وصلني رد موقع من الدكتور الصديق زاهي حواس وزير الدولة لشئون الآثار نصه »صديقي العزيز الدكتور أحمد نوار تحية طيبة وبعد.. قرأت مقالك بالأخبار يوم 91/6/1102 بعنوان »المجلس الأعلي للقوات المسلحة والآثار« والذي تحدثت فيه عن نقاط تتعلق بالآثار والمتاحف وتتعلق بي شخصيا، لذا أود أن أوضح في هذه النقاط السريعة بعض ما غاب عنك فيما قرأت أو سمعت عبر وسائل الاعلام أو من مصادر المعلومات الأخري، تحدثت عن زيارة الوفد الأمريكي من الجامعات الأمريكية لمناقشة مشروع أمريكي للتأمين علي الآثار ضد السرقة والنهب ولك الحق طبعا في أن تكون مستفزا إذا كان ذلك هو الهدف من الزيارة، ولكن يا صديقي العزيز هل تعتقد أن نقبل ذلك؟ وحقيقة الأمر تتلخص في أن عددا من علماء المصريات بجامعة جورج واشنطن وعدداً من علماء الجامعات الأمريكية في تخصصات مختلفة جاءوا لزيارة مصر خلال شهر مايو الماضي وأعربوا عن استعدادهم لبدء حملة لجمع التبرعات لاستكمال مشروع متحف مصر الكبير بالجيزة ومتحف الحضارة بالفسطاط ومخاطبة الحكومة الأمريكية للتعاون مع مصر في إقامة مجموعة من المخازن المتحفية الجديدة والعمل علي تقديم المساعدات الضرورية والعاجلة للمساهمة في حماية المواقع الأثرية والمتاحف طبقا لاحتياجات مصر، وفي هذا اللقاء طلبت المساهمة في بناء عشرين مخزنا متحفيا جديدا لتضاف إلي 74 مخزنا قمنا بإنشائها خلال السنوات الماضية وكان يجب أن تقام خلال العقود الماضية، وتوفير برامج علمية لتدريب الأثريين والمرممين وأعضاء المناطق المصريين، وأنت تعلم أن جامعة جورج واشنطن يوجد بها أهم معهد للآثار في العالم ولذلك تأتي أهمية زيارة هذا الوفد لمصر في الشهر الماضي وبالتالي فلا مجال هنا لمشروع أمريكي لتأمين الآثار المصرية ضد السرقة والنهب وأرجو أن يزول ما استفزك من بعض ما قرأت في أجهزة الإعلام، الأمر الآخر عن الفوضي الأمنية التي عاشت فيها البلاد منذ يوم الثامن والعشرين من يناير لاشك انها كانت مؤلمة وكادت أن تدمر البلاد لولا رعاية الله ومساهمة المخلصين من أبناء هذا البلد في الدفاع عن أنفسهم وبيوتهم وشوارعهم قدر استطاعتهم من اللصوص والبلطجية الذين روعوا الآمنين بعمليات السطو علي الممتلكات الخاصة والعامة معا بل وحرق بعضها فهل تعتقد أن المتاحف والمواقع الأثرية والمخازن في مأمن من تلك السرقات والاعتداءات، وكانت تلك المتاحف والمناطق والمخازن تسرق علي مدار العقود الطويلة الماضية، ولم تكن هناك ثورات أو فوضي أمنية، فما بالك وهذه الفوضي؟ وعلي أية حال فقد أعلنا أرقام القطع المسروقة وقمنا باتخاذ الإجراءات القانونية بشأنها والاتصال باليونسكو والشرطة الدولية »الانتربول« لمتابعتها، وهو إجراء تم بالفعل لحفظ حقوقنا وهي آثار مسجلة وموثقة لدينا ولا يمكن بيعها أو عرضها في أي مكان بالعالم لأنها ستبقي ملاحقة أمنيا حتي تعود، وفي هذا الصدد فإننا يا صديقي العزيز تمكنا من استعادة أكثر من خمسة آلاف قطعة أثرية منذ عام 3002، وحتي الآن خرجت وسرقت من البلاد في وقت لم تشهد فيه فوضي أمنية أو ثورات، وأخيرا أرجو أن أوضح لك بأنه لا يوجد لدي ما يدعو للهرب من بلدي، ولقد كنت في مهمة رسمية وبقرار من رئيس مجلس الوزراء ولكن البعض يحلو له تفسير أي شئ طبقا لرؤيته الخاصة ولنواياه. أتقدم بالشكر لمعالي الوزير الصديق زاهي حواس علي اهتمامه بما نشر، ونهر الفن له تعقيب الأسبوع القادم لضيق المساحة.