أسوأ لحظات حياتى كانت تلك التى أعلن فيها رئيس المحكمة الدستورية العليا نتائج الانتخابات الرئاسية 2012 بفوز محمد مرسى وهزيمة الفريق أحمد شفيق الذى كان يمثل وقتها الدولة الوطنية المصرية ويعتبر رمزاً من رموز قواتها المسلحة وحائط الصد الوحيد المتبقى لإنقاذ مصر من التفكك والانهيار، ومنعها من الوقوع تحت حكم يتخذ الدين ستاراً لتنفيذ مخططات خارجية بتقسيم مصر وتقزيمها!!. بعدها سافر الفريق شفيق إلى دولة الإمارات معلناً أنه سيقود جبهة معارضة قوية لاسترداد مصر من أيدى سارقيها وأنه سيعود قريباً لأرض الوطن، ثم اختفى الفريق واكتفى بمشاهدة ما يحدث فى مصر وكأنه يجلس أمام التليفزيون يتابع فيلماً سينمائياً!. الأسبوع الماضى فجأة وبدون مقدمات وجدنا الفريق شفيق يعلن ترشحه للانتخابات الرئاسية 2018 من خلال فيديو بثته وكالة رويترز!! أعقبه فيديو آخر أذاعته قناة الجزيرة يعلن فيه تعرضه للمنع من مغادرة الإمارات حتى لا يشارك فى الانتخابات، بعدها جدل كبير، ثم تصريحات بأنه ليس ممنوعاً من السفر حتى شاهدنا الفريق قادماً على طائرة خاصة إلى مصر. بعد عدة ساعات أجرى الفريق مداخلة هاتفية مع إحدى الفضائيات وقال إنه أعلن ترشحه وهو خارج مصر وأنه الآن متواجد على أرض الوطن ويجب أن يزيد الأمر تدقيقاً وتفحصاً، وقال: أنا فى فرصة تدعونى لتحرى الدقة وتحديد المطلوب. تصريحات تعنى الاستمرار على ذات المنهج المتردد فى التفكير.. هترشح فى انتخابات 2018، ثم أتحرى الدقة.. ثم..!! لن أتحدث هنا عن خطيئته الكبرى فيما أذاعته الجزيرة المعادية لمصر منذ إنشائها، ولكن استفزنى بشدة ما قاله إن الفيلم كان بديلاً وكان مقرر إذاعته فى ظروف أخرى إن وجدت، وأضاف: القناة أخذته من على الموبايل»!. يا سيادة الفريق، العقلية التى تنوى الترشح لانتخابات رئاسية وتتوقع أن تواجه صعوبات وعقبات شديدة وتقوم من أجل ذلك باتخاذ إجراءات احترازية فتقرر تأمين وضعها بتسجيل فيديو احتياطى استعداداً لأى ظرف طارئ.. هذه الشخصية الحذرة تضع مثل هذا الفيديو الخطير على موبايل.. معقول!! أليس من المفترض أنها تعلم تماماً حجم التطور الرهيب فى عالم تكنولوجيا الاتصالات والتجسس. لكل ما سبق وبصراحة.. واضح جداً أن الفريق شفيق لا يعرف ماذا يريد، هيرجع مصر ولاّ مش هيرجع، هيترشح للرئاسة ولاّ مش هيترشح.. التردد آفة كبيرة، ومصر تمر بظروف وأحداث تحتاج لشخصية حاسمة قادرة على اتخاذ القرار المناسب فى الوقت المناسب وبالسرعة المناسبة.. وليس كل هذا التردد من أجل قرار من المفترض أن يكون محسوماً منذ فترة طويلة . عفواً سيادة الفريق.. لا نريدك رئيساً لمصر.