طالبني قارئ غاضب بوقف الكتابة عن »الناس أسرار الفاضية والرايقة في أوربا وأمريكا« وأكتب عن »أسرار الناس اليائسة والجعانة في مصر«. ولم يكتف بالتعميم وإنما حدد شخصه علي قمة هؤلاء باعتباره: »المواطن الجعان، المطحون، المنتظر دخوله السجن في أي وقت«. وأنهي المواطن المجهول رسالته الغاضبة بمطالبتي بنشرها كاملة إذا كنت شجاعا«. نشر رسالة القارئ لا يحتاج مني، أو من غيري، شجاعة ولا جرأة، وبادرت بنشرها بالفعل أمس الأول مؤجلا ما كنت أكتبه عن قضية »الفصل بين الحياة الخاصة للمشاهير وبين حياتهم العامة« وهي القضية المثارة حاليا لدي مجتمعات »الناس الفاضية الراقية«! مشكلة القارئ كما كشف عنها تتلخص في أنه كان مستقراً في عمله ويجتهد فيه، واشترك في »جمعيات« ليسدد أقساط تجهيز بناته، وفجأة أصبح بلا عمل، وتوقف عن السداد لمدة 5 شهور ومعرض حاليا للسجن. وطالبني القارئ بأن أتخيل نفسي مكانه »كواحد من عمال اليومية الذين لم يقبضوا مليما منذ شهور، وليس لديهم أي أرصدة في البنوك ولا في الجيوب، ودائمي الهروب من مطاردات الدائنين والمحضرين«. نُشرت الرسالة صباح الجمعة.. وفي نفس اليوم تلقيت علي بريدي الإلكتروني استجابة فورية من قارئ كريم، هذا نصها: .. إبراهيم سعده لقد ازددت مصداقية واحتراماً بنشر رسالة المواطن الجعان المطحون، لكن المشكلة كما أراها ليست مقصورة علي هذا المواطن، ولا علي ألف مثله، وإنما أخشي أن تصبح أكبر من ذلك بكثير مع استمرار توقف عجلة العمل وتردي الأوضاع إلي ما وصلت إليه. إن الذين ركبوا الثورة، وادعوا مسئوليتهم عن نشوبها، وقيادتها أمثلهم كمن هدم عقاراً شاهقاً وليس لديه خطة واضحة عن أين، وكيف، ومتي، سيعيد تشييده لاستقبال سكانه؟! أرجو أن تتبني حملة توعية للمغيبين بتأثير شعارات راكبي الثورة والساعين لاختطافها من أصحابها. أما فيما يخص هذا المواطن المطحون فإذا كان لديك طريقة للاتصال معه، أرجو أن يتصل بي علي رقم (....) وسنحاول توظيفه حسب ما له من خبرات في مصنعنا، أو طرف أي معارف لنا. أرجو ألا أكون قد أطلت عليكم.. هيثم المغربي نائب رئيس مجلس إدارة الشركة الدولية شكراً للقارئ الكريم السيد/ هيثم المغربي علي استجابته لشكوي المواطن المجهول، وترحيبه بمقابلته ومحاولة حل مشكلته التي يئس من حلها. أرجو من صاحب الرسالة الاتصال بي لإبلاغه برقم تليفون السيد/ هيثم المغربي. إبراهيم سعده [email protected]