سرقوا من المصنع 2 طن نحاس، وميكنة اللحام والصاروخ وحجر الجلخ.. هكذا بدأ حديثه اسماعيل سعد غريب »82 سنة« صاحب مصنع النحاس بأبوزعبل الذي يصف ما تعرض له بالكارثة لأنه لم يكن في حساباته ان يتعرض لمثل هذه الفاجعة التي اطاحت بأحلامه وطموحاته. يقول اسماعيل انه عندما تخرج في كلية التجارة جامعة عين شمس بتقدير عام جيد جدا اعتقد ان هذه هي بداية الطريق وبدأ مثل اي شاب يبحث عن وظيفة ولكنه اصطدم بالواقع المرير. فقرر ان يبدأ حياته بالعمل الخاص وبمساندة امه واخيه محمد واحد اصدقائه الذين قدموا له كل مايلزمه لاقامة مشروع اسماعيل الذي سيحقق دخل كبير للاسرة ومن خلاله يستطيع سداد ديون امه واخيه. وسرعان ما تحقق الحلم افتتح اسماعيل مصنعا صغيرا بأبوزعبل لتصنيع اعمدة النحاس والفلانشات الاستنلستية واعمدة الاستنلس واستمر المصنع من نجاح الي نجاح لمدة عام حتي جاءت ساعة الصفر. يضيف اسماعيل: هذا اليوم لا استطيع ان انساه يوم سرقة حياتي واملي وطموحي انه يوم 92/1/1102 الذي سرق فيه مصنعي.. المساجين هربوا من سجون ابوزعبل ومصنعي يقع في هذه المنطقة الملتهبة فقررت ان اذهب الي هناك لكي ادافع عن مالي من السرقة والعدوان من قبل اللصوص والبلطجية ولكني وصلت متأخرا.. فوجدت ما كنت اخشاه الباب مكسورا والاقفال محطمة والمصنع خاليا من البضائع فأصابتني رعشة عنيفة لم افق منها إلا وأنا اجد نفسي ملقي علي الارض بين احضان اخي الذي تنهمر من عيونه الدموع ذهبت الي القسم لتحرير محضر ولكني وجدت القسم مشتعلة به النيران وانتظرت فترة وقمت بتحرير محضر بالواقعة.. نصحني البعض بالتوجه الي الجهات المعنية لصرف التعويضات التي اعلن عنها ولم اجد مجيبا. اغلق المصنع وتراكمت الديون والايجارات التي بلغت 59 ألف جنيه وانتابنتي نوبات الصرع والاكتئاب فأصبحت بلا امل ولا طموح بعدما حطم الدهر طموحي. »الأخبار« رسمت البسمة من جديد علي شفاه اسماعيل وعوضته عن خسائره بمبلغ 5 آلاف جنيه.