بشرى سارة للموظفين.. عدد أيام إجازة شم النسيم بعد قرار ترحيل موعد عيد العمال رسميًا    أمريكا تستعد للإعلان عن عقود أسلحة بقيمة 6 مليارات دولار لأوكرانيا    تشكيل ريال مدريد المتوقع أمام ريال سوسيداد في الدوري الاسباني    عاجل.. رمضان صبحي يفجر مفاجأة عن عودته إلى منتخب مصر    رضا عبدالعال: إخفاء الكرات بمباراة القمة كان في صالح الأهلي    إصابة 8 أشخاص في تصادم 3 سيارات فوق كوبري المندرة بأسيوط    تطبيق "تيك توك" يعلق مكافآت المستخدمين لهذا السبب    انطلاق حفل افتتاح مهرجان الفيلم القصير في الإسكندرية    تشرفت بالمشاركة .. كريم فهمي يروج لفيلم السرب    أبرزها الاغتسال والتطيب.. سنن مستحبة يوم الجمعة (تعرف عليها)    البنك الدولي يشيد بالاستراتيجية المصرية في الطاقة المتجددة    رمضان صبحي يحسم الجدل بشأن تقديم اعتذار ل الأهلي    "أكسيوس": مباحثات سرية بين مصر والاحتلال لمناقشة خطة غزو رفح    يونيو المقبل.. 21364 دارسًا يؤدون اختبارات نهاية المستوى برواق العلوم الشرعية والعربية بالجامع الأزهر    نقابة محاميين شمال أسيوط تدين مقتل اثنين من أبنائها    الزراعة: منافذ الوزارة تطرح السلع بأسعار أقل من السوق 30%    «زي النهارده».. استقالة الشيخ محمد الأحمدي الظواهري من مشيخة الأزهر 26 أبريل 1935    ليلى زاهر: جالي تهديدات بسبب دوري في «أعلى نسبة مشاهدة» (فيديو)    نجم الأهلي يعلق على طلب زيزو لجماهير الزمالك في مباراة دريمز    أحمد أبو مسلم: مباراة مازيمبي صعبة.. وكولر تفكيره غريب    الزمالك: هناك مكافآت للاعبين حال الفوز على دريمز.. ومجلس الإدارة يستطيع حل أزمة القيد    فلسطين.. المدفعية الإسرائيلية تقصف الشجاعية والزيتون شرقي غزة    عيار 21 يسجل هذا الرقم.. أسعار الذهب اليوم الجمعة 26 أبريل بالصاغة بعد آخر انخفاض    عاجل - بعد تطبيق التوقيت الصيفي 2024 فعليًا.. انتبه هذه المواعيد يطرأ عليها التغيير    «عودة قوية للشتاء» .. بيان مهم بشأن الطقس اليوم الجمعة وخريطة سقوط الأمطار    عاجل - تطورات جديدة في بلاغ اتهام بيكا وشاكوش بالتحريض على الفسق والفجور (فيديو)    مواقيت الصلاة بالتوقيت الصيفي .. في القاهرة والإسكندرية وباقي محافظات مصر    ذكري تحرير سيناء..برلماني : بطولات سطرها شهدائنا وإعمار بإرادة المصريين    "حزب الله" يعلن ضرب قافلة إسرائيلية في كمين مركب    أحمد كشك: اشتغلت 12 سنة في المسرح قبل شهرتي دراميا    عاجل - محمد موسى يهاجم "الموسيقيين" بسبب بيكا وشاكوش (فيديو)    بالصور.. مصطفى عسل يتأهل إلى نهائي بطولة الجونة الدولية للاسكواش    حركة "غير ملتزم" تنضم إلى المحتجين على حرب غزة في جامعة ميشيجان    القومي للأجور: قرار الحد الأدنى سيطبق على 95% من المنشآت في مصر    هل المقاطعة هي الحل؟ رئيس شعبة الأسماك في بورسعيد يرد    برج العذراء.. حظك اليوم الجمعة 26 أبريل 2024 : روتين جديد    أنغام تبدأ حفل عيد تحرير سيناء بأغنية «بلدي التاريخ»    كل سنة وكل مصري بخير.. حمدي رزق يهنئ المصريين بمناسبة عيد تحرير سيناء    هل العمل في بيع مستحضرات التجميل والميك آب حرام؟.. الإفتاء تحسم الجدل    حكايات..«جوناثان» أقدم سلحفاة في العالم وسر فقدانها حاستي الشم والنظر    السعودية توجه نداء عاجلا للراغبين في أداء فريضة الحج.. ماذا قالت؟    أنغام باحتفالية مجلس القبائل: كل سنة وأحنا احرار بفضل القيادة العظيمة الرئيس السيسى    عاجل - "التنمية المحلية" تعلن موعد البت في طلبات التصالح على مخالفات البناء    رئيس الشيوخ العربية: السيسي نجح في تغيير جذري لسيناء بالتنمية الشاملة وانتهاء العزلة    فيديو جراف| 42 عامًا على تحرير سيناء.. ملحمة العبور والتنمية على أرض الفيروز    قيادي بفتح: عدد شهداء العدوان على غزة يتراوح بين 50 إلى 60 ألفا    المحكمة العليا الأمريكية قد تمدد تعليق محاكمة ترامب    لوحة مفقودة منذ 100 عام تباع ب 30 مليون يورو في مزاد بفيينا    سرقة أعضاء Live مقابل 5 ملايين جنيه.. تفاصيل مرعبة في جريمة قتل «طفل شبرا الخيمة»    استشاري: رش المخدرات بالكتامين يتلف خلايا المخ والأعصاب    «اللهم بشرى تشبه الغيث وسعادة تملأ القلب».. أفضل دعاء يوم الجمعة    طريقة عمل الكبسة السعودي بالدجاج.. طريقة سهلة واقتصادية    مواطنون: التأمين الصحي حقق «طفرة».. الجراحات أسرع والخدمات فندقية    يقتل طفلًا كل دقيقتين.. «الصحة» تُحذر من مرض خطير    عالم أزهري: حب الوطن من الإيمان.. والشهداء أحياء    بالفيديو.. ما الحكم الشرعي حول الأحلام؟.. خالد الجندي يجيب    قبل تطبيق التوقيت الصيفي، وزارة الصحة تنصح بتجنب شرب المنبهات    6 نصائح لوقاية طفلك من حمو النيل.. أبرزها ارتداء ملابس قطنية فضفاضة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حمدي قنديل .. الصقر ينقلب إلي طائر الحكمة
الجمعية الوطنية للتغيير استنفدت أغراضها وتقوم الآن بمراجعة أهدافها
نشر في الأخبار يوم 04 - 06 - 2011

ذهبت للقائه متوجسة من محاورة هذا الصقر الإعلامي والمعارض الشرس الذي لم يسلم أحد من الزعماء العرب من لسع انتقاداته وهجومه. وربما بسبب حدة هذه الانتقادات ومعارضته لم »يعش« له برنامج تليفزيوني كثيراً من "رئيس التحرير" علي القناة المصرية،ودريم الي »قلم رصاص« علي قناتي دبي والليبية وقبلهما برنامجه الأول »مع حمدي قنديل« علي ام بي سي.
كان من الرموز الإعلامية التي ساهمت في بذر الثورة المصرية والمطالبة بالتغيير وشارك بجهده منذ اليوم الأول لتكوين الجمعية الوطنية للتغيير وهو المتحدث باسمها، كان ممن استقبلوا الدكتور البرادعي والتفوا حوله في اولي عوداته لمصر ثم كان ممن انفضوا عنه. له علاقات وثيقة بعدد من الزعامات والقيادات السياسية والفكرية في العالم العربي ودخل معارك قضائية مع رموز النظام السابق كان من اشهرها خلافه مع وزير الخارجية السابق احمد ابو الغيط. له رأي واضح في الحكام العرب عند الحديث عن زمن الربيع العربي تجده دائما منحازا للشارع ويختلف حتي مع أولاهم ثقته من الحكام..تأهبت لمواجهة ذلك المتمرد الصاخب صاحب النبرة المتهكمة فإذا بي التقي بطائر وديع.. خفيض الصوت هادئ النبرة. تحول الصقر الجارح الي هدهد الحكمة. لم استطع ان اخفي دهشتي وكانت البداية هجوما من جانبي كخير وسيلة للدفاع.
هذا ليس حمدي قنديل الذي اعرفه حاداً دائما ومنفعلا؟
بابتسامة هادئة يقول: الانفعال يكون تبعا للموضوع الذي اتناوله والفترة الماضية شهدت زخما قويا وانفعالات كثيرة، الآن وبعد حدوث الثورة وتحقق المطالب آن للمرء أن يتروي ويتناول الأمور بكثير من التأمل.
وما رأيك في الحكام الذين تثور شعوبهم عليهم الآن ؟
بالنسبة لما يحدث في ليبيا انا بالطبع ضد أي تدخل اجنبي في البلدان العربية، لكن النظام هناك قمعي بامتياز،وما قام به القذافي ضد شعبه هو نوع من الجنون ولديه نفس التشبث بالحكم حتي آخر مدي. اين ثروات ليبيا وهي من اغني الدول العربية النفطية؟ الرجل اهدر ثرواتها في مغامرات سياسية ولا اريد القول علي مغامرات شخصية..
أما علي عبدالله صالح فهو اكثر الزعماء العرب خبثا في رأيي واقدرهم علي المناورة وسوف يظل يتحايل للبقاء في الحكم مهما ألحق بالبلد من خراب، لهذا فلن يستقيل ولحسن الحظ لن يهرب اذ سوف يكون مصيره الاعدام، وربما ينتهي هذا المشهد الدامي في تاريخ اليمن بان نري رأسه معلقة علي احدي بوابات صنعاء كما كانت عليه العادة ايام الإمامة.
بالنسبة لبشار الأسد في الحقيقة أنا مصاب بصدمة فيه لأني أعرفه جيدا وكنت مستبشرا بقدومه جدا. علاقتي بسوريا معروفة وعشت فيها سنتين. بشار حاكم شاب متعلم بالخارج ومنفتح عليه وهو وزوجته مهتمين بالشأن العام وهو شخصية شديدة التواضع وبسيط علي عكس اخوانه، كما انه متمسك بالمقاومة ونحن القوميين العرب نعرف انه ركن ركين للقومية العربية ومع ذلك اتخذ سياسة متوازنة ومنفتحة (مستدركا) ليست كانفتاحنا بالطبع.
كيف تفسر ما حدث ؟
تفسيري هو السائد عندهم انه تآمر خارجي. فمساندته للمقاومة وسياسته المؤيدة لإيران لا تشيع الارتياح لدي الآخرين.
أنت تقول إذاً بوجود مؤامرة خارجية أدت للثورات العربية.. هل تضع مصر وسوريا في كفة واحدة؟
لا لا السيناريو ناشئ من عندنا ومن داخلنا لايمكن ان نحمل العالم مشاكلنا ونتهمه بالتآمر علينا عندنا مشاكل حقيقية مع حكامنا وانتهي الوقت لأن يحكمونا علي هذا النحو. ولم تكن هناك مؤامرة علي مصر في عهد مبارك لأنه كان نظام حكم حليف وتابع وينفذ سياساتهم. لكن الحكم القائم في سوريا يجتذب التآمرلأنهم غير مرتاحين لزعزعة النظام عندهم وذلك يمكن من التدخلات الخارجية من قوي قريبة جدا كلبنان مثل جماعة 14 آذار.
ربما لأنه حاكم وارث وليس منتخباً أو انه أهمل ملف الحريات؟
آه فعلا وكنت مختلفا معه في موضوع الحريات وأعلنت رأيي اكثر من مرة لذلك فعندي صدمة. أتفهم التفسير التآمري لكن ما لا أفهمه أبدا كيف يكون زعيما شابا يعيش في هذا العصر وهو مؤمن في الأصل بسياسة الانفتاح ثم يتعطل "الإيريال" عنده ولا يلتقط الإشارة. وربما لايكون منتخبا انتخابا حقيقيا انما في البدايات وحتي الآن هناك قطاع كبير من الشعب يتمسك به. وهناك أيضا تيار قوي رافض لسياسة القمع وتكميم الإعلام والحياة السياسية العقيمة وزاد الكبت علي الناس حتي انفجر الشعب.
ولم يتعظ!
المؤسف ان السيناريو تكرر أمامهم لكن لا أحد فهم هو أو غيره. نفس التصور المتعالي لدي الحكام "انني استطيع ان استمر أطول من هذا"، ونفس رد الفعل المتأخر دائما وبالقطارة. أنا مصدوم..
بالمناسبة كنت في بيروت الأسبوع الماضي وحضرت خطبة حسن نصر الله التي دافع فيها عن النظام السوري.
وما رأيك في موقف نصر الله هذا؟
من منظوره هو بني دفاعه علي ركنين، الأول : هو مدي علاقة البلد بإسرائيل، والثاني : علي استعداد النظام للانفتاح علي مطالب الشعب. وهو يعتقد ان النظام مستعد للانفتاح واجراء حوار وطني مثل عندنا تماما. وفي هذا لا اتفق مع حسن نصر الله. فالانفتاح شكلي. ايام والده كان من الممكن تقبل هذا لكنه في الحكم منذ 11 سنة.. قمع المظاهرات بالسلاح والجيش امر غير مقبول.
نقلة الي الداخل
كنت من المنادين مؤخرا بتطبيق قانون "مناهضة الغدر" هلا حدثتنا عنه ولماذا الدعوة لإحيائه الآن؟
هذا القانون تم سنه عام 1952 بعد قيام ثورة يوليو ثم تم تعديله عام 1953 وكان يستهدف الفئات التي استفادت من الحكم السابق والتي حصلت علي مميزات علي حساب الشعب وقامت بإفساد الحياة السياسية من موظف عام او عضو برلمان او محافظ او عضو مجلس محلي. بالمناسبة هذا القانون قائم حتي الآن ولم يتم إلغاؤه وتتدرج فيه العقوبات من العزل من الوظيفة والحرمان من مباشرة الحقوق السياسية لمدة 5 سنوات وقد تصل العقوبة الي حد سحب الجنسية المصرية. صحيح لم تحدث حالات سحب للجنسية انما منصوص عليها.
ومن المستهدف الآن من تفعيل هذا القانون؟
كل قيادات النظام السابق والحزب الوطني المنحل كأعضاء الآمانة العامة ولجنة السياسات والأعضاء الذين قاموا بتزوير الانتخابات او ساهموا في تزويرها وأفسدوا الحياة السياسية. أري ان ملاحقة هؤلاء لها الأولوية عن الاهتمام باستعادة ثروات مصر المنهوبة. وهذا رد بليغ علي الادعاء بعدم وجود جريمة في القانون اسمها إفساد الحياة السياسية وهناك فقهاء قانونيون يعملون علي هذا المسار الآن.
بما انك المتحدث باسم الجمعية الوطنية للتغيير.. اين تقف الجمعية الآن؟
الجمعية في اعتقادي استنفذت أغراضها الآن. ولدينا اجتماع غدا لمناقشة مستقبل هذا الكيان الذي قام من أجل التغيير وضم كل الأطياف السياسية كان معنا الغد والإخوان والجبهة والوفد والناصري وحركة 6 ابريل. الجميع خلعوا ارتباطاتهم الحزبية والتفوا حول الأهداف السبعة الشهيرة. أما الآن بعد الثورة تغيرت الأوضاع وتحققت المطالب وأصبحت كل قوة سياسية تنظر الي مستقبلها وتقوم بوضع خطوطها الخاصة. ولم يعد من المنطقي ان يظل هذا الكيان بقوامه الحالي بعد الإعلان مثلا عن اعتزام ثلاثة من اعضائه الترشح للرئاسة. لدينا حاليا اسماء مثل الدكتور البرادعي وايمن نور وحمدين صباحي.
هذا بخلاف الدكتور عبد المنعم ابو الفتوح من الإخوان. وكيف ستتعامل مع مرشحي الرئاسة والحال هكذا.. أيهم ستدعم؟
د.أبوالفتوح ليس مرشح الإخوان لقد أعلن نفسه مرشحا مستقلا لكنه بنَفَس إخواني. أعتقد انه من المبكر جدا الانشغال بدعم مرشحي الرئاسة فمازالت الصورة لم تتضح بعد، وهناك اسماء في طريقها للطرح، وقد تردد مثلا اسم الدكتور محمد سليم العوا، وآخرين سيظهرون كما ان باب الترشح بعده لم يفتح رسميا. انني ادعو كل الراغبين في الترشح الي وقف حملاتهم الانتخابية الآن والاهتمام بالنظر الي رسم معالم المرحلة القادمة. والتفرغ في هذه المرحلة الحساسة لبناء وفاق وطني حول مستقبل البلاد، وقد دعوت الي هذا في كلمتي بمناسبة الذكري الثالثة لحركة 6 ابريل اي منذ شهرين واشكر الدكتور البرادعي والمستشار البسطويسي انضمامهما الي هذه الدعوة. الكل حتي الآن مايزال يرفع شعاراته من هتافات 25 يناير ولم يضع احد منهم بعد برنامجه التفصيلي ورؤيته للمرحلة القادمة ولحل المشكلات.دعينا ننتظر التفاصيل ونحكم علي قدرة كل واحد من المرشحين علي تنفيذها.
دعمت الدكتور البرادعي في بدايات عودته للقاهرة ثم اختلفت معه..لماذا؟
من قبل عودته الأولي كنت متحمسا لدوره واستقبلناه مع الشباب وشكلنا معه الجمعية الوطنية للتغيير. في تلك الفترة كان هنا عدد من الزملاء المعروفين اقرب الناس اليه وكنت متحدثا باسم الجمعية الوطنية. ثم حدثت الخلاف بيني وبينه أيام مشكلة خروج المصريين من الكويت من شباب الجمعية الموجودين هناك. كانوا في لقاء مع آخرين علي احدي المقاهي فانقض الأمن عليهم وعوملوا معاملة سخيفة وطردوا من هناك في أقل من 24 ساعة. فكنت اتصور انه من المفروض ان نصدر بيانا نوضح رأينا في الموضوع، وقمت بإعداد البان وتوزيعه علي الكل، لكن الدكتور البرادعي رأي ان البيان أقوي من اللازم وعلي اثرها حصلت الأزمة بيني وبينه.
أظنه كان يري وجوب عرض البيان عليه أولا.. مسألة شخصية إذا؟
لالا إطلاقا ليست شخصية، ثم اننا لم نتفق علي ضرورة عرض البيان عليه، لكن أداءه في هذه الأزمة لم يكن بقدر توقعاتنا. فهو مثلا لم يخرج لاستقبال شباب الجمعية المطرودين من الكويت ولم يلتق بالسفير الكويتي لينقل له موقف الجمعية ولم يتقدم بشكوي للنائب العام. كان من الممكن توزيع الأدوار لكن هو بالذات كان مطلوبا منه الكثير وان يتصدر المشهد. وحصلت الأزمة بينه وبين المجموعة المسؤولة في الجمعية لقد أدار الموقف بروح رئيس مصلحة حكومية وليس بروح ثورة وبناء عليه غادرت. ولا أريد الدخول في تفاصيل خلافي معه لأنها ليست في مصلحته.
إذاً حصل الخلاف والانفصال ومن ثم لن تنتخبه؟
حدسي يقول ان د.البرادعي ستجهده الحملة الانتخابية وربما لا يتقدم للترشيح رسميا ويكتفي بالدور الهام الذي قام به ويسجل له التاريخ انه كان رمزا هاما من رموز التغيير.
وما شكل العلاقة بالإخوان المسلمين الآن؟
الإخوان خذلونا. مرة و مرتين في انتخابات مجلس الشعب ثم أفاقوا بعدها. وأصبح لدي علاقات شخصية بالكثيرين منهم ومن غيرهم.اعرف ان سياسة الاخوان كانت السعي للتوافق مع الجماعة الوطنية مرحليا لكنهم فاجاؤنا اكثر من مرة بالخروج عن الصف ثم العودة اليه بابتسامة ساحرة من الدكتور البلتاجي.. وبعد موقفهم من جمعة الغضب الاخيرة يصعب تكرار الموقف هذه المرة. ولقد صدمني صديقي الدكتور عصام العريان بلهجة التعالي الشديد التي لازمت تصريحاته مؤخراً وهناك تضارب قد يكون مقصودا في كلام الإخوان بحيث لا تكون اهدافهم واضحة تماماً لكن هذا شيئ مشروع سياسياًعلي وجه العموم أقصد ألا يكشف السياسي عن كل أوراقه. لكني انصح الإخوان بحجب الدكتور صبحي صالح تماما عن وسائل الإعلام.
هل أشم رائحة رومانسية سياسية في كلامك؟
لا هذا ما رأيته في الواقع. كما ان الاعتبارات الشخصية تدخل كثيرا في اعتباري وربما جعلتني اكثر تسامحا وتفهماً. يعني واحد صاحبك عمل فيك موقف بدون قصد لمصلحته الشخصية وشعر انه لن يضرك كثيرا ً خلاص! يعني علي عكس ما انقضضت علي في البداية واتهمتيني بالعدوانية هذه هي طبيعتي.لقد عدت الي مصر بعد غيبة خمس او ست سنوات، وقد تأثرت جدا ً بالفترة السابقة للثورة. كان في يقيني اننا انتهينا ولم يعد في البلد رجالة وان مفيش فايدة. ولكن بعد ان احتككت بأناس رائعين، أصبحوا أقرب لي من أصدقاء العمر. في تلك الفترة لم نكن نجد مكاناً لنجتمع فيه.
أين كنتم تجتمعون؟
في عيادة الدكتور مصطفي عبد الجليل أو في حزب الجبهة أو في مكاتب نواب الإخوان. فلم يكن مصرحاً لنا بالاجتماع في أي مكان ولم يكن أمامنا سوي في تلك الفترة سوي مقرات المعارضة. وفي الحقيقة لم نجدهم ابداً يرفعون لافتات " الإسلام هو الحل" ولم يجلبوا الشباب ليهتفوا.
كيف تعود هذه الروح؟
بالتوافق الوطني وإجراء حوار وطني حقيقي وجاد ليس كما يحدث هذه الأيام. كأن تصلنا الدعوات صبيحة الاجتماع فيأتي من يأتي ولا يحضر الباقون، وأن يكون هناك جدول أعمال منظم يتناول القضايا الجوهرية. ومناقشة إعداد دستور جديد قبل الانتخابات، ومناقشة الدولة المدنية التي وافق عليها الجميع حتي الإخوان.
هل تريد تجاهل نتائج الاستفتاء والانقلاب علي الديموقراطية؟
علي العكس لست انا الذي ينقلب علي الاستفتاء. ولكن الانقلاب حدث عليه بمجرد الإعلان الدستوري الذي اشتمل علي اكثر من ستين مادة لم نقل رأينا بالاستفتاء سوي في 11 مادة فقط لامستها التعديلات.
هل ستنضم لأي حزب من الأحزاب القائمة أو الجديدة؟
كلا إطلاقا. ليس ضروريا ان ننضم جميعا للأحزاب. الاستقلالية فيها قوة وتتيح للمرء ان تكون كلمته نزيهة أو أقرب للنزاهة. ولم أنضم أبداً لأي حزب أو تشكيل سياسي منذ أيام عبد الناصر رغم اني مؤمن به ايماناً كاملاً.لا لهيئة التحرير ولا للاتحاد الاشتراكي.
ولا للتنظيم الطليعي؟
ولا التنظيم الطليعي سامي شرف موجود ويُسأل وهذا هو الرجل النزيه فعلاً.
وكيف ستمارس نشاطك السياسي؟
انا علي اتصال كبير بكل الجماعات والقوي وأحضر الندوات والحمد لله كثيرون يدعونني للاشتراك. والإعلام منفذ مهم جدا. لكن الأهم هو الاتصال بمن يحركون الأمور. فأسعي لو رأيت أمرا صحيحا لدعوة المعنيين به ولو رأيت ضرورة جمع كيانين معا سأسعي لذلك.
توفق راسين في الحلال؟
نعم طبعا. اوفق.. أهدئ الأمور علي قدر استطاعتي وطاقتي. لو رأيت الشباب ثائرين اكثر من اللازم اوضح لهم. لو استطعت المشاركة بالرأي في رغبة حركة 6 ابريل الانضواء في جمعيات المجتمع المدني. لو استطعت اقتاع مرشحي الرئاسة بوقف حملاتهم الآن سأفعل.
العمل الإعلامي
كيف تقوم بهذا الدور التوفيقي وهجومك علي الناس أكسبك العداوات وأوقف برامجك اكثر من مرة؟
انا مؤمن بأنني اقوم برسالة وان لي دور مع كل الإعلاميين. عندي معتقدات لا أتخلي عنها مهما كانت الظروف ودائما ألتزم بما أري انه الحق.ومؤمن بالحرية الي حد كبير خاصة حرية الإعلام. أما ان يكون لذلك مردود علي شخصياً فلا أبالي.الحمد لله ليست عندي مشاكل. تنغلق ابواب سينفتح غيرها. وحتي لو أغلقت كل الأبواب ليست عندي مشكلة. في النهاية لن اساوم إطلاقا علي المبادئ. لست باكيا علي شيئ ولا ابحث عن مصلحة شخصية.
وخلافك مع وزير الخارجية السابق وسبك له لدرجة اللجوء للمحاكم؟
لا هذا أمر آخر. ثم انني لست شتاما ولم اسبه. لكني واجهته ورفضت المعاملة التمييزية التي كان القاضي يريد معاملته بها ورفضه استدعاءه لأنه وزير وقمنا برد المحكمة. كان لدي الكثير وكان باستطاعتي جر ابو الغيط لأكثر من ذلك. لكن بما ان الموضوع انتهي عفا الله عما سلف.
العفو عند المقدرة؟
نعم هو العفو عند المقدرة. لدي ثقافة التسامح وقبول الآخر هكذا تربيت وهكذا أنا.
سمعنا عن ترشيحك لبرنامج في التليفزيون المصري ولم يتم التعاقد بسبب مغالاتك في الأجر؟
ليس صحيحا. انا لا أسعي للمال ولم يكن أبدا موضع نقاش مع أحد وخاصة التليفزيون المصري. والحمد لله ليس لدي متطلبات مادية في الحياة ولا نهم علي التملك الزائد عن الحد ولا اسعي للمناصب. التقدم في العمر يجعل السلوك مختلفاً وليست عندي مداراة او مداهنة وإلا كنت مارستها من زمان وعيني مليانة. لا أقول انها شجاعة لكن ان انهي حياتي بأن يقول الناس عني اني محترم هذا يكفي.
لكن رفضك أهل ماسبيرو وقالوا انك والميرازي دخلاء علي المبني
الاعتراض من داخل ماسبيرو أراه غير مبرر. ومن يقول اني دخيل علي ماسبيرو يكون من الجيل الذي لم يعاصرني وأنا أصعد اليه علي السقالة قبل ان ينتهي البناء فيه. لقد بدأنا الإرسال عام 1960 وكنت في العشرينات والثلاثينات من عمري اقدم برنامج أقوال الصحف يوميا.علي العكس لقد كنت أري من شهر أو اكثر انه من الواجب ان نقول شيئا في تلك الفترة. وتصورت ان التليفزيون المصري سيقول لي تفضل بعد أيام من التغييرات لكن لم يحدث. وتأخر التليفزيون كثيراً علي أي حال حصل بعدها ووافقت وقتها.
ما السبب الحقيقي إذاً وراء عدم اتمام الاتفاق؟
تستطيعين القول انها أسباب شخصية. فأنا أهتم بالتفاصيل بشكل دقيق وبالديكور وبمن يعملون معي وقد استغرقت مني وقتا طويلا وهذا يتعارض مع طاقتي وتقدمي في العمر. النجاح أساسه العناية بالتفاصيل وكان مطلوبا مني تقديم برنامج يومي مثلما كنت افعل وانا في الثلاثينات. كما انني أري ان آخر علاقتي بالنظام كان لي دوري وأسلوبي الناقد بحدة لنظام مبارك وانتهي هذا الدور. في الوقت الذي كنا نحاول فيه اسقاط النظام كانت مطالب الإصلاح تلقي ترحيبا من الجمهور. اليوم اختلف الأمر. فأنا مؤمن جدا بهذه الثورة ولابد ان يكون الاسلوب مختلفاً فهل يتقبل الناس هذا من فلان المعروف انه طوال عمره كان ناقدا وحاداً؟ كما ان هناك سبب خاص جداً هو انني رجل اعمل جيدا جدا واتنزه واسمتع جيدا جدا
ما رأيك فيما تردد عن عودة وزارة الإعلام؟
ليس لدي مشكلة في ذلك. مع انني ناديت منذ عشرين عاما بإلغائها.لكن في المرحلة الحالية الأهم هو وضع سياسات الإعلام للمرحلة المقبلة وأن يتولاها الإعلاميون. مبني ماسبيرو لن ينصلح حاله الا بالتركيز علي الرسالة قبل الكم، ومن المؤكد انه لا داعي لان يكون للاعلام الرسمي 27 قناة فضائية و12 شبكة اذاعية، وهذا يقتضي اختصارا في عدد العاملين في الاذاعة والتلفزيون الذي يبلغ الان 43 الفا وهو القرار الاكثر ايلاما الذي يجب ان يتخذه رئيس الاتحاد اذا اراد ان يواجه جذور المشاكل، فالديون وصلت الي 12 مليار جنيه.لقد كنت ممن طرحوا اسم اللواء طارق المهدي. الرجل مكث في المبني واستطاع في فترة وجيزة حل الكثير من المشاكل لكني لن اكون سعيدا ببقائه هو او اي لواء آخر علي رأس المكان لفترة طويلة أري ان دوره مرحلي ومؤقت.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.