الرائد طارق الوتيدي رئيس مباحث مصر القديمة .. لا أعرفه ولا يعرفني.. هو ضابط شرطة شاب خرج من مكتبه ليفض مشاجرة بالأسلحة النارية في منطقة الجيارة.. احدي المناطق العشوائية المعروفة في قلب العاصمة بكثرة المشاكل وخاصة في ظل الانفلات الأمني الحادث الآن في الشارع المصري.. الكل يعرف من يفتعل المشاجرات والكل لم يعد هناك من يردعه .. والكل يمتلك شتي أنواع الأسلحة من الآلي إلي الطبنجة ناهيكم عن السيوف والسنج والمطاوي بكل أنواعها حتي الأسلحة الجديدة من الصواعق الكهربائية التي انتشرت في عموم مصر .. المهم وفي ظل البلطجة وسطوة الشبيحة ضربوا الضابط بالرصاص والقوة المرافقة له ورغم ذلك أكمل مهمته .. ونحن نشكره وزملاءه نيابة عن كل المصريين الذين لا يرضيهم مثل هذه التصرفات الحمقاء.. وطارق الوتيدي .. ليس أول شرطي في مصر يتعرض له البلطجية ولن يكون الأخير ففي الأسابيع الأخيرة تعرض الكثير من رجال الشرطة للاعتداء من البلطجية ولا أريد أن اعدد الحوادث التي لم تستثني كبارهم .. إذا لم نتحرك بسرعة وحزم وتصميم علي مقاومة هذا ( الإرهاب الجديد ) فسوف تتحول المناطق والأحياء إلي غابة الغلبة فيها لقطاع الطرق والمجرمين وسوف تزدهر سوق السلاح المسروق والمهرب والمصنوع في البلاد وسنصل إلي مرحلة لبنان في السبعينيات ووقتها لن ينفع شئ فقد سبق السيف العزل .. الحكومة متراخية تماما تشبه البطل المأساوي في الروايات الإغريقية الذي ينصاع لرغبات الآلهة.. ووزارة الداخلية تتحدث عن انتشار تدريجي يذكرنا بسياسة هنري كيسنجر الخطوة خطوة التي لم تسفر عن شئ حتي الآن وعادت بنا إلي نقطة الصفر .. والمجلس الاعلي للقوات المسلحة الذي يملك كل مفاتيح الحل لم يقل لنا شيئا بخصوص هؤلاء البلطجية .. فماذا نحن فاعلون ؟! بداية لست مع الذين يتحدثون عن عودة الأمان إلي الشوارع فهم من المؤكد يسكنون في مكان اخرغير مصر .. ولست اعني أيضا أن الشوارع تحولت إلي ساحة حرب لكنني احذر مما هو قادم فالمشاجرات اليومية في الشوارع ظاهرة معتادة وخروج الأسلحة من الجيوب أصبح من الأمور العادية وكل شئ بالدراع الآن حتي طوابير دفع الفاتورة .. الحل سهل وممكن ويعيد الاستقرار إلي الشارع وهو صدور أوامر اعتقال بحق البلطجية وإعادتهم إلي السجون والتعامل بحزم معهم وضربهم بالنار إذا حاول أهاليهم ومعارفهم تهريبهم مرة أخري .. موت بلطجي أهون ألف مرة من الخوف الذي يسيطر علي الناس والقوات المسلحة قادرة علي هذا رغم المصاعب التي تواجهها. نيابة مرور عين الصيرة أتمني من المستشار الدكتور عبد المجيد محمود النائب العام أن يشاهد الطوابير الممتدة أمام نيابة مرور عين الصيرة بدون داع وكم المشاجرات بين الناس .. كل عقدة وليها حلال .. ببساطة يخرج موظف يقوم بتجميع الرخص من المواطنين ثم ينادي عليهم وتعطي الفرصة للمتظلمين أن يتظلموا من دفع مبالغ يشعرون أنها لا تخصهم.. لكن بهذه الطريقة التي تتم الآن نقول حرام.. فلا فرصة للتظلم ولا احترام لآدمية البشر .. وللحق لا اعني أن هناك تقصيرا من الموظفين لكن في غياب النظام تصبح الفوضي هي البديل !