يبقي الأهلي والزمالك هما روح الكرة المصرية، ومعهما الأندية الشعبية الكبيرة وفي المقدمة الإسماعيلي والمصري والاتحاد. وتبقي المنافسة في الرياضة هي الأجمل، لا يمكن أن تحمل معها عداء أو كراهية.. وإنما هي السمو بالأخلاق، وتعلم كيف نحتفي بالفوز بلا غرور، وكيف نتقبل الخسارة دون يأس. ثم التشارك في متعة »اللعبة» التي لا تتم بهجتها إلا بأن نكون معا. في الصبا والشباب.. كانت المتعة ان نشاهد المباريات من مدرجات الدرجة الثالثة حيث الجمهور الحقيقي للكرة. يذهبون مبكرا قبل المباراة بساعات. تجلس جماهير الفريقين معا، يتبادلون المداعبات وحبات السوداني وثمار »اليوسفي» في موسمه. تنتهي المباراة ويسعد جمهور الفريق الفائز ويتلقي التهاني من الفريق الآخر. ويخرج الجميع وهم »حبايب». كبرنا وعرفنا كم المودة التي تربط بين اللاعبين في الأهلي والزمالك، خاصة وهم عماد المنتخب الوطني. ثم عرفنا كيف تكون المسئولية علي الجميع في رعاية هذه الروح الرياضية وخاصة في الصحافة والإعلام. لم نسمح بأن نكتب ان الفريق الفلاني »سحق» الفريق الآخر.. حتي لا نسيئ لمشاعر لاعبي الفريق أو جمهوره.. ولم يكن ممكنا علي الاطلاق ان ندعو للتعصب أو الكراهية في الملاعب.. يستوي في ذلك التعامل مع الاهلي والزمالك وأندية القمة، أو مع فريق مركز الشباب في قرية نائية يستحق الاشادة رغم أي نتيجة.. لأنه يمارس الرياضة، ويستمتع بها، ويحل المتعة مهما كان قدرها للآخرين. العودة لهذا المناخ الرياضي الراقي واجب علي الجميع، ومسئولية يجب تحملها بشجاعة، ولعلي هنا أحيي ادارة النادي الأهلي علي اعتذارها الرسمي لنادي الزمالك علي الخطأ الذي وقعت فيه صفحة النادي علي »الفيسبوك» بنشرها »فيديو» سيئ يستحق المسئولون عنه العقاب الفوري الذي أوقعه النادي عليهم. ولعل هذه تكون بداية لتصحيح كل الأخطاء التي تشهدها ملاعبنا ورسالة لكل الاطراف بأن التجاوز مرفوض، وبأن الرياضة أخلاق، وبأن الاهلي والزمالك سيظلان »حبايب» وستظل المنافسة بينهما هي روح الكرة المصرية وعنوانها الجميل.