قصة حب اتبنت علي أمل ووتفاؤل، كلها تحدٍ وعزيمة، أبطالها اثنان يمتلكان إرادة من حديد، شيماء ومحمود، قصة حب علي كرسي متحرك، قصة ارتباطهما بدأت منذ سنتين عندما تقابلا في مركز علاج طبيعي وتأهيل وتعرفا علي بعض، واكتشفا أنهما يتمتعان بنفس الإرادة والعزيمة والإصرار لتحقيق أحلامهما وطموحاتهما وأهدافهما، قدرا أن يهزما الإعاقة الحركية، ويقدرا أنهما يغيران نظر الناس إليهما من نظرة شفقة وعطف إلي نظرة فخر وعظمة، قصة حبهما دفعت الملايين من الأصحاء ليتخلوا نوعا ما، عن نظرات الشفقة والعنصرية تجاه أصحاب الإعاقات، دارت بينهما قصة حب تدرس للعشاق، انتهت بالزواج. »الإعاقة ليست إعاقة جسد، بل إعاقة عقل وروح» هكذا بدأ حديثه محمود عوض، الحاصل علي بكالوريوس نظم المعلومات الإدارية، والذي يعيش بمحافظة السويس، ملامح وجهه تمتلئ بالحماس والشغف بحبه للحياة، يقول تعرض لحادث سير فقد معه القدرة علي الحركة، وأصبح ملازماً لكرسي متحرك، وموضحا أن » الله عز وجل » وضعني أمام اختبار الحياة إما أن أكمل حياتي بكل بقوة وإرادة وعزيمة أو أعيش الباقي من الحياة جالسا في المنزل. مشيرا إلي أن »القدر» شاء أن أقابل شيماء حب حياتي حتي أكمل معها قصة الكفاح والمعاناة من خلال »الكراسي المتحركة» استمر حبي لشيماء سنة ونصف السنة، بعدها الارتباط تم بشكل رسمي » قررنا نقف بجانب بعض ونواجه إعاقتنا ونظرة الناس إلينا وتغيير تفكير أسرتنا، أثبت لهم أننا قادران علي أن نعيش حياة طبيعية مثل البشر لكن من خلال وسائل مختلفة، بالنهاية احنا لنا الحق بالحياة والتعايش مع كل الظروف ونعرف حقوقنا وواجباتنا، أكد محمود أنه يتأقلم مع حياته الجديدة مع شيماء بعد حادث لا ذنب لهم فيه. أما شيماء فوزي من أبناء كفر الشيخ بطلة قصة الحب، فتروي قصتها وعيناها تبتسمان قائلة »من رضي بقضاء الله أرضاه الله بجمال قدره» إنها تعرضت لحادث سير أسفر عن إصابتها في القدم وأجرت عملية جراحية لكن حالتها استقرت علي عدم القدرة علي الحركة والجلوس علي الكرسي المتحرك، مشيرة إلي أنها التقت مع محمود في منتجع للعلاج الطبيعي. وأضافت شيماء أن إعاقتها لم تقف حائلا أمام قصة ارتباطها بمحمود ورغم أن والدتها نوهت لها علي عدم قدرتهما علي الزواج بسبب ذلك الحادث، وبعد ذلك تعرفت علي محمود اقتنعت أيضًا بفكرة الزواج وقالت شيماء »أنا راضية بقضاء الله وراضية بوضعي الحالي وحياتي الآن أحسن من قبل تعرضي للإصابة ». موضحة أن »الكرسي المتحرك» مجرد وسيلة مختلفة من أجل أن أكمل حياتي مع محمود، فهو ليس مجرد مرض بقدر أنه طريقة تعامل مختلفة، والذي ساعدهما علي ممارسة رياضة »تنس الطاولة» بأحد النوادي الخاصة، حتي يتم تأهيلنا باللجنة البارالمبية. وترفض شيماء لفظ »معاقين» لذلك اطلقت حملة للتوعية بكيفية التعامل بشكل غير عنصري ولا يؤذي مشاعر المرضي، قائلة: »لو اللي بيقول الكلمة دي بص لنفسه شاف حلمه وأد إيه نفسه يعمل كتير أوي، هيلاقي شوية عوائق والحياة مش مساعداه، لقي شوية صعوبات، شاف نفسه اتهزم، ومفكرش يحاول تاني يوصل لحلمه، وكل اللي بيقوله الدنيا معانداني ومستني مكانه، وقتها يجوز في الوقت ده أقول عليه معوق». وأكدت أن »مستخدمي الكراسي المتحركة» ليسوا مختلفين عن باقي البشر في شيء إلا في طريقة التعامل مع الحياة فمنهم الأطباء والمهندسون والسياسيون ورجال الأعمال وأبطال مصر وأفريقيا ومنهم جميع طبقات المجتمع من الغني للفقير ومن العامل إلي رئيس الشركة». وتقول شيماء إنهم يمتلكون السعادة وقضاء حياتهم بالشكل والصورة التي يرونها مناسبة.