لعل كثيراً من القراء لايعرفون أن علي أمين استاذنا الراحل هو صاحب فكرة عيد الأم. ولهذا العيد قصة، فقد جاءت أم تشكو عقوق ابنائها وقد مات زوجها وهم صغار وربتهم ولم يدركوا ماعانته في تربيتهم وكيف عملت في أكثر الأعمال الدنيا والبسيطة حتي تربيهم وظلت تحكي قصتها لأستاذنا علي أمين وتبكي، فقال لها سوف اكتب مقالا اعنفهم فيه واشرح لهم كيف أن امهم تعبت معهم وانهم ابناء عاقون، سوف اكتب عنهم بالاسم ليعرف من حولهم عقوقهم وأنهم لايستحقون الاحترام ولا التعاطف ولا الشهادات العالية والمهن الراقية التي يعملون بها فصرخت رافضة ان يذكر اسماءهم لأن ذلك سيفضحهم وهي لاتريد ذلك. وعندما طالبها بأن تقترح نوع العقاب.. فرفضت كل اشكال العقاب فقالت له أن ذلك مجرد »فضفضة» وانها لاتريد منه ان يكتب عن أولادها مايسيء إليهم. وبعد ان سمعت تلك الحكاية من الاستاذ علي أمين تعجبت من تضحية تلك الأم. وقد جاءت فكرة عيد الأم للاستاذ علي أمين وأن يكون أول أيام فصل الربيع حيث التفتح والعطاء في كل مظاهر الحياة والأم هي تجسيد للعطاء. فالأم تضحي وتعطي بلا حدود وتصر علي أن تكتم ما في نفسها ضد ابنائها حتي تظل صورة الابناء محترمة أمام الجميع حتي لوتألمت في صمت. رحم الله استاذنا علي أمين رحمة واسعة ورحم الله كل أم ملأت قلبها السعادة بالعيد الذي اضافه علي أمين لأعياد مصر واصبح درة هذه الأعياد.