المواطن مصطفي محمد احمد ابراهيم ارسل للجريدة يطلب مساعدته علي تحمل مصاعب الحياة ومآسي المرض. وهناك في شقته، التي تتكون من حجرتين وصالة في عزبة خير الله بمنطقة دار السلام، زرت عم مصطفي الذي تجاوز عمره الخمسين بسنوات قليلة وان بدت عليه ملامح الكبر والمعاناة بقوة حيث يرقد ابنه محمد طريح الفراش بسبب هذه الاصابة الخطيرة في ساقه وشلت حركته تماما. هذا غير ابنته الصغيرة التلميذة بالصف السادس فهي ايضا طريحة الفراش حيث تعاني من سرطان في النخاع الشوكي، ومن خلال حواري معه كان دائم السعال بسبب الحساسية التي ضربت صدره لسنوات طويلة، فأصبح بسببها مريض حساسية مزمنا واضطر بسبب ذلك الي ترك عمله كعامل دوكو ليعمل احيانا غفيرا، ولكن دخله عن هذا العمل لا يكفي كل هذه المصاريف، وتكاليف العلاج، وتوفير متطلبات المعيشة. قال لي ان ايجار الشقة الصغيرة الذي يسكنها يبلغ 051 جنيها في الشهر، واحيانا يكون غير قادر علي تدبيرها حيث اصبحت هي ايضا عبئا، وفي يوم الجمعة 82 يناير او ما عرف باسم جمعة الغضب ضد النظام، خرج مع ابنه بصحبة بعض الجيران الي ميدان التحرير ليعبر عن غضبه المكبوت لسنين طويلة في صدره، ومن ضيقه من الظلم الذي يعيشه في هذه الحياة، كان يشعر ان الحياة لم يعد لها معني مع كل هذه المعاناة والظلم والمرض والقهر، وان التظاهر ضد النظام وان التواجد مع كل المصريين من الفئات المختلفة حتي لو كانت النهاية هي الموت علي ارض الميدان هي افضل في كل الاحوال من الاستمرار في هذه الحياة الصعبة التي يعيشها هو واولاده واهله. في الميدان، حيث تكدس الجميع في التجمعات والتظاهر وقرروا الاقامة والمبيت فيه، انطلقت رصاصات عشوائية من قوات الامن التي اكتظت في الميدان بعرباتها المصفحة، في اتجاه المتظاهرين بدون تمييز، فأصابت من اصابت ومنهم ابنه محمد في ساقه اليمني. قال سقط محمد فجأة وهو يصرخ من شدة الألم الذي لم يستطع معه ان يتحرك ووقع في بركة من الدم وسقطت بجانبه من هول المفاجأة، وظللت اصرخ معه طالبا للاستغاثة، وحملناه مع عدد من الجيران في سيارة الاسعاف الي مستشفي المنيرة العام حيث تبين من الكشف ان الساق اليمني تعرضت لإصابة نافذة من طلق ناري، وتم عمل جبيرة من الساق حتي الركبة لأبدأ معه رحلة طويلة بين المستشفيات للبحث عن علاج لساقه، التي اصبحت عائقا له عن ذهابه الي المدرسة او المذاكرة وهو في الشهادة الاعدادية. قال عم مصطفي: قمت بحمل ابني الي مستشفيات الانجلو الامريكي، والاطفال بابو الريش، واخيرا لجأت الي لجنة الاغاثة بنقابة الاطباء لمساعدتي في علاجه. وقامت اللجنة باعطائي خطابا الي مستشفي الفاروق لعلاجه علي حساب اللجنة، باعتباره احد مصابي ثورة 52 يناير وضحية من ضحايا اطلاق النار علي المتظاهرين يوم جمعة الغضب. يقول عم مصطفي انه احيانا يجد من يساعده في علاج ابنه في بعض المستشفيات ولكنه لا يستطيع تحمل تكاليف المعيشة ولا ايضا العلاج البسيط ولا تكاليف التعليم او المعيشة اليومية في اوقات كثيرة، خاصة ان ابنه علي وشك الامتحان في الشهادة الاعدادية، ولا يستطيع الذهاب الي المدرسة للدراسة، لذلك فان اصحابه يساعدونه علي المذاكرة لأنني لا استطيع ان احضر له مدرسا خصوصيا في المنزل. ولكنه يتساءل من الذي يمكن ان يساعده باعتباره ربا لهذه الاسرة ومسئولا عن عدد من الاولاد بعضهم مرضي لا يستطيع الانفاق عليهم، وتدبير تكاليف المعيشة خاصة انه كمريض حساسية يكون احيانا غير قادر تماما علي العمل، وتحمل مسئولية اولاده غير القادرين علي الحركة حتي الذهاب الي اماكن العلاج نفسها، لذلك يأمل في مساعدته ماليا حتي يمكنه الانفاق علي اولاده بصورة تليق بهم كبشر ومواطنين مصريين بعد ثورة الشعب في 52 يناير. »الأخبار« رسمت البسمة بصرف مبلغ 5 آلاف جنيه. فاطمة محمد علي [email protected]