شيخ الأزهر: ربط الإسلام بالإرهاب هدفه تصريف مخزون السلاح.. ولم أتعرض لضغوط خلال عملي مفتياً أكد المهندس شريف إسماعيل رئيس الوزراء أن انضباط الفتوي يسهم في انضباط المجتمعات والأمم ويحقق السلام للعالم كله. وأضاف أن اقتحام غير المؤهلين لمجال الفتوي فتح أبوابا من الفتن والقلاقل واصبحت هذه الظاهرة في حاجة ماسة لجهود العلماء والمؤسسات الدينية الوسطية لمعالجتها وتدارك آثارها وكشف زيغ الفتاوي المضللة للجماعات الإرهابية الضالة وتعريتها أمام العالم كله بما يؤكد ان الإرهاب لا دين ولا وطن له ويشكل خطرا علي المجتمعات كافة. جاء ذلك في كلمته التي ألقاها نائبا عنه الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف في افتتاح المؤتمر العالمي لدار الإفتاء المصرية والذي تنظمه الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم تحت عنوان »دور الفتوي في استقرار المجتمعات» تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي وبحضور علماء ومفتين من أكثر من 60 دولة حول العالم. ومن ناحيته هاجم الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر تصدر بعض أدعياء العلم لحلقات تشويه الإسلام والجرأة علي القرآن والحديث عن التراث في حملة موزعة الأدوار بوسائل الإعلام المختلفة هدفها صرف المسلمين عن دينهم وتشكيكهم فيه من خلال اقتطاع عبارات الفقهاء من سياقاتها لتبدو شاذة منكرة. تشويه التراث وأكد الإمام الأكبر أن أهل العلم الصحيح وأهل الفتوي في أيامنا هذه قد ابتلوا بنوعٍ من الضغوط والمضايقات لم يعهدوه بهذا التحدي، وهو الهجوم علي تراث المسلمين، والتشويش عليه من غير مؤهلين لمعرفته ولا فهمه، لا علما ولا ثقافة، ولا حسن أدب أو احترام لأكثر من مليار ونصف المليار ممن يعتزون بهذا التراث، ويقدرونه حق قدره ولم يعدم هذا الهجوم دعاوي زائفة يغلف بها للتدليس علي الشباب، كدعاوي التنوير وحرية الإبداع وحق التعبير، بل حق التغيير حتي لو كان تغييرا في الدِّين وشريعته. وعبر شيخ الأزهر عن استنكاره لانفراد الإسلام بهذه الهجمة متسائلا: هل شاهدنا برامج يهودية تبث باللغة العبرية تتبادل الأدوار في السخرية علنا من التوراة أو التلمود كما يحدث بهدف تحويل الأسر عن دينها ؟ وهل رأينا برامج تسخر من الإنجيل حتي ينفض المسيحيون عن تعاليمه؟ وهل لو حدث كان ليمر مرور الكرام كما يحدث مع الإسلام؟. وشدد علي أن محاولات ربط الإرهاب بالإسلام هدفها صرف النظر عن أسبابه الحقيقية وهي الدول التي تعتمد عليه لتصريف منتجات مصانعها من الأسلحة المدمرة. ولفت إلي أنه ليس من الصدفة البحتة أن يتزامن في بضع سنوات فقط تدمير دول عربية وإسلامية بأكملها مع دعوات مريبة تظهر علي استحياء في بادئ الأمر، تنادي بضرورة تحطيم هيبة الكبير واحترامه، وتنظر إلي هذا التقليد الذي نفخر به، نظرة احتقار بحسبانه سلوكا لم يعد له مكان في ثقافة الفوضي الحديثة، مع خطة مريبة لتحطيم تراث المسلمين والسخرية من أئمته وأعلامه، وفي سعارٍ جامح يعكس حجم المؤامرة علي حضارة الإسلام، والذي يتزامن مع هجوم مبرمج علي الأزهر، حتي أصبح من المعتاد إدانة الأزهر وإدانة مناهجه عقب أية حادثة من حوادث الإرهاب، في سعي بائس فاشل لمحاولة خلخلة رصيده في قلوب المسلمين، وحتي صرنا نعرف توقيت هذا الهجوم بعد أن رصدناه بدقة، ووجدنا أنه يحدث في إحدي حالتين: الأولي بعد وقوع حوادث الإرهاب، والثانية كلما أحرز الأزهر نجاحا في تحقيق رسالته في الداخل أو في الخارج، والخطة في هذه الحالة إما الصمت المطبق وإخفاء الحسنات، وإما البحث والتفتيش عن الهنات وإذاعتها بعد تكبيرها وتجسيمها. واقترح الإمام الأكبر إنشاء أقسام علمية متخصصة في كليات الشريعة أو كليات العلوم الإسلامية باسم »قسم الفتوي وعلومها» يبدأ من السنة الأولي، وتصمم له مناهج ذات طبيعة موسوعية لا تقتصر علي علوم الفقه فقط، بل تشمل تأسيسات علمية دقيقة في علوم الآلة، والعلوم النقلية والعقلية. لم أتعرض للضغوط واسترجع تجربته عندما كان مفتيا للجمهورية قائلا: »ظلت الفتوي يعهد بها لأهل العلم والنزاهة والتجرد وكان اختيار المفتي بمثابة اختيار من يبلغ عن الله وعندما اسندت لي مهمة الإفتاء ترددت طويلا خوفا من أن أحل حراما او أحرم حلالاً ولكن ساعدني علي قبول المهمة انني تتلمذت علي يد علماء موسوعيين وبخاصة في مادة الفقه التي كان لها نصيب الأسد في الدروس حيث كانت تخصص لها الساعات الاولي خمسة أيام في الاسبوع لتسع سنوات وعندما التحقت بكلية أصول الدين واصلت دراسة مادة اصول الفقه والأحوال الشخصية علي يد العلامة الشيخ محمد أبو زهرة علي مدي عامين وتبين لي في الإفتاء ان أغلب الأسئلة مما يسهل الإجابة عنه وأن منها ما لا يمكن ان يستقل به مفتي واحد مثل فتاوي البنوك ونقل الأعضاء وكنت أناقشها في مجمع البحوث الإسلامية نظراً لما يضمه من علماء في مختلف التخصصات وليس العلوم الشرعية فقط. وأضاف: عندما تسلمت قرار تعييني مفتيا للجمهورية كنت أخشي أن أتلقي توجيهات فقال لي المستشارفاروق سيف النصر وزير العدل وقتها : قل ما يرضي ضميرك وما يخلصك أمام الله، وقد توليت منصب الإفتاء لمدة عام ونصف العام، وأنا أعمل بحرية مطلقة واحترام من المسئولين. تصحيح الأفكار من ناحيته أكد الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية أن جهاد العلماء لتصحيح الأفكار المغلوطة ومحاصرة الفتاوي الشاذة لا يقل عن الجهاد في ميدان المعركة. وأشار إلي أهمية موضوع المؤتمر في ضوء الظرف العصيب الذي تمر به مصر والمنطقة والعالم كله من تنامي ظاهرة الإرهاب والتطرف نتيجة الفتاوي المضللة. وأَضاف إلي ضرورة توحيد جهود أهل العلم لمكافحة الإرهاب ومحاصرة الفتاوي الشاذة التي تفترض الصور النادرة غير الواقعية لإحداث البلبلة والحيرة في عقول الناس وحياتهم، مشددا علي ان مجال الفتوي هو ما يشغل الناس بالفعل ويمس حياتهم وواقعهم وإيجاد الحلول لمشاكلهم وفق مقاصد الشرع وليس تشتيت اذهانهم وشغل عقولهم بما لا ينفعهم لا في دينهم ولا دنياهم. وأوضح أن أمانة دور الإفتاء العالمية تعمل علي إيجاد منظومة علمية وتأهيلية للمتصدرين للفتوي في العالم لتجديد منظومة الفتاوي التي يستعين بها المسلم علي العيش في وطنه وزمانه دون اضطراب.