افتتاح أول مسجد ذكي في الأردن.. بداية التعميم    تاون جاس لأهالي البساتين: لا تنزعجوا من رائحة الغاز اليوم    جيش الاحتلال يبدأ عملية توغل بري نحو مركز رفح وسط اشتباكات عنيفة (فيديو)    يسع 14 راكبا فقط.. شاهد يكشف كيف دخلت 22 فتاة في «ميكروباص معدية أبو غالب»    بيكلموني لرامي جمال تقترب من 9 ملايين مشاهدة (فيديو)    تحرك برلماني بشأن حادث معدية أبو غالب: لن نصمت على الأخطاء    دراسة: 10 دقائق يوميا من التمارين تُحسن الذاكرة وتزيد نسبة الذكاء    ضميري يحتم عليّ الاعتناء بهما.. أول تعليق من عباس أبو الحسن بعد حادث دهسه سيدتين    نائب محافظ بنى سويف: تعزيز مشروعات الدواجن لتوفيرها للمستهلكين بأسعار مناسبة    اشتباكات عنيفة قرب سوق الحلال وانفجارات شرق رفح الفلسطينية    اليوم.. مهرجان إيزيس الدولي لمسرح المرأة يختتم عروضه ب«سر الأريكة»    «أعسل من العسل».. ويزو برفقة محمد إمام من كواليس فيلم «اللعب مع العيال»    وزير التنمية المحلية ومحافظ الغربية يتفقدان مركز سيطرة الشبكة الوطنية ووحدة المتغيرات المكانية    نشرة التوك شو| تفاصيل جديدة عن حادث معدية أبو غالب.. وموعد انكسار الموجة الحارة    هل تقبل الأضحية من شخص عليه ديون؟ أمين الفتوى يجيب    أوكرانيا: دمرنا آخر سفينة صواريخ روسية في شبه جزيرة القرم    جوميز: لاعبو الزمالك الأفضل في العالم    حلمي طولان: حسين لبيب عليه أن يتولى الإشراف بمفرده على الكرة في الزمالك.. والفريق في حاجة لصفقات قوية    سيراميكا كليوباترا : ما نقدمه في الدوري لا يليق بالإمكانيات المتاحة لنا    وثيقة التأمين ضد مخاطر الطلاق.. مقترح يثير الجدل في برنامج «كلمة أخيرة» (فيديو)    السفير محمد حجازي: «نتنياهو» أحرج بايدن وأمريكا تعرف هدفه من اقتحام رفح الفلسطينية    النائب عاطف المغاوري يدافع عن تعديلات قانون فصل الموظف المتعاطي: معالجة لا تدمير    بينهم طفل.. مصرع وإصابة 3 أشخاص في حادث تصادم سيارتين بأسوان    "رايح يشتري ديكورات من تركيا".. مصدر يكشف تفاصيل ضبط مصمم أزياء شهير شهير حاول تهريب 55 ألف دولار    أهالي سنتريس يحتشدون لتشييع جثامين 5 من ضحايا معدية أبو غالب    الأرصاد: الموجة الحارة ستبدأ في الانكسار تدريجياً يوم الجمعة    دبلوماسي سابق: ما يحدث في غزة مرتبط بالأمن القومي المصري    روسيا: إسقاط طائرة مسيرة أوكرانية فوق بيلجورود    إيرلندا تعلن اعترافها بدولة فلسطين اليوم    ب1450 جنيهًا بعد الزيادة.. أسعار استخراج جواز السفر الجديدة من البيت (عادي ومستعجل)    حظك اليوم برج العقرب الأربعاء 22-5-2024 مهنيا وعاطفيا    ملف يلا كورة.. إصابة حمدي بالصليبي.. اجتماع الخطيب وجمال علام.. وغياب مرموش    الإفتاء توضح أوقات الكراهة في الصلاة.. وحكم الاستخارة فيها    جوميز: عبدالله السعيد مثل بيرلو.. وشيكابالا يحتاج وقتا طويلا لاسترجاع قوته    عاجل.. مسؤول يكشف: الكاف يتحمل المسؤولية الكاملة عن تنظيم الكونفدرالية    طريقة عمل فطائر الطاسة بحشوة البطاطس.. «وصفة اقتصادية سهلة»    بالصور.. البحث عن المفقودين في حادث معدية أبو غالب    دعاء في جوف الليل: اللهم ألبسنا ثوب الطهر والعافية والقناعة والسرور    موعد مباراة أتالانتا وليفركوزن والقنوات الناقلة في نهائي الدوري الأوروبي.. معلق وتشكيل اليوم    أبرزهم «الفيشاوي ومحمد محمود».. أبطال «بنقدر ظروفك» يتوافدون على العرض الخاص للفيلم.. فيديو    وزيرة التخطيط تستعرض مستهدفات قطاع النقل والمواصلات بمجلس الشيوخ    ما هي قصة مصرع الرئيس الإيراني وآخر من التقى به وبقاء أحد أفراد الوفد المرافق له على قيد الحياة؟    قبل اجتماع البنك المركزي.. سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم الأربعاء 22 مايو 2024    عاجل - نتيجة الشهادة الإعدادية 2024 محافظة الجيزة.. رابط نتيجة الصف الثالث الإعدادي الترم الثاني Natiga.Giza    أول رد رسمي من إنبي على أنباء تفاوض الأهلي مع محمد حمدي    شارك صحافة من وإلى المواطن    إزاى تفرق بين البيض البلدى والمزارع.. وأفضل الأنواع فى الأسواق.. فيديو    هل ملامسة الكلب تنقض الوضوء؟ أمين الفتوى يحسم الجدل (فيديو)    محمد حجازي ل"الشاهد": إسرائيل كانت تترقب "7 أكتوبر" لتنفيذ رؤيتها المتطرفة    مواصفات سيارة BMW X1.. تجمع بين التقنية الحديثة والفخامة    وزير الاتصالات: خطة لتمكين مؤسسات الدولة من استخدام «الحوسبة السحابية»    المتحدث باسم مكافحة وعلاج الإدمان: نسبة تعاطي المخدرات لموظفي الحكومة انخفضت إلى 1 %    خبير تغذية: الشاي به مادة تُوسع الشعب الهوائية ورغوته مضادة للأورام (فيديو)    أخبار × 24 ساعة.. ارتفاع صادرات مصر السلعية 10% لتسجل 12.9 مليار دولار    "مبقيش كتير".. موعد وقفة عرفات وعيد الأضحى 2024    حجازي: نتجه بقوة لتوظيف التكنولوجيا في التعليم    وزير الري: إيفاد خبراء مصريين في مجال تخطيط وتحسين إدارة المياه إلى زيمبابوي    استعدادات مكثفة بجامعة سوهاج لبدء امتحانات الفصل الدراسي الثاني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أبو العز الحريري البرلماني العتيد مرشح الرئاسة »المحتمل« لليسار في حوار ل»الأخبار«:
أحمد عز تبني مشروع التوريث ليصبح نائبا للرئيس أو رئيسا للوزراء !
نشر في الأخبار يوم 05 - 07 - 2011

لا ينقصنا الدين ولگن ينقصنا العلم.. الدين للهداية والديمقراطية للحوار والقرار
الثورة بدأت ولم تستكمل مهامها .. ولم تنته ولامجال لتقييمها الآن
أمن الدولة گان يعمل في اتجاه معاد للوطن بحكم اختياراته وانتمائه للقيادة العليا المعادية للوطن
أبو العز الحريري "النائب المشاغب" كما أطلق عليه البعض..هو أحد ألمع نواب البرلمان في تاريخه، كان نائبا برلمانيا بالإسكندرية لدورات عديدة.. قال عنه الكاتب الكبير مصطفي أمين: انه يقوم بعمل كتيبة من النواب في الرقابة والتشريع والدفاع عن الحقوق الأساسية للشعب..كما وصفه الصحفي الكبير محمود عوض بأنه فلتة برلمانية وقال عنه: إن الناس لن تنسي أبدا ذلك العصر الذهبي لحزب التجمع لأنه كان هناك نائب اسمه أبو العز الحريري..!
انضم لحزب التجمع وهو النائب الشاب وقتها 1976 ليصبح لحزب التجمع أربعة مقاعد بالمجلس بعد خوضه معركة برلمانية في دائرته كرموز بالاسكندية أمام ممدوح سالم وزير الداخلية ورئيس الوزراء أيامها ولم تتجاوز سن الحريري وقتها 32 عاماً.. كما كان أحد النواب الذين دفعوا الرئيس السادات إلي حل البرلمان بسبب وقفتهم الشرسة ضد اتفاقية السلام مع إسرائيل..!.. دخل المعتقل بسبب مواقفه السياسية عام 1982.. وأصبح نائبا في مجلس الشعب بعد ذلك بعامين أي عام 1984عن دائرته كرموز بالإسكندرية.. ثم أصبح صاحب أشهر استجوابات خاصة بالاحتكار في أعوام 2003 وفي عامي 2004 و2005 والاستجوابات الخاصة باستيلاء أحمد عز علي شركة الدخيلة للحديد بالتواطؤ مع الحكومة وفي عامي 2004 و2005 أيضاً تقدم باستجوابات بالاحتكار.. وصف دور د.عاطف عبيد رئيس وزراء مصر الأسبق في عملية بيع القطاع العام بأنه قام بدور "الدلالة" في عملية الخصخصة..!
أبو العز الحريري في القاهرة.. اتصلت به سريعا..رحب باللقاء والحديث مع الأخبار في ثوبها الجديد..كان الميعاد التاسعة صباحا في فندق متواضع وسط ميدان التحرير..لم تغب عنا دلالة اختيار الحريري فندق وسط ميدان التحرير.. ذهبت إليه وسط ميدان التحرير مع زميلي المصور عماد عبدالحميد.. انتظرنا في بهو الفندق بضع دقائق..حين هل علينا حدقت في وجهه طويلا..ابتسم وكأنه أدرك ما ابحث عنه في وجهه..سألته سريعا :
أين ذهبت آثار محاولات اغتيالك الأخيرة خلال المعركة الانتخابية عام1976.. وفكرنا بالمحاولة ؟!
الزمن تكفل بمحو أثار المحاولة من علي وجهي.. عموما لم تكن المحاولة الأولي لإغتيالي.. لكن هذه المحاولة جاءت خلال المعركة الانتخابية.. وفي الحقيقة كانت معركة مع السادات.. لكنها جاءت علي شكل معركة انتخابية مع ممدوح سالم حين تم ترشحه علي مقعد الفئات في نفس دائرتي بالاسكندرية بكرموز وعلي مقعد العمال مع احد أفراد الحكومة..وممدوح كان ضابطا صغيرا في كرموز فأراد دخول انتخابات 1976 وتم ترشحه في هذه الدائرة علي أساس نجاحه مضمون مع نائب العمال الحكومي لأن الدوائر الأخري كان بها صعوبات أمام ممدوح سالم وهو وزير داخلية ورئيس وزراء وصعب سقوطه.. يعني لابد من نجاحه وبأي طريقة..!
وتمهيدا للانتخابات العمالية وانتخابات مجلس الشعب تم تشريدي مع مجموعة من زملائي من الشركة الأهلية أي لإبعادي عن الانتخابات كما تم نقلنا إلي الوجه القبلي والبحر الأحمر وتم الحاقي بمنجم فوسفات في البحر الأحمر.. وأنا "غزّال" يعني بتاع فتله..لكن ذلك لم يمنعني من خوض الانتخابات ..ونجحت في هذه الانتخابات رغم كل الظروف الحكومية ومحاولة الاغتيال..!
علي فكرة..هناك شائعة تقول إن ممدوح سالم أجري أنزه انتخابات في مصر في عهد السادات..هذا كلام غير صحيح بالمرة.. لم يجر انتخابات نزيهة وأطالب من وزير الداخلية باستخراج كشوف انتخابات 1976 ليري كيف اخذ ممدوح مائة في المائة من الأصوات في جميع اللجان..المهم في هذه الانتخابات نجح ممدوح سالم بالطريقة الحكومية المعتادة .. ومرشح العمال" احمد كباره" دخل معي الإعادة.. ولم يكن هناك سبيل لإسقاطي أمامه سوي محاولة الاغتيال وعلمت بالإعداد لها.. وقمت بإبلاغ اللواء نسيم غيث مدير الأمن وقتها.. لكنه لم يتخذ أي إجراء.. والمحاولة حدثت عند اقترابي لمراقبة سير اللجان بمدرسة رأس التين الثانوية فوجئت بمجموعة من البلطجية المسلحين بالسكاكين والسنج تهجم عليا.. قاومت زعيم هذه المجموعة لكنه طعنني بالسكين قاصدا فصل رقبتي عن جسدي لكني تراجعت فاصابتني الطعنة بجرح قطعي كبير في جانب من وجهي نتج عنه إسالة دماء غزيرة واعتقد البلطجي انني قتلت.. لكنه أدرك انني مازلت حيا فأطلق رصاصة علي.. الرصاصة كادت تصيب المستشار رئيس لجان الفرز.. الحمد لله ربنا ستر.. وبمرور الزمن تلاشت الآثار..سيبنا بقي من الحكايات دي.. وخلينا نتكلم عن الثورة!
تعالت نبرة تعيد تقييم ماحدث في 25يناير وتري أن ماجري ليس ثورة.. وإنما كان محاولة للانقضاض علي رئيس ديكتاتور؟
أنا لست مع هذا التقييم قصير النظر الذي يري ما حدث في يناير كأنه تم وانتهي وبدأ دور التقييم.. يا سيدي الثورة المصرية بدأت وسوف تستمر لعشرات السنين وبعدين يأتي التقييم والتنظير، الوقت مازال مبكرا.. إنها ثورة لم تكتمل بعد وهي في طريقها للاكتمال والمسألة مسألة وقت ونحن نتحرك كل يوم ونسقط جزءا من النظام القديم، ما حدث بمصر ثورة غير مسبوقة بكل المقاييس..!
إنه انقلاب ثوري مدوي وسنري آثاره تتسرب إلي جميع أنحاء العالم العربي.. وبدأت حاليا آثار الزلزال المصري تدوي في بقية أنحاء العالم العربي لاحظ ما يحدث في ليبيا سوريا واليمن وسوف ينتهي بعد أيام.. والقلاقل والتململ في جميع أنحاء العالم العربي.. ولاحظ تحايل الحكام العرب بزيادة ومضاعفة المرتبات أكثر من مرة وبعض الامتيازات السياسية التي بدأت تعطي كرشاوي للشعوب في كثير من الدول العربية حتي تتجنب الثورة.. وكلها محاولات لتسكين الثورة بها ومصيرها الفشل.. شعوبنا تبحث عن الكرامة والعزة فوق أرضها !
مصر يا سيدي دولة مركزية بحكم التاريخ والجغرافيا تؤثر في جميع أنحاء العالم العربي..والرشاوي والمسكنات التي تعطي للشعوب تشعرها أكثر بقوتها وبأنها إذا اتحدت فستحقق ما تصبو إليه من العزة والكرامة علي أرضها..ومع نهاية العام الحالي ستكون الثورات العربية قد شملت عالمنا العربي.. إنها ثورات بدأت ولن تتوقف.. نحن لا نستطيع الوقوف أمام عجلة الزمن..!
نحن نعيش الربيع العربي من أجل الحرية والديمقراطية والكرامة والعدالة الاجتماعية.. ولا يصح تقييم ما يحدث بهذه السرعة وبهذه النظرة المسبقة وكأن الثورات تتشابه في جميع أنحاء العالم.. وكأنها شكل متكرر.. العالم يتغير ويتشكل من جديد والنظرة للثورات لا ينبغي أن تأخذ شكلا واحدا.
لو بنتكلم سياسة صح.. اسألني مثلا كيف ستكون مصر بعد خمس سنوات وهو اقرب مدي.. أقول لك ..ستسقط كل اللافتات والأيديولوجيات وترتفع رايات العدالة والديمقراطية وحقوق الإنسان..العالم يتغير ياسيدي.. الناس أدركت تماما الآن ان النظام السابق كان مجرما معاديا للوطن والبشرية ولكل الحقوق الإنسانية ومعاد لربنا.. ألن يترك ذلك أثرا في الناس ويتشكلون بناء علي هذا الأثر..وهذا الأثر يحتاج وقتا للتشكل والتكون داخل نفوس وعقول الناس.. لا رجعة مرة ثانية لمثل هذا النظام الفاسد.. التراث القهري العنيف للنظام السابق المعادي للوطن والبشرية ولربنا يعيد تكوين وبناء وعي الشعب وهذا التكوين يحتاج سنوات.. قراءة المشهد الآن والحكم عليه إغفال للتاريخ وتفاعلاته!
نرجع مرة ثانية للمشهد الحالي.. يري البعض أن النظام الذي ثرنا عليه مازال قائما؟
كما قلت لك الثورة بدأت ولم تستكمل مهامها ولم تنته.. مثلا نحن ولسنوات طويلة بدأنا المقاومات الشعبية بداية من مقاومة كامب ديفيد والخصخصة وبيع القطاع العام ومحاولات النظام لتزييف إرادة الأمة التي تعني أن إرادة الأمة تسير في الاتجاه المعاكس للنظام وتتقاطع معه.. لو تركت الحرية للشعب لسقط الحزب الوطني..!
وينبغي ان يكون السؤال حاليا هل النظام مستقر وثابت كما كان ؟.. بالطبع لا.. النظام محل جدل.. النظام محل صراع ويعاني سكرات الموت.. صحيح نحن قمنا بالثورة من أجل تغييره.. وهو الآن محل صراع وغير مستقر وهذا لا يعني أن الثورة فشلت أو انشغلت عنه.. ثورتنا لها خصوصية مختلفة تكتسب زخما كل يوم.. والثورات ليس لها شكل واحد محدد ثابت ينبغي" شفه"حتي تكون ثورة.. كل ثورة هي نبت بيئتها وظروفها التاريخية.. يعني لو حدثت ثورتنا مثلا سنة 2000 بالتأكيد كانت ستأخذ شكلا ومضمونا مختلفا.. يعني ستكون لها شكل تاني..فمثلا لم يكن هناك الانترنت ولا التكنولوجيات الحديثة التي ساهمت في حشد الجماهير والتواصل بينها.. والثورة الإيرانية لم تكن مثل الروسية والجزائرية التي راح فيها مليون شهيد وضد الاحتلال جاءت علي صورة مختلفة..!
وحين نحكم علي ما حدث عندنا نأخذ الثورة المصرية في حدودها.. فالشعب كان في حالة رفض شامل لسنين طويلة كما بينا في بداية الإجابة.. يعني ممكن تقول كان الشعب في حالة ثورة غير معلنة أو غير مبلورة.. ولما حدث يوم 25 يناير وخرجت الناس للاحتجاج علي فجاجة الشرطة في تعذيب الناس.. خرج الشعب في شكل مفاجئ للناس أنفسهم.. فلم يكن احد يدرك أن الجميع سيخرج معا.. وتحول يوم الغضب فجأة إلي يوم ثورة أو بداية ثورة.. وحتي تستكمل هذه الثورة بالشكل التقليدي كان لابد من دخولها في مرحلة حساسة..أظن كثيرون قد تلاشوها وأرادوا الابتعاد عنها.. بمعني سبقوها بسلمية سلمية.. الفكرة كانت أن تخرج مثلا قيادة تثور من داخل الجيش وتتلاحم مع الشعب الثائر وتشكل قيادة ثورية تخلق وضعا جديدا.. هذا الموقف كان اكبر من الظروف.. ثم هناك حالة من الوعي العام لدي الشعب يري أن المطلوب التغيير خطوة خطوة.. لم تكن 25يناير ثورة مخططا لها.. لم تكن هناك مجموعات متآلفة تعمل من خلال خطوات معينة تؤدي لإسقاط النظام بالكامل مرة واحدة.. وينبغي النظر لها من هذه الزاوية والحكم عليها بمنطقها الذي خلقته لنفسها..!
صرحت بنية الترشح لرئاسة الجمهورية ..هل هذا صحيح؟
اذا تم اختياري من قبل قوي اليسار سأكون مستعداً للترشح للرئاسة.. وعندي رصيد من العمل الوطني المخلص يزكيني وخبرة متراكمة من العمل السياسي البرلماني.. وإدراك عام متتابع ومتجدد ومتوال لمجريات الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية في مصر علي مدي اكثر من 45 عاما..قضيت منها 35 داخل حزب التجمع و10 سنوات قبل التجمع كانت ايضا مسيسة في منظمة الشباب والاتحاد الاشتراكي..ثم هناك إسهاماتي في كل التكوينات من اجل الحريات والديمقراطية والتغير بشكل عام. وأهم شيء توافر أساسيات اتخاذ المواقف الايجابية.
ماذا عن البرنامج الانتخابي لابو العز الحريري المرشح المحتمل في حالة توافق اليسار؟
بعدما تبين لنا حجم الفساد غير المسبوق للنظام السابق نري ان مصر تحتاج لبرنامج انقاذ للانتقال من وضعية النظام الفاسد لنظام يناسب المرحلة الجديدة وينقلنا لوضع يليق بمصر وبتاريخها ومركزيتها... وهذه المرحلة ببرنامجها الذي اسميته ""برنامج عام مشترك" تمتد إلي سبع سنوات علي الاقل.. ويمكن الحديث هنا عن التمايزات في الرؤي الاقتصادية والاجتماعية.. ولابد بداية من دون تصفية الفساد "سياسات ومؤسسات وافراد" حتي نستطيع النظر للمستقبل بشكل افضل.. ومن الضروري محاكمة كل الجناة سياسياً واقتصادياً واجتماعياً. وعزل قوي الثورة المضادة عن توظيف القدرات التي امتلكتها خلال العهد السابق . مع العمل علي استنهاض همم الشعب لانجاز ما يتوافر لدينا من امكانيات ومشروعات ليست في حاجة ماسة إلي تمويل اجنبي.
كما ان لملمة الاقتصاد المهلهل والمهمل جهد العمل المتعطل عن الاداء يمكن ان يسهم بقدر كبير في خلق بنية اساسية..كل ذلك لابد ان يكون مصحوباً ببنية اساسية وهي مخرطة الحياة في كل نواحي النشاط الانساني من المنزل إلي المدرسة إلي المصنع فالمؤسسات النقابية ومجلس الشعب والاعلام. وذلك يؤدي إلي خلق حالة عامة تصلح للاختيارات المختلفة "يميناً أو يساراً" مع اني اثق ان اليسار سيجمع كل المقومات الايجابية من كل الاتجاهات.
العلم هو الحل
كيف تري صراع الدستور والانتخابات؟
أظن انه صراع مقصود منه الهاء الناس في البرامج الانتخابية للمرشحين "وأخد الناس علي غماهم" دون أن يتبين الناس ما نحن فيه.. أنهم لا يريدن إعطاء فرصة للناس حتي ليدركوا ما نحن فيه.. انه الهاء الناس بالأشخاص وبرامجهم الانتخابية..وما يقولونه من أن الدين هو الحل والصحيح العلم هو الحل.. نحن لا ينقصنا الدين ولكن ينقصنا العلم الدين هداية والديمقراطية للحوار والقرار.. والعلم هو الحل.. ما يحدث هو جدل عبثي يخاصم العقل والمنطق..أنهم يريدون الناس أن تنتخبهم علي مقولات دينية دون برامج حقيقية في الاقتصاد والتعليم والإسكان والصحة.
أنهم لا يريدون فرصة للناس حتي يتفهموا الوضع الحالي ويبنون اختياراتهم علي بينة حقيقية.. والجماعات الدينية تريد الهاء الناس عن فرز الوضع وفهمه..!
استجوابات الحريري
ارتبطت استجواباتك في المجلس بالاستيلاء علي المال العام؟
أنا تقدمت بالعديد من الاستجوابات في أعوام 2003 و2004 و2005 عن استيلاء أحمد عز علي شركة الدخيلة للحديد بالتواطؤ مع الحكومة وفي عامي 2004 و2005 وأيضاً تقدمت باستجوابات خاصة بالاحتكار.. ولم يناقش أي استجواب منهم، وعندما تقدمت بطلبات للإحاطة لم تناقش أيضاً. أما عن استجواب احتكار الحديد فقبل ان ادخل برلمان 2000 علمت ان احمد عز بدأ يسطو علي الدخيلة وان نجمه كان يصعد في الفساد يرتب وضعه لبيع املاكه وبالفعل استقدم مستثمرا هنديا متخصصا في الحديد لشراء ما استولي عليه حتي يتفرغ ليحل محل الشاذلي يعني فاسد جديد.. واحمد عز كان عنده رغبة بل ويعمل علي التوريث ليضمن ان يكون رئيسا للوزراء او نائبا للرئيس الوريث.. وصرح انه صرف علي انتخابات الرئاسة 300 مليون جنيه .. فرد عليه زكريا عزمي قائلا: انت كسبت 3 مليارات من البورصة في ايام.
أدليت مؤخرا بأقوالك أمام النائب العام حول قصة انتقال الشركة الوطنية للحديد والصلب بالإسكندرية لرجل الأعمال والسياسة أحمد عز..؟
نعم.. ووصفت ما حدث بأن عز قام بسرقة الشركة بمساعدة المسئولين والوزراء في النظام السابق.. وكنت قد تقدمت بالاستجواب حول هذه الواقعة 3 مرات خلال عام واحد، ويقوم فتحي سرور ونواب الوطني بإسقاطه.. وقلت في الاستجواب إن الشعب يعاني، والكل يعترف، وتتهرب الحكومة، ولا يتمسك مجلس الشعب بمسئوليته، وأشرت إلي أن الجهاز المركزي يسجل حقائق وتبريرات لا أساس لها من المنطق والقانون، ومجلس الشعب نفسه يعترف في قاعته ولجانه بما حذرنا منه، وأحمد عز النموذج الطفيلي المتسلق لمواقع التأثير في السلطة والحزب الحاكم، وأهم لجان مجلس الشعب.. إنه نموذج للفساد الشامل اقتصاديا وسياسيا بقدر ما ارتكب من جرائم في حق الوطن، حيث مكنه تواطؤ الحكومة والصمت المشارك من مجلس الشعب أن يهرب ثروات طائلة من عرق الشعب وخزانته العامة، باحتجاز أموال علي مستوردات الدخيلة، وفروق تصدير تقترب من نصف سعر البيع المحلي .
وأوضحت في الاستجواب أن عز رفع أسعار الحديد والصاج إلي 3750جنيها، قافزا بالأسعار عن مستواها العالمي، الذي لم يزد في متوسطه الإجمالي عن 60٪ من سعر 2002 م، بينما تم رفع السعر في مصر بأسلوب احتكاري بلغ 260٪ محملا المستهلكين قطاعا حكوميا وعاما وخاصا بفروق أسعار في مجمل الحديد والصاج، المستخدم محليا بمبلغ 1500 جنيه لكل طن لإجمالي كمية سنوية 4 ملايين طن حديد تسليح و700 ألف طن صاج، بما يقارب 15 مليون طن بإجمالي 22.5 ألف مليون جنيه، تم نهبها فوق الإرباح العادية المفترضة، وحتي المغالي فيها بدرجة مرفوضة.
وإن تلك الممارسات قد جرت معها نفس النهب كل من باعوا بنفس السعر الاحتكاري، وازدادت الكارثة، حيث إن شركات قطاع الأعمال الدلتا والأهلية، والنحاس أدخلت لعبة التواطؤ، وتم إيقاف إنتاجها لعشرة أعوام في مخطط طويل لتمكين المحتكرين من جريمتهم..أضاف الاستجواب أنه بلغ الجرم مداه بأن شركة حلوان التي تحمل إنتاجها ضمن سعر البيع بنسبة 100٪ من تكاليف الإنتاج كمصاريف إدارية وتسويق، كانت تبيع منتجها للسوق بفارق يزيد عن 1000 جنيه لكل طن، مقارنة بفواتير بيع المصنع ومثلها الشركة العربية للصلب المخصوص، الفروق بين فواتير المصنع وأسعار السوق لم يعلن عن مصيرها لمن ذهبت المليارات ولماذا؟ لشركة العز للتجارة الخارجية أم لغيرها؟ وكشف الاستجواب أن إجمالي ما تم نهبه بالأسعار الاحتكارية في السوق الداخلي بلغ 22.5 مليار، وفي التصدير حديد وصاج 4.5 مليار جنيه فارق عن كل طن، وفروق تلاعب السعر الاستيرادي لكوارث الحديد للدخيلة 1440 مليونا، بجانب الاستحواذ علي عمليات الاستيراد حتي قطع الغيار ومستلزمات الإنتاج، ومنع الوسطاء التجاريين بالمخالفة للقانون، ومنع دخولهم عملية تصدير المنتجات للدخيلة والمجموعة التي يطلق عليها اسمه ويرأسها
بجانب ما يحصله من عمليات وساطة مشبوهة ثابتة، تتولاها شركة العز للتجارة الخارجية في السوق المصري والخارجي أيضا، وكشف الاستجواب أن ما تم نهبه مباشرة مع آخرين بلغ أكثر من 30 مليار جنيه، دون أن تتحرك الحكومة، بل أنها إمعانا في تمكين النهابين ومن أطلق عليهم رئيس الوزراء الخونة الذين يضرون بالمصلحة العامة، ويهدرون ويعطلون الاستثمار. وأضاف الاستجواب أنه قد صدرت قرارات جنائية بفرض رسوم إغراق مكنت الناهبين من النهب، وأصر المسئولون أنه حين عرض موضوع الإغراق والاحتكار بالمجلس علي التمسك بقرار فرض رسوم إغراق لتمكين أحمد عز من مواصلة جرائمه في حق الوطن والاقتصاد، رغم صرخات المعذبين بنيران الاحتكارات، التي أصبحت صفة لاصقة بطبقة الرأسمالية الطفيلية الجديدة، واعتراف الحكومة التي يراقبها مجلس الشعب بهذه الجريمة .ولم ينظر مجلس الشعب في التقارير الأولية للجان الثلاث، الاقتصادية، والإسكان، ولا التقارير التالية المفترض أن يعدها بعد تلقي التقرير التكميلي، وما تزال الجريمة ممسكة بواقع المجتمع، وأصبحت نموذجا لجرائم مماثلة تسود قطاعات عديدة في المحمول والإسمنت الذي ارتفع من 110 جنيهات للطن عام 2003 إلي 220 جنيها للطن عام 2004 بلا أي مبرر، والأغذية المستوردة وغيرها.
اختتم الاستجواب بعبارات مفادها أن الإدارة فشلت، وأن السياسات خلقت الفساد التي أصبحت منظومة متكاملة، وأن قطاع الصناعات المعدنية بالنماذج التي قدمها احتكار أحمد عز، واستيلائه علي الصرح الوطني حديد الدخيلة، والإهدار الهائل بالشركة العربية للصلب المخصوص، وحديد حلوان وقطاع الصناعات المعدنية يمثل نموذجا بالغ الاهتمام الوطني »ناقتنا وجملنا« فيه هي المصلحة الوطنية فقط.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.