يبدو ان قلة ممن يتحدثون باسم شباب الثورة يظنون في انفسهم انهم "سبارتكوس" محرر العبيد من جبروت روما في العصور الوسطي.. او انهم "مارتن لوثر كنج" محرر الزنوج من اضطهاد البيض بامريكا مع بدايات القرن الماضي، ويصمون اذانهم عن سماع اي مقوله تدعو للحوار والعمل الجماعي.. حتي انهم لم يسمعوا رائعة "عبد الحليم حافظ "قلنا هنبني وده احنا بنينا السد العالي".. واكتفوا بسماع اغنية نانسي عجرم " اخصمك اه.. اسيبك لا"! من الخطأ ان نفعل ما فعله النظام السابق ومن سبقوه ونختصر مصر في سكان القاهرة.. وننسي ان اكثر من 80٪ من المصريين يعيشون في مدن وقري ونجوع الوجهين القبلي والبحري وكانوا ومازالوا شركاء بقوة في الثورة . . ومن الخطأ ايضا ان يختصر احدانا ثورة يناير في ائتلافه رافضا للحوار ..بدعوي انهم علقوه منذ اخراج المعتصمين بالقوة من ميدان التحرير .. فالحوار هو تبادل الاراء والافكار لنضع الاساس ونصل الي نقطة مشتركة نبني عليها السد العالي الذي يحمينا من خطر الديكتاتورية وفيضان الافكار السياسية والدينية المتطرفة. لقد تابعت حوار المجلس العسكري مع الف من شباب الثورة .. والذي تزامن مع حوار من نوع اخر بقيادة د. الجمل " نائب رئيس الوزراء" لوضع النقاط علي الحروف لمواد الدستور الجديد وما يرتبط بها من تغيرات واجبة لترسانة القوانين التي تقيد حياتنا وترسخ فكر المركزية وتجعل من كل رئيس عمل اومسئول ديكتاتورا وقادرا علي اعطاء الحياة للاخرين او اخذها منهم ..وسبقه حوار د. حجازي" رئيس الوزراء الأسبق" مع مختلف القوي الوطنية والذي ناقش العديد من القضايا المهمة وفي مقدمتها الوحدة الوطنية . الحوارهو اساس الديمقراطية و يعني ان استمع لفكر الآخر قبل ان اسمعه افكاري .. واتناقش معه ولا اصادر عليه لأي سبب او مبرر كما فعل الدكتور " الجمل" بجعل الجلسات سرية وحرمان الاعلام من نقل مختلف الاراء ووجهات النظر.. ولا كما فعل بعض الشباب في حوار د. عبد العزيز حجازي من الاعتراض عن تواجد شخصيات ترتبط بالعصر البائد دون معرفة ان كانت لديهم افكار وطنية اصلاحية من عدمه.. اوكما فعل ائتلاف شباب الثورة مع حوار اعضاء المجلس الاعلي بمسرح الجلاء واعلنوا مقاطعتهم بهدف افشاله أو كما قال بعضهم أنه حوار من طرف واحد.. وقد اعجبني جدا ان تطرح حكومة "الثورة " الموازنة العامة للحوار المجتمعي.. كما اعجبني طرح قانون مجلس الشعب للحوار والنقاش وان كان قرارا متأخرا بعد صدور مرسوم بقانون لتعديلات قانون مباشرة الحقوق السياسية ومن قبله قانون الاحزاب والاعلان الدستوري بدون نقاش . التظاهر والاعتصام والاضراب حق مشروع وأنا معه لكنه لا يغني عن الحوار .. والبعض منا يستخدمهم خطأ من اجل الظهور الاعلامي.. مما يؤدي الي الفوضي التي نعيش فيها حتي الان و من ابرز مظاهرها استيلاء اصحاب المحلات والباعة الجائلين علي نهر الطريق وغلق ميدان التحرير وماسبيرو في المظاهرات والاعتصامات ولذلك فاقترح علي محافظ القاهرة تأجير ميدان التحرير لراغبي التظاهر بالساعة .. وماسبيرو لمحترفي الاعتصامات باليوم وخاصة انه يطل علي النيل .. وبيع شارعي شنن والسبتية لتجار الخردة وسائقي الكارو.. وشارع 26 يوليو لمحلات الملابس المستعملة وياريت باقي المحافظين يعملوا زي محافظ القاهرة !.. لا بديل لدينا عن الحوار لحل مشاكلنا ولنصحح مساره إن كان من طرف واحد. [email protected]