اختلفت الآراء السياسية حول الدعوة التي أطلقت من حزب الوفد لتأسيس »تحالف وطني« يضم مجموعة من الأحزاب علي رأسها حزب »الحرية والعدالة« التابع لجماعة الإخوان المسلمين، حيث هاجم حزب الجبهة الديمقراطية فكرة التحالف ووصفها بالانتهازية السياسية والصفقة التي تعيد للأذهان مساويء النظام السابق الذي كان يسعي لاحتكار السلطة والحياة السياسية فيما اشارت الأحزاب الجديدة انها لن تنضم إلي التحالف قبل التعرف علي آلياته وأسبابه وكيفية تحقيقه وأكدت بعض الأحزاب القديمة أن الصراعات الايدولوجية عصفت بكل التحالفات السابقة بين الأحزاب. شن السعيد كامل الأمين العام لحزب الجبهة الديمقراطية هجوما حادا علي الدعوة لتشكيل تحالف وطني ووصفها بالانتهازية السياسية مؤكدا أن الهدف منها هو تشكيل جبهة في البرلمان القادم دون النظر إلي البرامج السياسية والرؤي والوعي لدي الشارع. وأضاف كامل أن فكرة التحالفات تعني احتكار العمل السياسي مثلما كان يفعل »أحمد عز« في شركات الحديد والإخوان يريدون أن يقوموا بدور الحزب الوطني المنحل بحيث يحصل علي الأغلبية ويوزع باقي المقاعد علي الأحزاب الأخري. وقال الأمين العام لحزب الجبهة أن المطلوب في المرحلة الحالية التنسيق في المواقف بين التيارات والأحزاب السياسية حول قضية معينة سواء اجراء الانتخابات أولا أو وضع الدستور أولا بالإضافة إلي انه يجب أن تكون هناك أجندة حقيقية والمواطن يختار بين التيارات السياسية بناء علي برامج واضحة وكل حزب يقوم بدوره في الشارع من خلال نشر الوعي والتوعية السياسية الصحيحة حتي لا يشعر الناس أننا مازلنا في نفس أوضاع ما قبل الثورة. وقال كامل إن التحالفات تعني الاتفاق في البرامج والرؤي متسائلا هل اتفق الإخوان والوفد في البرامج.. واعتبر كامل التحالف بمثابة الصفقة لتوزيع مقاعد البرلمان. وأوضح الأمين العام لحزب الجبهة أن حزبه لم يتلق دعوة للمشاركة في هذا التحالف ولن يقبل أي دعوة لأي تحالف في المستقبل مؤكدا أن رؤية حزبه ترحب بالتنسيق مع جميع التيارات الوطنية بدون استثناء وليس الدخول في التحالفات من أجل الانتخابات. وشدد حلمي سالم رئيس حزب الأحرار علي أن هذا التحالف يحتاج إلي تحديد واضح للهدف منه اذا كان الغرض منه التنسيق من أجل الانتخابات القادمة وعليه يجب تحديد نسب المشاركة خاصة مع تطبيق نظام القائمة المغلقة في الانتخابات الأمر الذي يستلزم تكوين ائتلافات بين الأحزاب. وأشار سالم إلي أنه لم يتخذ رأيا قاطعا بالمشاركة في هذا التحالف خاصة ان الصورة لم تتضح بالكامل حول الغرض منه وآليات تطبيق التنسيق مؤكدا ضرورة تشكيل لجنة للمتابعة ولجنة تضع الضوابط خاصة مع المخاوف التي آثارها البعض من أن الإخوان يريدون السيطرة علي التحالف ولعب الدور الأكبر كمقدمة للتواجد بقوة تحت قبة البرلمان. وأضاف سالم أن حزب الأحرار دائما ما دعا إلي التنسيق بين مختلف الأحزاب محذرا من أن أي تحالفات سابقة كانت تبدأ قوية ثم تضعف بسبب الصراعات والاختلافات ولذا يجب تحديد آليات التنسيق والثوابت التي ترتكز عليها وتحديد واضح للأهداف التي تقوم عليها الائتلافات حتي لا تعصف بها الخلافات الايدلوجية. وأكد د.محمد أبوالغار رئيس حزب »المصري الديمقراطي الاجتماعي« تحت التأسيس أنه لم توجه إلي الحزب أي دعوة إلي الآن للانضمام إلي التحالف الوطني مؤكدا أن تكوين ائتلاف قبل الانتخابات القادمة أمر وارد ولكن يجب أن يتم ذلك عبر مؤسسات الحزب وبصورة ديمقراطية سيتم عرض الأمر علي لجنة بالحزب لاتخاذ القرار بالانضمام من عدمه. وأكد د.محمد يسري سلامة المتحدث باسم حزب »النور« أن حزبه تلقي دعوة من قبل حزب الوفد وجماعة الإخوان لحضور الاجتماع القادم للتحالف الوطني وأن حزبه مستعد لتلبية الدعوة من منطلق إيمانه بجدوي الحوار والتشاور مع مختلف القوي والتيارات السياسية الموجودة علي الساحة. وأضاف سلامة أن الحزب لن يتخذ موقفا مسبقا للانضمام إلي أي تحالف قبل مناقشته داخل الحزب. مشيرا إلي أنه يجب أن يضم التحالف القوي السياسية الجديدة خاصة التي شاركت في الثورة. ومن جانبه أكد أحمد الفضالي رئيس حزب السلام الديمقراطي انه ضد الاستعراض، ورفع اللافتات الكبيرة والشعارات المطاطة، وقال إنه ضد هذا التحالف مع احترامه الكامل لكل طرف فيه، وقال المرحلة الحالية تحتاج قيادات حزبية وبرامج سياسية محددة وواضحة لاحزاب عريقة وأحزاب حديثة، بما يصب في صالح التمييز لكل حزب علي حدة، ويزيد من قوة التنافس والسباق بين الأحزاب القائمة، وأعلن الفضالي رفض حزب السلام للتحالف مع أي من أطراف التحالف، مؤكدا انه يري من الأفضل أن يعمل كل حزب وحده علي توسيع قاعدته الحزبية والجماهيرية ودعم برامجه السياسية وأفكاره وأهدافه ويدعي تواجده في الشارع عن طريق أماناته وتشكيلاته وأمنائه في المحافظات، وهذا أفضل من فكرة تكوين كيان واحد يجمع أكثر من فيصل متحد، وقال إن هذا التحالف يعتبر توحيدا لوجهات النظر وهذا التوحيد يضر بالعملية السياسية، فمن مصلحة العملية أن يكون هناك توافق علي وجهات النظر بمعني أن تختلف وجهة نظر كل طرف عن الآخر وفي النهاية يتم التوافق علي وجهة نظر مجمعة، بدلا من توحيد وجهات النظر وفقا لما يراه فصيل أو تيار بعينه. وذلك حتي يكون هناك بدائل ومنافسة فالأساس في النظام هو المنافسة وتحقيق أكثر من المصالح للمواطنين وليس للأحزاب أو القوي السياسية. ومن جانبه أكد أحمد عبدالهادي رئيس حزب شباب مصر عدم مشاركة الحزب في التحالف الذي دعا إليه عدد من الأحزاب السياسية مشيرا إلي أن جميع التحالف والائتلافات مصيرها الفشل الذريع لانها تجمع كل المتصادات والمتفرقات، والهدف الأساسي منها هو الفرقعة الإعلامية والشو السياسي والفشل الذي يهدد هذا التحالف سببه أنه غير قائم علي أسس موضوعية توضح الهدف منها والدافع إليه كما لا يوجد اتفاق حول رؤية محددة. يتم علي أساسها مناقشة القوانين المتعلقة بمجلس الشعب أو الوثيقة الوطنية أو مسألة القائمة الموحدة، وإذا كانت الدعوة إلي قائمة موحدة تضمن تمثيل جميع القوي السياسية في البرلمان فلماذا إقامة الانتخابات البرلمانية في حين من الممكن اقامة المجالس بالاتفاق بين القوي السياسية.