسيا دورتموند ؟    الأرصاد تحذر: طقس غد السبت شديد الحرارة نهارا    الصحة تحذر.. سم سمكة الأرنب ليس له مصل ويتسبب في الوفاة خلال 8 ساعات    يوسف يكشف حقيقة خلافه مع حميدة.. ويصف الفخراني ب"غول تمثيل"    الاتحاد الأوروبى: ندعم خطة بايدن لوقف دائم لإطلاق النار وإطلاق المحتجزين    صوت بلدنا    خالد يوسف يكشف حقيقة خلافه مع محمود حميدة    المفتي: عدم توثيق الزواج الجديد للأرامل للإبقاء على معاش المتوفى يُعد أكلاً للمال بالباطل    أسامة الأزهري: لو أخذنا الإسلام من القرآن فقط فلا وجود للإسلام    حسام موافي يوضح خطورة انسداد قناة البنكرياس    النيابة تامر بأخذ عينة DNA من طالب التجمع الأول المتهم باغتصاب زميلته وإنجابها منه    تغطية.. نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين 2024    المصرى للشؤون الخارجية: زيارة الرئيس السيسى لبكين تؤسس لمرحلة جديدة من التعاون    عصام خليل: الحوار الوطني يناقش غدا آليات تحويل الدعم العيني لنقدي    الصحة: المبادرات الرئاسية قدمت خدماتها ل39 مليون سيدة وفتاة تحت شعار 100 مليون صحة    780 شاحنة مساعدات في انتظار الدخول عبر رفح    21 الف طن قمح رصيد صوامع الغلال بميناء دمياط اليوم    بعد علمه بمرضه... انتحار مسن شنقًا بالمرج    "الأونروا" تحذر من اكتظاظ مخيمات النازحين بغزة ونقص اللقاحات والأدوية    عربية النواب: تصنيف إسرائيل ل أونروا منظمة إرهابية تحد صارخ للشرعية الدولية    حصاد وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني في أسبوع    إعادة افتتاح مسجد نور الإسلام في إطسا بعد صيانته    "يتضمن ملاعب فرعية وفندقا ومستشفى".. الأهلي يضع اللمسات الأخيرة لحفل توقيع عقد إنشاء الاستاد    ضبط المتهم بتسريب أسئلة الامتحانات عبر تطبيق "واتس آب"    وصول جثمان والدة المطرب محمود الليثي إلى مسجد الحصري بأكتوبر "صور"    عمرو الفقي يعلق على برومو "أم الدنيا": مصر مهد الحضارة والأديان    طقس غد.. ارتفاع بالحرارة على كل الأنحاء والعظمى بالقاهرة 37 درجة    ضمن مبادرة كلنا واحد.. الداخلية توجه قوافل طبية وإنسانية إلى قرى سوهاج    مرة واحدة في العمر.. ما حكم من استطاع الحج ولم يفعل؟ إمام وخطيب المسجد الحرام يُجيب    بعثة المواي تاي تغادر إلى اليونان للمشاركة فى بطولة العالم للكبار    طارق فؤاد والفرقة المصرية يقدمان روائع موسيقار الأجيال على مسرح السامر    "العاصمة الإدارية" الجديدة تستقبل وفدا من جامعة قرطاج التونسية    وزير الإسكان يُصدر قراراً بإزالة مخالفات بناء بالساحل الشمالي    في اليوم العالمي للإقلاع عن التدخين.. احذر التبغ يقتل 8 ملايين شخص سنويا    اعتماد 34 مدرسة بالإسكندرية في 9 إدارات تعليمية    ماذا يقال عند ذبح الأضحية؟.. صيغة مستحبة وآداب يجب مراعاتها    الاعتماد والرقابة الصحية: برنامج تدريب المراجعين يحصل على الاعتماد الدولي    محافظ أسوان يتابع تسليم 30 منزلا بقرية الفؤادية بكوم أمبو بعد إعادة تأهيلهم    وزارة الصحة تستقبل سفير كوبا لدى مصر لتعزيز التعاون في المجال الصحي    ميرور البريطانية تكشف عن بديل نونيز في ليفربول حال رحيله    الحوثيون: مقتل 14 في ضربات أمريكية بريطانية على اليمن    «حق الله في المال».. موضوع خطبة الجمعة اليوم في مساجد مصر    تعرف على موعد إجازة عيد الأضحى المُبارك    خالد أبو بكر يقاطع وزير التعليم: بلاش عصا إلكترونية باللجان.. هتقلق الطلاب    الطيران الحربي الإسرائيلي يقصف محيط مسجد في مخيم البريج وسط قطاع غزة    تامر عبد المنعم ينعى والدة وزيرة الثقافة: «كل نفس ذائقة الموت»    اتحاد الكرة يكشف أسباب التأخر في إصدار عقوبة ضد الشيبي    منتخب مصر يخوض ثاني تدريباته استعدادًا لمواجهة بوركينا فاسو    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أحمد قطان سفير السعودية بالقاهرة في حديث صريح :
علاقتنا مع مبارك انتهت في 11 فبراير الماضي

مابين "واشنطن" عاصمة صناعة القرار الدولي،"والقاهرة " الراعي الرئيسي للقرار العربي والاقليمي اكتسب السفير احمد قطان سفير السعودية بالقاهرة والمندوب الدائم للمملكة في الجامعة العربية خبراته الدبلوماسية المتراكمة علي مدي اكثر من ثلاثين عاما كان خلالها شاهدا علي كثير من الاحداث والوقائع التي مرت بها المنطقة والعالم وعندما كان عليه ان يغادر امريكا كان خياره الاول وامنيته التي تحققت ان تكون القاهرة التي احبها وقضي فيها احلي سنوات عمره محطته القادمة حيث تلقي تعليمه الابتدائي والثانوي والجامعي وعندما عاد كان العالم العربي في مفترق طرق وكانت مصر علي موعد مع زلزال ثورة 25يناير الذي مازلنا نعيش توابعه
وفي حوار لاتنقصه الصراحة تحدث السفير احمد قطان للاخبار عن كثير من القضايا المثارة علي الساحة اختار عباراته بدقة وحسم ووضوح عندما قال ان علاقات السعودية مع الرئيس المخلوع مبارك انتهت في 11 فبراير الماضي عندما اشار مستنكرا الاتهامات بدعم المملكة للتيار السلفي في مصر ب4مليارات دولار متسائلا كيف دخلت هذه الاموال عبر بنوك او في "اجولة" اوضح موقف بلاده لربيع الثورات العربية ولماذا اختلف موقفها من دولة الي آخري واكد ان الاصلاحات مستمرة في المملكة عبر برنامج متكامل علي المستوي السياسي والاقتصادي والاجتماعي واشاد بموقف شيخ الازهر من رفض التشيع في مصر متمنيا ان يكون لايران دور في استقرار المنطقة دون ان تكون عامل توتر وقلاقل.
في البداية نريد ان نتحدث عن خطة السعودية لدعم الاقتصاد المصري بمبلغ 4 مليارات دولار والي اين وصلت مراحل تنفيذ تلك الخطة ؟
هذا البرنامج الاقتصادي الذي قدم لحكومة مصر في 11 مايو 2011 بعد ان انتهي الاجتماع الرسمي مباشرة بين وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل والمشير محمد حسين طنطاوي القائد العام رئيس المجلس الاعلي للقوات المسلحة جلس وزير المالية السعودي الدكتور ابراهيم العساف مع وزير المالية السابق الدكتور سمير رضوان وتم الاتفاق علي كل صغيرة وكبيرة في هذا البرنامج،الذي يتم تنفيذه من قبل الوزارتين ويسير بشكل جيد طبقا للترتيبات التي وضعت،واؤكد انه ليس هناك اي تقصير في تطبيق هذا البرنامج حيث ان المملكة السعودية كانت اول دولة في العالم سارعت بتقديم دعم اقتصادي لمصر لقناعات كثيرة .
هناك احاديث تتردد حول ان المملكة دعمت الجماعات الاسلامية في مصر خاصة السلفيين وهناك من يردد ان الدعم وصل الي توفير 4 مليارات دولار فما ردك علي هذه الاقوال ؟
يمكننا اخذ هذا الموضوع من شقين،الاول ان مراكز الابحاث والدراسات الموجودة في العالم عندما تقرأ اي خبر تقوم بتحليله للتأكد من مدي مصداقيته من زاويتين،الاولي هل مثل هذا القرار اتخذ من قيادة عاقلة رشيدة حكيمة عرفت باتزانها علي مر تاريخها ام انها قيادة متهورة بطبيعتها وتتخذ قرارات عشوائية،والزاوية الاخري هو مثل هذا القرار هل يحقق للدولة مصالحها واهدافها ام لا،وبالتالي اذا كنت احد رجال البحث والتحليل في هذه المراكز بالطبع ساقوم بالقاء مثل هذا الخبر في سلة المهملات لانه لم يعرف عن القيادة السعودية تهورها او اتخاذها لقرارات عشوائية تجعلها تقدم مبلغ 4مليارات دولار مثلما قيل بل بالعكس فالقيادة السعودية علي مر التاريخ معروف أنها قيادة رشيدة ومتزنة وتبحث ليس فقط عن مصالحها ومصالح العالم العربي بل ايضا تحاول ان تبعث الاستقرار والطمأنينة في جميع انحاء العالم،والامر الاخر هل اهداف المملكة السعودية اشاعة الفوضي وعدم الاستقرار في مصر لا اعتقد ان هذا يتفق تماما مع نوايا واهداف المملكة،وننظر الان الي الشق الاخر من الموضوع وهو انك عندما تقرأ مثل هذه الاخبار هل المملكة تسعي الي اشاعة الفوضي في مصر وهل من مصلحتها ان تكون مصر في وضع غير مستقر وغير آمن،اعتقد ان الاجابة علي مثل هذا السؤال واضحة وجلية لان المملكة حريصة حرصا كبيرا علي ان تكون مصر آمنة ومستقرة لان استقرار مصر من استقرار المملكة،ومن منظور اخر ليس بالمنطق ان المملكة تتقدم باربعة مليارات دولار كدعم اقتصادي لمصر وفي نفس الوقت تضخ 4 مليارات اخري لجماعة مثل الجماعة السلفية فهذه مبالغ كبيرة جدا ليس من المنطق ان تقوم المملكة بصرفها بهذا الشكل،والامر الاخر الذي يدين مثل تلك الاخبار هو انه ليس من المعقول ان يدخل مبلغ 4 مليارات دولار الي مصر الي جماعة بعينها دون رقيب فكيف دخلت تلك الاموال وعلي اي اساس وهل اذا علمت الحكومة المصرية بدخول هذه الاموال ستسكت عليها،كل هذا يؤكد عدم صحة تلك الشائعات وانها ما هي الا لاثارة الوقيعة بين بلدين وشعبين شقيقين وهذا لن يحدث،واخيرا اود ان استشهد بما قاله الشيخ جمال المراكبي في تصريحات صحفية له منذ عدة ايام عندما اختص المملكة السعودية بالاسم انها لا تمول السلفيين وانما تمولها دول اخري عدد هو اسماءها،لذلك اود ان اقول انه اذا كان من يتحدث مجنون فيجب ان يكون المستمع عاقلا.
هل لديك تفسير لمثل هذه الاخبار خاصة وانها تتردد بصفة مستمرة طوال الفترة الماضية ؟
في تصوري هذه الاخبار الكاذبة هناك جهات لا تريد الخير لمصر والمملكة السعودية وتهدف الي الوقيعة بيننا،وللاسف الشديد هناك من يصدق مثل هذه الاخبار ويندفع وراءها ويتهم المملكة بما ليس فيها،وما يحزنني انني اعرف ان هناك من يتبني تلك الشائعات خصوصا ان الوضع الراهن الذي نعيش فيه في مصر يجعل الامور بها حساسية مفرطة،فعلينا توخي الحذر والتفكير بعمق وعقلانية حتي نعرف ما يواجهنا واين نحن لان هناك من يتربص بنا وبعلاقتنا ويجب الا نسمح له بذلك .
ما هو موقف السعودية تجاه ما يحدث في مصر وبصفة خاصة محاكمة الرئيس السابق حسني مبارك عقب تصريح الامير تركي الفيصل الذي تحدث عن اسي سعودي تجاه محاكمته ونعرف ان الامير لا يحظي باي منصب رسمي حاليا ولكنه احد المنابر الاعلامية المهمة ؟
اولا تصريحات الامير تركي الفيصل التي كانت تتعلق بالرئيس السابق كانت من منظور انساني بحت ولكن موقف السعودية الرسمي يوم 11 فبراير 2011 كان واضحا،حيث انتهت علاقة السعودية بالرئيس السابق وبدأت علاقة جديدة بين الحكومة السعودية والقيادة الجديدة برئاسة المشير طنطاوي،ومسألة محاكمة الرئيس السابق مبارك او عدم محاكمته امر لا علاقة للسعودية به من قريب او بعيد،فهو اصبح الان مواطنا مصريا عاديا بعد ان تنحي وللحكومة المصرية ان تفعل ما تشاء به، ونحن لا نتدخل في هذا الامر ولا نهدد كما يشاع من ان المملكة ستسحب استثماراتها من مصر او ستعيد العمالة المصرية المتواجدة هناك،وكل هذه اخبار كاذبة لان المملكة لن تفعل ذلك وانها لو فعلت ذلك ستشيع الفوضي والقلق في مصر وهذا بالتالي يضرنا وكما اوضحت ان المملكة تسعي الي استقرار وامن مصر لانه سيعود عليها بالاستقرار ايضا.
هناك لقاءات جمعت بين مسئولين من الجانبين المصري والسعودي خلال الفترة الماضية هل تم التطرق الي مسألة الرئيس السابق ؟
هناك ثلاث لقاءات تمت في الفترة الماضية بين وزير الخارجية والمشير طنطاوي ثم لقاء رئيس الوزراء المصري وخادم الحرمين وكان هناك العديد من الوزراء المصريين في هذا اللقاء ولم يتطرق خادم الحرمين من قريب او بعيد لهذا الموضوع او الايعاذ بشكل مباشر او غير مباشر لمسألة محاكمة الرئيس السابق،وهذا امر لا يصدر من رجل مثل خادم الحرمين الشريفين،وهل تعتقد ان رجلا في مكانة المشير طنطاوي يقبل اي اسلوب تهديد من خلال سحب الاستثمارات السعودية او اعادة العمالة المصرية،بالتأكيد هذا امر غير منطقي وارجو ان تؤخذ الامور بعقلانية حتي نستطيع مواجهة ما يثار من اكاذيب هدفها الوقيعة بين البلدين.
يتردد ان السعودية تقف ضد الثورة المصرية في ظل مخاوف من تأثيرها علي الاوضاع في المنطقة ماصحة ذلك ؟
وموضوع ان المملكة تقف ضد الثورة في مصر غير صحيح لانه لا يعرف عنها انها وقفت ضد ارادة الشعب المصري،فشعب مصر هو الذي يقرر من الذي يحكمه،واود طرح امر في غاية الاهمية وهو ان الدعم الاقتصادي الذي قدمته المملكة لمصر كان تاريخه 11 مايو،والثورة كانت يوم 25 يناير وتنحي الرئيس السابق يوم 11 فبراير،ففي تلك الفترة تحركت المملكة ولا يمكن ان يصدق عاقل ان المملكة تتقدم بهذا الدعم الاقتصادي قبلها بايام،ولكن لابد ان تسبقه فترة من التحضير والتخطيط،وهذا يظهر نوايا المملكة الطيبة من ضرورة الوقوف بجانب مصر فورا بغض النظر من سيكون رئيس مصر القادم،ولم تنتظر المملكة كغيرها من الدول حتي يتشكل الهيكل الكامل لمصر،فوقفنا وبادرنا في الوقت الذي لم يبادر فيه احد لدعم مصر،وهذا يظهر بان كل مانسعي اليه هو استقرار هذا البلد وازدهاره والمحبة الكبيرة التي لا يقدرها البعض للاسف الشديد بين الشعبين المصري والسعودي،فهذه علاقة سوف تستمر ولن يستطيع حاقد او كاره لنا ان يؤثر عليها مهما كان،فكل ما نحتاجه هو ان نتنبه الي من يحاول ان يوقع بيننا .
كمراقب عشت تلك الفترة التي مرت بها مصر قبل الثورة وبعدها ماذا تقول عن تلك المرحلة الهامة في تاريخ مصر ؟
اود أن اوجه رسالة الي شعب مصر وهي اولا يجب ان يكون ايمانهم بالله كاملا ويجب ان يعرفوا ان مصر قد امنها الله يقول تعالي في كتابه الحكيم "ادخلوا مصر ان شاء الله آمنين" صدق الله العظيم فإن شاء الله مصر مهما حدث فيها من اضطرابات او قلاقل ستعود كما كانت بتاريخها بشبابها برجالها بمثقفيها بمفكريها،الامر الاخر يجب ان يضعوا ثقتهم الكبيرة والكاملة في قيادتهم المتمثلة في شخص المشير طنطاوي واحمد الله وهذه ليست مجاملة له ان ماحدث في مصر جاء وهو موجود في القيادة لان حكمة هذا الرجل وهدوء اعصابه وحبه وغيرته لمصر ساعد كثيرا في تجنيب مصر مآسي كثيرة،وعلي الشعب المصري ان يتنبه لان هناك اخطارا خارجية وهناك من لا يريد الخير لمصر،والمشير طنطاوي تعرض الي هذه الامور في حديثه الاخير ضباط القوات المسلحة،ويجب بالفعل ان يتنبه الشعب المصري الي هذه الاخطار ويتكاتف حتي تعود عجلة الحياة مرة اخري للدوران،وليس عندي اي شك في ان مصر ستعود في فترة قريبة وانا لست من المتشائمين كالبعض بالعكس انا متفائل بان مستقبل مصر سيعود افضل كثيرا من السابق .
ما هو موقف السعودية من الاحزاب السياسية القديمة في مصر وايضا المستحدثة بعد ثورة 25 يناير ؟
نحن لا نتدخل من قريب او بعيد في تلك الامور فتعاملنا مباشر مع القيادة المصرية برئاسة المشير طنطاوي وسوف تتعامل السعودية مع الرئيس القادم لمصر عندما يتم انتخابه،فنحن لا ندعم تيارا ولا احد ضد احد ولا نتدخل في الشئون المصرية واي شخص يقول غير ذلك هو كاذب.
ولكن اثير ان المملكة تدعم عمرو موسي كمرشح محتمل لرئاسة الجمهورية ؟
هذا الامر لم اسمع به الا بعد استقبال خادم الحرمين لعمرو موسي في المملكة،ثم دعوتي له في ملتقي رياض النيل الذي تنظمه السفارة السعودية بالقاهرة،ولكن عندما دعوت موسي في هذا الملتقي كان من منطلق انه رجل خدم الجامعة العربية لمدة 10 سنوات،وللعلم كنت من اكثر المندوبين الدائمين بالجامعة الذين اختلفوا مع عمرو موسي وخلافنا هذا كان معروفا ورغم ذلك اكن لهذا الرجل كل تقدير واحترام
ولكن الشعب المصري الان اصبح عنده حساسية مفرطة تجاه هذه الامور،والصحيح في الامر ان السعودية لا تدعم اي شخص لسبب بسيط وهو ان اي رئيس منتخب لمصر سيحرص حرصا شديدا علي اقامة علاقات وطيدة بالقيادة السعودية التي ستكون علي نفس الحرص باقامة نفس العلاقات الوطيدة بالقيادة وقوية مع الرئيس القادم لمصر .
واثير ايضا ان المملكة دعمت عمرو موسي بمبلغ 5 ملايين دولار ؟
سمعت هذا الكلام وقرأته وهذا امر غير صحيح علي الاطلاق، تم تخصيص 5 ملايين دولار لعمرو موسي بالفعل ولكن بناء علي قرار من احدي القمم العربية بان يخصص للامين العام للجامعة العربية مبلغ مكافأة اقرها وزراء الخارجية في اجتماعهم وهذه المكافأة تصرف من ميزانية الجامعة العربية وليس اي دولة.
ماذا عن المخاوف من توقف تدفق الاستثمارات السعودية في مصر؟
تلك المخاوف سببها الرئيسي ان رأس المال جبان ولا يستطيع ان يأتي الي مصر ويستثمر في ظل عدم استقرار كامل للاوضاع والامر الذي يسعدني في موضوع الاستثمار انني نجحت بالاتصال المباشر والقوي بوزير التجارة السابق الدكتور سمير الصياد من اجل اعادة مجلس الاعمال السعودي المصري وفعلنا هذا المجلس بعد ان توقف لسنوات عديدة لا ادري سببه،وقررنا ان يعقد اول اجتماع في 13 رمضان بجدة برئاسة ابراهيم محلب من الجانب المصري والدكتور عبد الله الدحلان للجانب السعودي،واجزم بان هذا الاجتماع سيخرج بمشاريع ستعود بالنفع علي البلدين لانه سيزيل الكثير من المشكلات والعقبات التي تعيق الاستثمار السعودي بمصر وانا اعرف ان العديد من رجال الاعمال السعوديين لديهم شكاوي عديدة ستطرح بجدية واذا تم تفهمها ازالتها بشكل عاجل اعتقد انها ستكون بداية انطلاقة كبيرة للاستثمار السعودي هنا لان مصر مهما حدث ستظل مكانا خصبا للاستثمارات في مجالات عديدة .
مارايك فيما قيل عن عدم منح 850 تأشيرة لاسر شهداء الثورة ؟
هذا امر غير صحيح اطلاقا وانا علي استعداد غدا ان اؤشر ل8500 وليس ل850 فقط،ولكن يجب ان يتبع النظام فجميع تأشيرات العمرة يجب ان تتم من خلال شركات السياحة المصرية المعتمدة من قبل وزارة السياحة،وتم تطبيق هذا الامر لان في السنوات الماضية كان الاجانب من مختلف الجنسيات يحصلون علي تأشيرات عمرة ويذهبون الي المملكة فلا يجدون مسكنا او وسيلة مواصلات وبالتالي يفترشون ارض الحرمين المكي والمدني وبالتالي اصبحت فوضي،فكان لابد اولا من اتخاذ مثل هذا القرار حتي نضمن ان كل مواطن يأتي الي المملكة لاداء العمرة يجد المأكل والمشرب والمسكن والمواصلات ويعيش حياة كريمة ويؤدي فريضة الحج والعمرة بكل سهولة ويسر،ثم هناك نقطة هامة وهو مسألة التخلف التي كانت تحدث عقب انتهاء مواسم العمرة والحج بآلاف مؤلفة،فهذا النظام اصبح ضمانا كبيرا لعدم وجود اي من المتخلفين في المملكة .
من الملاحظ ان هناك تماس يربط بين المملكة السعودية بالدول التي حدثت بها ثورات نجحت مثل مصر وتونس او قلاقل وعدم استقرار مثل اليمن وليبيا وسوريا وايضا البحرين فما هو تفسيرك لارتباط اسم المملكة بكل هذه الدول ؟
يجب ان نشير الي ان ماحدث في مصر جاء بسرعة وبسلام ولم تتطور الامور الي ما يحدث الان في العالم العربي والتشبث بالسلطة والحكم وستعود الأمور الي نصابها الطبيعي في القريب العاجل،وما يهمنا في المملكة هو ثلاثة امور، اولا الا تقسم بعض الدول العربية وهذا للاسف الشديد امر وارد في اليمن وليبيا الامر الثاني هو ضرورة اجراء اصلاحات في جميع الدول العربية باسرع وقت ممكن وثالثا ان تتوقف اراقة الدماء العربية التي تحدث يوميا والحفاظ علي ارواح الشعوب العربية.
وماذا عن باقي الدول ؟
اولا بالنسبة لتونس فكل علاقتنا بها ان زين العابدين بن علي الرئيس السابق طلب ان نجيره فاجرناه هذا هو مافي الامر وليس اكثر من ذلك،وبخصوص موضوع ليبيا فلم تتدخل السعودية في هذا الامر بتاتا ما عدا اللهم الا انه في الجامعة العربية عندما بدأ القذافي في ضرب الشعب الليبي بالطائرات طلبت الجامعة العربية في احد قراراتها ان يتم فرض حظر جوي علي ليبيا وهذا كان قرارا داخليا من الجامعة،اما بخصوص الشأن اليمني فهذا امر مختلف تماما لانها دولة جارة وعدم استقرارها سيؤثر بشكل مباشر علينا،ولكن تدخل السعودية في هذا الامر كان عن طريق مبادرة خليجية قامت بها دول مجلس التعاون مجتمعة لمحاولة اقناع الاطراف المتنازعة في اليمن للعودة الي الحوار ونقل السلطة بطريقة سلمية ولكن للاسف الشديد عدم الالتزام بهذه المبادرة ادت الي مالايحمد عقباه .
ولكن الامر اختلف كثيرا تجاه الاحداث في البحرين؟
هذا صحيح فالوضع في البحرين له خصوصية بعض الشئ باعتبارها دولة من دول الخليج الستة،وشعرنا وتأكدنا في دول مجلس التعاون بان هناك اتجاها بزعزعة نظام الحكم في البحرين،ثم ما حدث في الكويت واكتشاف شبكة تجسس،وبالتالي كان لابد من المملكة ان تتدخل لحماية البحرين وامن دول الخليج،والقوات التي ارسلت من السعودية للبحرين كانت ضمن اتفاقيات موقعة بين دول الخليج،ثانيا تلك القوات لم ترسل للاشتباك مع جهة ما وانما لحماية المنشأت البحرينية وكل من يقول غير ذلك فهو كاذب وعليه ان يثبت ما يقوله،واود ان اقول ان تصرف المملكة في البحرين كان سريعا وقويا وحاسما،ورسالة لمن يحاول ان يعبث باستقرارنا وان امن الدول الخليجية هو خط احمر لن نتهاون فيه مهما كلفنا ذلك .
نتوقف عند القلاقل والاحتجاجات التي حدثت في المنطقة الشرقية بالمملكة هل تختلف عن باقي الثورات التي تشهدها الدول العربية حاليا ؟
اولا ماحدث في المنطقة الشرقية هو خروج بعض الشيعة وكانت بايعاذ من جهات خارجية وتم التعامل مع هذا الامر بعقلانية وانتهي في يوم واحد،وللعلم نحن لا نفرق في السعودية بين سني وشيعي،فالمواطن في النهاية هو سعودي يخدم دينه ووطنه،والشيعة الموجودون في المنطقة الشرقية يعيشون بكرامة وبحرية وليس عليهم اي ضغوط ولهم كل الاحترام والتقدير وهم جزء من نسيج المملكة .
تحدثت عن موقف السعودية ذو الثلاثة ابعاد تجاه الثورات في العالم العربي،فهل هذا يعني ان المملكة بمنأي عن تلك الثورات ؟
هناك سؤال يطرح نفسه اولا وهو لماذا يثور المواطن العربي ؟ اي انسان له رغبات معينة حتي يستطيع الاستمرار في الحياة،ولو رجعنا الي السعودية سنجد انه منذ تأسيسها في 1774 وحتي يومنا هذا ستجد ان كتاب الله وسنة رسول الله هو اساس هذه الدولة فالقرآن هو دستور المملكة،ثانيا كان هم الملك عبد العزيز منذ البداية هو تحقيق الامن الداخلي من خلال توفير الامان للمواطن السعودي وحماية المملكة من اي اطماع خارجية ونجح في ذلك ومن بعده كل ملوك السعودية .. واستطيع ان اقول بفخر نحن في السعودية في نعمة كبيرة محسودين عليها ويجب ان نتنبه الي ان الكثيرين لا يرغبون لنا ان نعيش في هذه النعمة .
واود ان اقول ان الكثير من الدول العربية حباها الله بنعم كثيرة ولكن للاسف الشديد لم تستغل لصالح المواطن العربي ولخدمته،فاي حاكم مهمته الاساسية هو خدمة الشعب وليس العكس،ومع الاسف فان بعض القادة العرب يعتقدون ان العكس هو الصحيح وان الشعوب هي التي يجب ان تخدمهم وهذا خطأ،ولدينا في المملكة ما يسمي بالباب المفتوح وهذه السياسة موجودة في كل منطقة من مناطق المملكة وهي جلسات مفتوحة للمواطن السعودي وغير السعودي مع امراء المناطق للشكوي وتلقي الاحتياجات والطلبات وكلها تدرس وتلبي في اغلبها، ولو لم يكن هناك تجاوب مع هذه الطلبات علي مر السنين لما استمرت تلك السياسة حتي يومنا هذا،وبالمناسبة لقد اقتديت بما يقوم به امراء المناطق وطبقت تلك السياسة في السفارة السعودية هنا بالقاهرة،بتوجيهات من خادم الحرمين عندما التقيت به في المرة الاخيرة ووبخ جميع السفراء علي تقصيرهم في عدم مراعاة المواطن السعودي والنظر اليه بايجابية، وارجو من القادة العرب ان يكون هذا هو نبراسهم في المستقبل وان يكون هناك صلة بينهم وبين مواطنيهم حتي يتلمسوا احتياجاتهم عن قرب والمواجهة الشخصية هذه تقرب المسافات البعيدة بين الحاكم والمحكوم .
احد المآخذ علي مجلس الشوري السعودي انه لا يتم بالانتخاب ؟
قبل ان اتحدث عن موضوع مجلس الشوري اود ان اوضح شيئا وهو ان الملك عبد الله بن عبد العزيز في اكثر من مناسبة قال اننا لدينا اخطاء ويجب ان نعترف بها بكل شجاعة وصراحة وان نعمل علي تصحيحها،وهناك اصلاحات كثيرة قام بها خادم الحرمين مؤخرا .. اما بخصوص مجلس الشوري السعودي فنحن بدأنا ب60 عضوا في المجلس ووصلنا الان الي 150 عضوا هذه الشريحة الكبيرة هي خيرة رجال المملكة العربية السعودية وكلهم من ذوي الفكر والعلم واغلبهم من حملة الدكتوراة وهدفهم الرئيسي هو خدمة البلد وانتقاص الاخطاء التي تحدث فيها وبحث الحلول المناسبة التي تواجه المملكة ورفع هذه الامور والمقترحات مباشرة الي خادم الحرمين،وليس بالضرورة ان يكون مجلس الشوري في المملكة او في اي برلمان في اي دولة اخري ان يكون منتخبا وكما نعلم جميعا ان الانتخابات لا تفرز الافضل دائما،واود أن اشير الي ان خادم الحرمين وباقي رجال الدولة عند اختيارهم لاعضاء مجلس الشوري يكون هدفهم الاساسي هو اختيار الافضل من اجل خدمة البلد والمواطن السعودي،وانا اتصور اننا مع مرور السنين وصلنا الان في مجلس الشوري الي مرحلة ناضجة،وبالمناسبة فان جميع وزراء المملكة يذهبون الي مجلس الشوري ويتم الحديث معهم ولا اريد استخدام كلمة استجواب هنا،ولكن هناك جلسات جدية وسرية تعقد مع كبار المسئولين بالدولة ويتم التحدث في كل الموضوعات بشفافية كاملة دون خجل او مجاملة او خلافه.
هل بالفعل اثر تصريح الدكتور نبيل العربي وزير الخارجية السابق بضرورة عودة العلاقات المصرية الايرانية علي العلاقات مع دول الخليج ؟
حضرت لقاء وزيري خارجية البلدين عقب وقت التصريح ولم اجد اي توتر علي الاطلاق بالعكس نحن في المملكة لنا علاقات دبلوماسية كاملة مع ايران فلا يمكن بالمنطق والعقل ان نقول لمصر لماذا تقيمي علاقات مع ايران،فمصر دولة ذات سيادة هي التي تقرر مع من تقيم علاقات دبلوماسية وتعرف اين مصالحها ومن الذي يريد لها الخير او الشر وهل ايران تسعي بالفعل الي الخير ام الي الشر، وما يهمنا في كل هذا الموضوع اولا ان تعي ايران ان هناك مصالح لدول الخليج لا نقبل مهما كان ان يتم العبث بها او بامن دول الخليج،ونحن بالمناسبة لا نعادي ايران ولا نحاول ان نعاديها،فلدينا قيادة حكيمة تعرف ان ايران دولة كبيرة ولها امكانيات هائلة نحاول بشتي الطرق ان نقيم علاقات متوازنة تحافظ علي مصالح البلدين والمنطقة،ولكن ان يصل الامر ان تحاول ايران زعزعة امن دول الخليج او احداث اضطرابات في دولة خليجية جارة او التجسس علي دولة ما فهي امور غير مقبولة ولن نوافق عليها لكن اذا كانت نواياهم طيبة فنحن صدورنا مفتوحة،وفي الفترة الاخيرة ظهرت بعض الاشارات الايجابية من وزير الخارجية الايراني عندما قال انه سيعمل علي ازالة سوء التفاهم وقال ان المملكة دولة كبيرة يجب احترامها .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.