أكدت صحيفة "الوطن" العمانية الصادرة أمس أن الزيارة التي يقوم بها الرئيس عبد الفتاح السيسي إلي السلطنة تمثل محطة مهمة في تاريخ علاقات البلدين، وتكتسب أهميتها من حيث ما يجمع السلطنة ومصر (قيادةً وشعبًا) من روابط أخوة ومحبة راسخة تجلت في الكثير من المنافع والمصالح المتبادلة. فتحت عنوان (مشاعر أخوية تعيد المنطقة لآفاق التنمية)، قالت الصحيفة في افتتاحيتها: "إن الزيارة الأولي للرئيس السيسي تأتي تأكيدًا علي المسار التاريخي الحافل من العلاقات العمانية المصرية علي مدي عقود النهضة المباركة، وتعكس حجم التعاون المشترك المثمر القائم علي الاحترام المتبادل، والساعي دائمًا إلي توحيد الصف العربي، في مواجهة التحديات التي تفرضها التطورات المختلفة إقليميًّا وعالميًّا. وأوضحت الجريدة أن هناك رسائل عديدة يحملها استقبال السلطان قابوس بن سعيد للرئيس عبد الفتاح السيسي أبرزها التأكيد علي أن العمل العربي المشترك بدأ في اتخاذ أبعاد جديدة خصوصًا مع بدء خروج المنطقة من حالة انعدام الوزن التي ألمَّت بها. بدورها، أكدت صحيفة (عمان) عمق العلاقات الراسخة بين البلدين، التي قدمت دوما نموذجا يحتذي، للعلاقات الأخوية الصادقة والمتينة، القائمة علي الثقة المتبادلة، وعلي الاحترام والتقدير العميقين لقيادتي البلدين. وتحت عنوان ( نجاحات مصر وقوّتها ضرورة عربية) قالت الصحيفة في افتتاحيتها: "إن الزيارة التي يقوم بها الرئيس السيسي للسلطنة من شأنها أن تشكّل علامة بارزة، ونقطة انطلاق إيجابية في العلاقات المتينة بين البلدين". وأشارت إلي أنه في الوقت الذي تدرك فيه السلطنة ومنذ عقود عديدة، أهمية الإسهام المصري، الإيجابي والنشط والمتعدد الجوانب، مع كل الدول الشقيقة لتحقيق حياة أفضل لشعوب المنطقة، فإنه مما يسعد كل عماني، وكل عربي مخلص أيضا، أن تحقق مصر مزيدا من التطور والتقدم والازدهار. من جهة أخري أكد الكاتب العماني الدكتور أحمد بن سالم باتميرا، أن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي الاستثنائية والمميزة لسلطنة عمان ستكون فرصة تاريخية لتبادل وجهات النظر علي أعلي المستويات بين قيادتي البلدين، وكذلك العمل معا من أجل الإسهام في حل المشكلات العربية العالقة، وتحقيق مزيد من التقارب والتماسك بين الدول وشعوبها. وفي المقال الذي نشرته صحيفة الوطن العمانية الصادرة أمس أوضح باتميرا أن زيارة الرئيس السيسي لسلطنة عمان ولقاءه مع السلطان قابوس بن سعيد تكتسب أبعادا هامة ومحورية في العلاقات الثنائية الطيبة من جهة، وما تمر به المنطقة العربية من أحداث تتطلب من قيادتي البلدين مناقشتها بكل وضوح وشفافية للم الشمل العربي وتجاوز الأزمات والتشديد علي أواصر الأخوة العربية التي تجمع العرب من الخليج إلي المحيط. وأضاف، أن القمة المصرية العُمانية تأتي وسط ظروف شائكة تمر بها المنطقة، تتطلب من البلدين التدخل بحكمة للمساهمة في حل القضايا المطروحة علي الساحة، وفق مبدأ الاحترام المتبادل والنظر للأمور من منظور عربي وقومي لتجاوز الأزمات وحلها بالطرق السلمية وبالحوار الهادف البناء، وأشار إلي أن مسقط والقاهرة قد لعبتا علي مدي السنين الماضية دورا تاريخيا وأدوارا في غاية الأهمية في حل العديد من القضايا العربية والدولية. وتابع الكاتب قائلا:- » لقد كانت مصر وما زالت بحق، بوابة رئيسية لحل المشكلات وليس تفاقمها، ونحن نراهن علي مكانتها، وهي قلب الأمة النابض وبلد الحضارات والمواقف والصدمات الإيجابية المؤثرة، وكانت سندا وعونا لحل القضايا العربية، لذا نأمل أن تكلل زيارة الرئيس السيسي الأولي لمسقط، ولقاؤه بحكيم العرب ورجل السلام السلطان قابوس بإيجاد بداية للانفراجة الخليجية، وتلاقي الأفكار وتصحيح الأوضاع ولم الشمل العربي وفتح صفحة جديدة ونسيان الماضي بكل سلبياته وضبط النفس والتحلي بالحكمة، من أجل التخفيف من التوتر وتجاوز الماضي ليكون حال العرب أفضل وأقوي قبل أن تنجر الأمة العربية إلي صراعات لا تحمد عقباها ولا يعرف أحد مصيرها».