علماء النفس الأمريكان أكدوا أن ترامب يريد أن يفعل بالمسلمين كما فعل هتلر مع اليهود لم يعد الحديث الآن في أمريكا عن تطرف ترامب أو عنصريته فقد دخل علي الخط اطباء الأمراض النفسية من الوزن الثقيل يتحدثون صراحة عن أن الرئيس مريض نفسيا ويندرج تحت تشخيص »النرجسية الخبيثة» وهو الأمر الذي يطرح الكثير من التساؤلات: هل تم كسر القاعدة الطبية التي تقضي بعدم إطلاق تشخيص طبي علي شخصية عامة دون فحصها بشكل مباشر وبإقرار منه ؟ وماهي أهم أعراض هذا المرض ؟ وما مدي توازنه النفسي وسلامة ميزانه الأخلاقي ؟ هذه الأسئلة وغيرها طرحناها علي الدكتور محمد المهدي أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر وزميل الجمعية الأمريكية للطب النفسي وعضو لجنة تفكيك العقل المتطرف بدار الافتاء المصرية.والي نص الحوار: هل هناك علماء نفس بأمريكا تحدثوا صراحة عن أن الرئيس ترامب مريض نفسيا ؟ - نعم.. فلم يعد الحديث في أمريكا والكثير من دول العالم فقط عن جنوح وجموح وتطرف الرئيس ترامب في الكلام والتوجهات واندفاعه وتهوره. فقد صرح أحد أعلام علم النفس في جامعة جونز هوبكنز وهو البروفيسير جون جارتنر وكان التصريح ل US News. أن الرئيس ترامب مريض نفسيا تحت ما يسمي ب »النرجسية الخبيثة». لكن أليس ذلك خروجا علي القواعد الطبية المتعارف عليها ؟ - بالتأكيد.. فقد كسر هذا العالم قاعدة مهنية تسمي Goldwater کule وهي تقضي بعدم إطلاق تشخيص طبي علي شخصية عامة دون فحص هذه الشخصية بشكل مباشر وبإقرار منه، وقد وضعت هذه القاعدة بواسطة الجمعية الأمريكية للطب النفسي عام 1964م حين تقدم للترشح للرئاسة مرشحا يدعي Goldwater . سلوك الرئيس وهل هناك تبرير طبي لكسر تلك القاعدة ؟ - علي ما يبدو أن البروفيسور جون جارتنر خالف القاعدة المهنية نظرا لما استشعره من خطورة في سلوك الرئيس دونالد ترامب وأيضا لما ظهر من علامات اضطرابه في أحاديثه وتصرفاته ومن تاريخه المليء بالأحداث التي تؤكد ذلك الإضطراب. وكان من المعتاد أن يعلق علماء النفس والأطباء النفسيون علي السمات الشخصية والتوجهات السلوكية لبعض الشخصيات العامة من خلال اللغة اللفظية ولغة الجسد بهدف توقع توجهاته وأدائه حين يتقلد منصبا مهما ولكن دون وصم الشخصية بتشخيص مرضي محدد وهذا كان التزاما بالقاعدة السابقة. وهل هذا المرض يمكن أن يمنعه من أداء مهامه الرئاسية ؟ - ذكر د. جارتنر أن النرجسية الخبيثة لدي ترامب غير قابلة للشفاء وأنها تختلف عن اضطراب الشخصية النرجسية. وهل هذا التشخيص من قبل الدكتور جون جارتنر فقط أم شاركه علماء آخرون ؟ - لا هناك علماء آخرون من بينهم كاري بارون.. حيث شاركه الرأي وكتب عن النرجسية الخبيثة في مجلة وموقع Psychology today وذكر أن المصابين بهذا المرض لا يصلحون في منصب قيادي خطير مثل منصب رئيس الجمهورية فهم يشكلون خطورة كبيرة حين تكون بيدهم مقاليد الأمور. الكذب والخداع لكن ما أهم أعراض مرض ترامب ؟ - الخصائص التشخيصية للنرجسية الخبيثة هي أن: المريض لا يهمه إلا تحقيق أهدافه الشخصية ويذهب في ذلك إلي أبعد مدي وقد يتمتع بالذكاء وقد يكون أداؤه عاليا وقد يتقلد منصبا رفيعا وحديثه ناعم ودافئ ظاهريا وساحر وقد يبدي تأثرا عاطفيا أو حتي يبكي وهو يبدو متأنقا وقد يبدو طيبا في ظاهره ودافئا في تعبيراته ويبدي حميمية زائفة وتعاطفا كاذبا وقد تكون له علاقات واسعة ولكنها غالبا سطحية ومصلحية تنقطع عند أول منحني تنقضي فيه المصلحة الشخصية. ولأن هذا الشخص يكون مرموقا سياسيا أو اجتماعيا أو ماديا ولأنه متمركز حول ذاته ومنفصل عن الآخرين فإنه لا يشعر بخطأ سلوكياته بل يعتبر نفسه ناجحا ومتألقا. وهو لا يهتم إلا بتحقيق أمانيه الشخصية ولو لم تتحقق يصبح في حالة مرعبة وقد يضحي بأي شئ وأي قيمة في سبيل تحقيق أمانيه ولو علي حساب الآخرين مهما كانوا وهو يعلي رغباته التي تستهلك طاقته لذلك يكون تفهمه ضئيلا لاحتياجات الآخرين وقد لا يشعر بوجودهم أصلا. والمصاب بهذا المرض يفتقد للشعور بالذنب ودائما يلقي باللوم علي الآخرين أنهم سبب كل المشاكل وهذا الشخص يميل للتفرقة بين الناس علي أسس عنصرية ومذهبية وطائفية وهذا الميل يؤدي إلي حالات خطرة من الإنقسام المجتمعي وهو يوظف ذلك لصالحه. ترامب وهتلر ولكن هل سبق وكانت هناك حالات مشابهة من الرؤساء لشخصية الرئيس ترامب ؟ - قام بعض علماء النفس في أمريكا بالمقارنة بين ترامب وهتلر ووجدوا أنهما يلتقيان في أمور كثيرة فهتلر استخدم النزعة العنصرية ليصل إلي القوة والسيطرة والتحكم وترامب فعل نفس الشئ وهتلر كان يؤمن بالتطهير العرقي وترامب كذلك وهتلر وعد بأن تكون ألمانيا عظيمة وسيدة العالم وترامب وعد بأن تكون أمريكا عظيمة وسيدة العالم وهتلر اعتمد السياسة الفاشية ضد اليهود وترامب اعتمد السياسة الفاشية ضد المسلمين والمهجرين وهتلر اتهم اليهود بأنهم سبب الشرور في ألمانيا والعالم وترامب اتهم المسلمين بأنهم سبب الشرور في أمريكا والعالم. وهل يمكن أن يعفي الرئيس ترامب من منصبه بعد ماصرح به بعض أعلام الطب النفسي عن مرض ترامب ؟ - أمريكا تقف الآن في مفترق الطرق.. فإما أن تسلم قيادها لرئيس منتخب علي الرغم من ثبوت اضطرابه النفسي بشهادات متزايدة من متخصصين لهم وزنهم في الجامعات الأمريكية فيقود البلاد إلي كارثة. أو أن تبحث عن مخرج دستوري وقانوني لكبح جماح ترامب أو إبعاده عن السلطة خاصة وأنه يمتلك مفاتيح أسلحة جبارة ويتحكم في الكثير من القرارات التي قد تسبب كوارث ليس فقط في النطاق الأمريكي ولكن في النطاق العالمي. وهذا الأمر يعيد إلي الأذهان مرة أخري الإقتراح الذي قدم منذ سنوات للجمعية الأمريكية للطب النفسي بضرورة الكشف الطبي النفسي علي مثل هؤلاء الرؤساء حيث ثبت أن كثيرين من القادة والزعماء والرؤساء علي مستوي العالم عانوا من اضطرابات نفسية وكانوا سببا في كوارث محلية ودولية . تركيبة متطرفة لكن لماذا الآن الحديث عن صحة ترامب النفسية رغم التساؤلات الكثيرة التي طرحت فور ترشحه وظهوره علي وسائل الاعلام ؟ - بالفعل منذ ظهر دونالد ترامب علي وسائل الإعلام مرشحا لرئاسة أمريكا والتساؤلات لم تتوقف حول تركيبة شخصيته ومدي توازنه النفسي ومدي سلامة ميزانه الأخلاقي وذلك نظرا لأهمية المنصب الذي سيشغله ونظرا لما بدا منه من جنوح وجموح وتطرف في الكلام والتوجهات والسلوك واندفاعية وتهور شديدين. كانت هناك انطباعات كثيرة عنه أبداها من تعاملوا معه عبر سنوات طويلة منها مثلا أنه شديد التطرف في آرائه وتوجهاته فهو لا يعرف الحلول الوسط وهو تاجر يريد أن يربح دائما ولا يعرف المواءمات ولا يحب التنازلات ومنها أنه شخص استعراضي يتصرف دائما وكأنه تحت الأضواء والكاميرات حتي في حياته العادية وربما كانت لديه رغبة في أن يصبح ممثلا وقد ظهر في بعض الأدوار فعلا في أفلام معروفة. وهو شخص لا يهتم كثيرا بالثوابت والقواعد والأعراف بل كثيرا ما ينتهكها إذا كان في ذلك مصلحته أو سعادته ولغته دائما ملتهبة ومفاجئة وصادمة.. وهو ظاهر الثراء وظاهر الإنتماء لطبقة المترفين والمرفهين ولا يخفي عنصريته تجاه الفقراء والأقليات والمخالفين له في اللون أو الدين أو العرق ولا يخفي فاشيته ورغبته في التطهير العرقي في أحاديثه العامة والخاصة. وحين ترشح ترامب للرئاسة بدأت مراكز بحوث ودراسات نفسية متعددة في محاولات تقييمه من الناحية النفسية أكثر من أي رئيس أمريكي سابق وذلك بسبب جنوح آرائه وتوجهاته وتناقض ذلك مع ماهو متوقع ممن سيكون رئيسا لأقوي دولة في العالم. سمات نرجسية والي ماذا كانت تستند تلك الدراسات ؟ - كانت تستند الي القراءة العميقة في لغته اللفظية ولغة الجسد لديه فقاموا برسم بروفايل نفسي لشخصيته علها تساعد من يتعامل معه داخل المؤسسات الأمريكية. وما أهم ماتوصلوا اليه ؟ - تبدو علي ترامب سمات نرجسية عالية فهو شديد الإعجاب بذاته ومهتم بشياكته وأناقته وتسريحة شعره ويتصرف كممثل ويتوقع أنه تحت الأضواء في كل حركاته وسكناته ويري أنه متفردا ومتميزا علي كل من حوله ويتصرف من منطلق الأهمية والعظمة ويبالغ في تقديره لذاته ولديه إحساس بالقدرة المطلقة علي فعل كل شئ وأي شئ بصرف النظر عن ظروف الواقع المحيط به ويحتاج لأن يمدحه ويمجده كل من حوله وتحت هذه الهالة من العظمة الزائفة والذات المنتفخة تكمن حالة من الهشاشة النفسية والضعف الداخلي يظهران عند أول انتقاد عنيف أو هزة نفسية أو إهمال من الآخرين. فلديه شعور عميق بعدم الأمان يتغلب عليه بجلب مزيد من المال وجلب مزيد من السلطة والشهرة والنفوذ. وهو شخص عنيد جدا لا يتنازل عن أي شئ بسهولة ومفاوض مرهق في العمليات المالية حسب شهادة من تعاملوا معه في مجال البيزنس. الشخصية الاستعراضية إذا كان ترامب بهذه التركيبة النفسية فلماذا انتخبه الأمريكيون؟ - الأمريكيون ينبهرون بهذه الشخصيات الإستعراضية الإنبساطية التي تتحدث بثقة حتي ولو خطأ وتميل إلي المغامرة والمخاطرة واستعراض القوة وانتفاخ الذات خاصة إذا كان هذا الشخص قد حقق ثروة كبيرة في حياته فهذا معيار نجاح لدي الأمريكيين وشهادة جدارة للشخص. معني ذلك أن المؤسسات الأمريكية قادرة علي تحجيم هذا الجموح طالما ظل في الحكم ؟ - لا أحد يعرف بالضبط إلي أي مدي سيتم تحجيم كل هذه الصفات السلبية..وهل ستنجح تلك المؤسسات بالفعل في ذلك .. أم يظل قنبلة موقوتة ؟! لكن علي أية حال يجب أن يتحسب الجميع لمخاطر وجوده واستمراره في البيت الأبيض.. فربما نكون أمام هتلر جديد !.