أكد د. زاهي حواس وزير الآثار الأسبق، أن الضجة التي أثيرت مؤخراً حول وجود تمثال ثان ل »أبو الهول، مجرد وهم» يتبناه غير المتخصصين في مجال الآثار. وأشار في تصريح ل »الأخبار» الي أن الجدل الذي دار مؤخراً حول هذا الموضوع هو تخيلات غير منطقية ويندرج تحت التأملات الوهمية. وأضاف أن من يروجون هذه المعلومات يستندون الي »لوحة الإحصاء» المحفوظة بالمتحف المصري بالتحرير وأيضا »لوحة الحلم» التي تصور »أبو الهول» مرتين رابضاً علي مقصورته والملك »تحتمس الرابع» وهو يقدم القرابين الي هيئتي »أبو الهول» وكذلك ما عهد في الفن المصري القديم من تصوير أو عمل هيئتين أو تمثالين علي جانبي المداخل والأبواب سواء بالمجموعات الهرمية أو المعابد والمنشآت الدينية بصفة عامة. وأضاف أنهم استشهدوا أيضا بوجود »أبو الهول» ثان بلوحة تمثل تتابع الليل النهار التي نقشها المصري القديم في هيئة »تل أيمن» و»تل أيسر» ويقف أمامها أسدان وفسروا ذلك بوجود أسد »أبو الهول» يقف أمام هرم الملك »خوفو» وهو »التل الايمن» وآخر يقف أمام هرم »خفرع» وهو »التل الأيسر» ووصف ذلك ب »التخيلات غير المنطقية» وأضاف حواس: نعرف أنه مع بداية التاريخ المصري اعتقد المصري القديم في ظهور »الأكر» هو يمثل أسدين يجلسان متدابرين وهما يمثلان الشرق والغرب وكل هذه التصورات عبارة عن اعتقادات دينية لا تمت ل »أبو الهول» بصلة مباشرة وقال: إذا نظرنا الي خريطة الجيزة فلن نجد مكاناً يمكن أن يخصص ل »أبو الهول» آخر وأكد أن الأدلة الأثرية تشير الي أن »أبو الهول» الحالي قد نحت بعد اكتمال الطريق الصاعد الخاص بالملك »خفرع» أي أنه يخص مجموعة »خفرع» وإذا نظرنا الي المخصص الذي ينتهي به اسم »أبو الهول» فهو عبارة عن تلين بينهما قرص الشمس ولذلك اعتقد المصري القديم أن التلين يمثلان هرم »خوفو» وهرم »خفرع» ويمثلان أيضاً هرم »خفرع» وهرم »منكاورع» وبينهما قرص الشمس الذي يمثل أبو الهول أي الإله »حورس» وأوضح أن القول بوجود تمثالين أحدهما شمالي وآخر جنوبي هو »فانتازيا» بعيدة عن الواقع. وعن الصورة التي يقال إن مركبة فضاء تابعة لناسا إلتقطتها عام 1994 وأثبتت وجود جسم حجري صخري مواز لأبي الهول أكد حواس: لا أعرف شيئاً عن هذه الصورة ولأول مرة أسمع عنها وأقول ان هذه المعلومة غير صحيحة لأنني ملم بكل صورة التقطت ل »أبو الهول» ولدي سجل كامل لكل لقطة منذ الصورة الأولي ل »أبو الهول» وأضاف: ويجب أن نشير هنا الي خطأ النظرية التي ليس لها أي دليل أثري يؤيدها وهذا ليس رأيي فقط بل رأي جميع علماء المصريات المتخصصين. وتطرق حواس الي ما أثير حول قصة »الصاعقة» التي ذكرت في لوحة »ابنة خوفو» وأشار الي أن علماء الآثار والجيولوجيا اتفقوا علي أن مثل هذه الصاعقة قد تدمر الأشجار المعمرة التي كانت موجودة في »وادي الغزلان» لكنها لا يمكن أن تدمر تمثالاً منحوتاً في الصخر حسبما ادعي البعض وتساءل: إذا كانت الصاعقة قد دمرت تمثال »أبو الهول» الثاني فلماذا لم تدمر التمثال الأول وإذا كانت قد دمرت التمثال الثاني فهل يمكن أن تدمره تماما؟ لابد أن تترك قاعدة أو حتي جزءاً منه وأوضح أنه ليس هناك أي أثر لهذه الصاعقة المزعومة علي الآثار أو المعابد الموجودة بالجيزة.