انسجاما مع الواقع الجديد للمصريين والنضج العميق الذي يتحلون به وقناعتهم التامة ان مصر لن تنهض إلا بسواعدهم وجهودهم فراحوا يضاعفون الجهد في تقديم كل ما هو أفضل وانعكس ذلك في ميادين العمل والانتاج والخدمات المقدمة واصبح الجهد يترجم يوميا وتفصيلا في كل نشاط من انشطة المجتمع ويتحول إلي انجازات ملموسة في مختلف المجالات وبما يتناسب مع ما تتطلبه معركة التنمية وهي ظاهرة كنتيجة طبيعية لتعمق الشعور بالمسئولية مما يؤكد ان هناك اشياء جميلة وحلوة تحدث علي أرض المحروسة. لا يزال مركز د. محمد غنيم للكلي والمسالك البولية بجامعة المنصورة يتصدر المراكز الطبية العالمية في هذا المجال..المركز أسسه رائد زراعة الكلي بالشرق الأوسط الدكتور غنيم منذ أكثر من ثلث قرن وكان ولا يزال قبلة الباحثين عن العلاج المتميز من مرضي مصر والدول العربية والافريقية. ارتبط به كل أبناء مصر خاصة البسطاء منهم وأطلقوا علي مؤسسه حكيم الفقراء حيث ينال كل المرضي بالمركز نفس القدر من الاهتمام والرعاية لا فرق بين غني وفقير ولا بين عامل بسيط وذي منصب أو جاه. يقول الحاج محمود السعيد جبر 71 سنة مزارع: لا يمكن أن أصف مشاعري تجاه المركز الذي دخلته أول مرة منذ 13 عاما وجئت له مؤخرا للمتابعة..هذا ليس مركزاً طبيا ولا مستشفي انه مكان يفخر به أي مصري لم أصدق عيني عندما دخلته أول مرة ولا أصدق عيني الآن نفس القدر من الاهتمام والنظافة والنظام.. مهما كانت قسوة المرض وآلامه فاننا ننساها هنا بالأيادي الحانية والرعاية والاهتمام. ويشاركه الرأي السعيد منصور 53 سنة ناظر مدرسة حيث يقول إنه حضر للمركز لاستئصال المثانة بعدما توجه لأحد المستشفيات الخاصة فطلبوا 70 ألف جنيه مقابل اجراء الجراحة فذهب للمركز وتم اجراء الجراحة بالمجان ويضيف أقمت بعنبر يعد 5 نجوم وكانت الرعاية علي أعلي مستوي وأنا الآن أتابع بعد الشفاء بعد أن كتب الله لي عمرا جديدا بعد استئصال المثانة التي كانت مصابة بالورم. أما سهير أحمد الساعي 47 سنة ربة منزل فتقول: زوجي عامل بسيط وأصيبت ابنتنا بفشل كلوي ولا نملك حتي ثمن شراء علبة دواء وعندما توجهنا للمركز كل ما تحملناه تذكرة الكشف بجنيه واحد وتم بعد ذلك اجراء عملية زرع كلي لها منذ أكثر من عام ونتردد حاليا علي المركز للمتابعة وصرف الدواء وكل ذلك مجانا ومعاملة انسانية لا يمكن أن يتخيلها أحد. ويضيف عبد الحق الصعيدي 62 سنة بائع خضار: بلدنا فيها حاجات كتير حلوه لكن اللي عاوز يشوف أحلي حاجه ييجي هنا.. أنا مش مصدق نفسي.. كل حاجة اتعملت لي ببلاش تحاليل واشاعة وتفتيت للحصوة.. والله لو مستشفيات مصر بقي فيها ربع اللي موجود هنا ماكنش عندنا مريض واحد هيشتكي. ويقول د.أشرف طارق حافظ مدير المركز إن المركز منذ تأسيسه علي يد عالم مصر الكبير د.محمد غنيم والهدف الرئيسي لكل من تعاقب علي ادارته هو الحفاظ علي تميزه. الا أن هناك التحدي الرئيسي الذي نواجهه وهو توفير الموارد المالية اللازمة للحفاظ علي الخدمة المتميزة التي يقدمها المركز خاصة أن 87 % من تلك الخدمات مجانية و13 % فقط بأجر وحتي هذا الأجر يعادل 30 % من الأجر الذي تقدم به الخدمة خارج المركز. فالمركز لا يزال المكان الوحيد بمصر الذي يتم توقيع الكشف الطبي به نظير جنيه واحد ونبذل جهودا مضنية للحفاظ علي هذا التميز في ظل ارتفاع تكاليف الخدمة الطبية وجميع مستلزماتها علاوة علي الحاجة لتجديد وتطوير مرافق المركز وبنيته الأساسية. ويسترجع تاريخ انشاء المركز نتيجة للجهود الصادقة والعطاء الوفير الذي قدمه د. غنيم (مدير المركز الاسبق ومؤسسه) واساتذة قسم جراحة المسالك البولية بكلية طب المنصورة. حيث ترجع بداية انشائه إلي عام 1977 إثر زيارة الرئيس أنور السادات لمدينة المنصورة وزيارته لقسم جراحة المسالك البوليه بالمستشفي الجامعي بكلية الطب، والوقوف علي ما حققه هذا القسم من إنجازات علمية وعالمية، الأمر الذي حدا به للتوصية بإقامة هذا المركز كمشروع مصري حضاري ينتقل بمصر إلي الآفاق العالمية. وقد أنشئ هذا المركز كوحدة ذات طابع خاص لها استقلالها الفني والمالي والإداري وتم افتتاحه رسمياً في مايو 1983، ومنذ ذلك الحين والمركز يقدم خدماته العلاجية المتميزة لكافة المواطنين من أبناء مصر كما يستقبل المرضي من ابناء الدول العربية والافريقية ويعد أحد مصادر القوة الناعمة لها. يعتبر هذا المركز من أولي المؤسسات الصحية المتخصصة والمتكاملة في جمهورية مصر العربية التي تجمع بين أداء الخدمات في مكان واحد من خلال تبني فلسفة التكامل بين مختلف الأنشطة التي تقوم بها وهي الخدمات الصحية والعلاجية والبحثية والتعليمية والتدريبية. ولأن الكفاءة هي المعيار الأساسي للتعيين والترقي بالمركز لذلك نجد أن علماء المركز حصدوا كل الجوائز دوليا ومحليا وأبحاثهم العلمية منشورة في أهم المجلات العالمية، وبعضهم حاصل علي أكثر من درجة دكتوراه ومحكم دولي وهناك جراحات مسجلة بأسمائهم، وهناك شخصيات مصرية وعربية مرموقة تلقوا علاجهم بالمركز بناء علي نصائح كبار الأطباء لهم بأوربا. ولذا فالمركز يحتاج دعما من الدولة وكل القادرين حتي يستمر في عطائه وتميزه الفريد.