يناديه أهالي قريته غيضان بمركز يوسف الصديق بالفيوم باسم »مصطفي هجرس»، وهكذا كان اسم شهرة الشاب الثلاثيني مصطفي موسي عبد الجبير الذي كان معروفا بينهم منذ صغره بعشق المغامرة حتي تعلم كيفية صيد الثعابين والأفاعي الأكثر سُمية ونجح في ذلك ليذيع صيته بين قري الفيوم كلها، وكما يقول لنا فقد بدأ هوايته في صيد الأفاعي والثعابين، منذ 7 سنوات، اصطاد فيها أكثر من 1000 ثعبان وحية سامة، حصل علي دبلوم صنايع، وعمل بعدها في تجارة الخردة، ولكنه انجذب إلي مهنة »الحاوي» وحاول أن يتعلم منهم بمقابل مادي، لكنه اكتشف أنهم »نصابين ودجالين»،فمنهم من يضع الثعبان في أغراضه ومنهم من يستعين بالسحر للتربح، كما أن الثعبان أساسًا أصم لا يسمع فكل ما يقوم به من عزائم عبارة عن دجل، وقابل بعدها بعض هواة صيد الثعابين والأفاعي في منطقة أبو رواش بمحافظة الجيزة،، وظل معهم لمدة عامين حتي أتقن مهنتهم تمامًا، وعاد بعدها إلي قريته بالفيوم وهي في مركز يوسف الصديق الذي يسمونه »أدغال أفريقيا» وفيه المئات من الثعابين والأفاعي المنتشرة في الصحراء والمناطق الزراعية والمنازل علي حد سواء.. ويوضح لنا مصطفي أن هناك العديد من أنواع الثعابين السامة والأفاعي ومنها »الطريشة» والحية المقرنة والحية القرعاء وتعيش في الصحراء ويباع الواحد منها ب ب 70 جنيهًا، ولا يزيد طولها علي 60 سم، ومن أخطر أنواع السموم علي مستوي العالم، وطول الناب يصل إلي 2 سم، أما الأنواع السامة في الأماكن الزراعية فهي الكوبرا والحية المقرنة ويتراوح طولها من 30 سم إلي 270 سم وأسعارها من 100 إلي 200 جنيه حسب طولها، أما أنواع الثعابين الصحراوية غير السامة الأرقم ويصل طوله إلي 1.20 سم، والهارسين مثله لكن أرفع حجمًا، وأبو العيون، والبسباس ويباع الواحد منهم من 20 إلي 50 جنيهًا، ومن أنواع الثعابين غير السامة في الأراضي الزراعية أبو السيور والأزرودي والساند بو أو ثعبان الرملة.. ويشير إلي أن أدغال يوسف الصديق مليئة بالأفاعي والثعابين وأكثر يوم يصطاد فيه 8 أفاعي بينهم 4 في جحر واحد وتتراوح طول الواحدة من 180 إلي 200 سم، كما أنه اصطاد كوبرا من أرض زراعية طولها 220 سم، ويقول :»وضعت رأسها في فمي وبخت سمها ولكن إرادة الله شاءت إلا أموت بعد أن حصلت علي المصل المضاد للسم، لافتا إلي أنه يتعرض للخطر بين الحين والأخر ولكنه يعشق صيد هذه الثعابين ومتابعة حياتها البرية، مؤكدًا أنه تمكن من اصطياد نحو 38 أفعي أغلبها في منازل المواطنين بالإضافة إلي 12 أفعي من غرف النوم، وأنه يقوم بصيدها مجانًا ويشتريها من أصحاب هذه المنازل ثم يقوم ببيعها في القاهرة لبعض المحترفين بمنطقة أبو رواش ممن لديهم ترخيص بالشراء، ثم يقومون ببيعها للكليات أو معاهد السموم.. ويتابع »هجرس» أن لديه حدسا في اصطياد الثعابين والأفاعي في الأماكن الزراعية فيقوم بالصيد عن طريق الأثر ويعرف نوع الثعبان وحجمه والوقت الذي استغرقه للمرور بدءًا من ساعة وحتي يوم، وكيف يتجه شمالا أو يمينًا ومن ثم يتعقبه ويصطاده، لافتا إلي أن حوادث لدغ الثعابين في مركزه يوسف الصديق العام الجاري كانت كبيرة حيث مات 6 أشخاص، مشيرًا إلي أن هناك مشكلة كبيرة تواجه أبناء الفيوم في نقص المصل وعدم تواجده في المستشفات والوحدات الصحية مما يعرض حياة المواطنين للخطر المحقق بسبب لدغات الثعابين