أعزائي وأبنائي ثوار 25 يناير تابعت معكم أحداث الشهرين الأخيرين ، وأصارحكم بنفس اللغة الواضحة الصريحة التي كلمتم وواجهتم بها نظام الحكم في الداخل والعالم في الخارج ، فأقول أنني قلق جدا .. جدا .. جدا .. عليكم ، وبالتالي علينا .. لماذا القلق: تابعت عن قرب لعبة وتكتيك الاستفتاء علي التعديلات الدستورية وكيف أن الأغلبية الساحقة منكم كانت من أنصار "لا" لخوفها من تواريخ انتخابات في سبتمبر لأننا لسنا مستعدين لها ... وجاء أنصار "نعم" بالعباءة والسبحة ومواد التموين وقوة العقيدة والتنظيم... وكانت النتيجة 30٪بجانبكم ، و70٪ بجانب الإخوان المسلمين والأغلبية الصامتة ، وكان هذا يا أعزائي أول إنذار مبكر.. تابعت أثناء تجربة الحوار الوطني الأولي كيف تم تهميشكم بعد أن نافقكم الجميع: إنكم مصدر إلهام هذه الثورة... ومستقبل الأمة .. وجاء الحوار الوطني الثاني برئاسة القيادة المحترمة للدكتور عبد العزيز حجازي رجل المبادئ .. وللأمانة وأنا أتابعه وأعاونه عن قرب أحسست أن الدكتور عصام شرف رئيس الوزراء ، وكذلك الدكتور حجازي ، علي مستوي متواضع شخصي .. كنا جميعا متحمسين لفكرة إعطاء أولوية مطلقة ومكانا متميزا لثوار 25 يناير ، وماذا حصل ؟ .. دخل الدكتور صفوت حجازي مع عشرة من أصحاب الصوت العالي وحاولوا خطف الحوار الوطني لصالح قضايا جانبية وخلافية ، هل كل أعضاء الحزب الوطني المنحل خونة ؟ هل يجب طردهم؟ يا ثوار 25 يناير لتختاروا وبحزم من هم الثوار الحقيقيون ، ومن هم أصحاب الوجوه الأربعة ..!! يا ثوار 25 يناير لا ولا يجب أن تكونوا مثل الثورة الفرنسية فيسقط ويقتل باسمها حوالي مائة الف ، ولا مثل الثورة الروسية فيسقط ويقتل ما بين خمسة إلي عشرة ملايين لأنهم اختاروا الخلط بين الثورة والديكتاتورية ... ولنذهب إلي أرض الواقع مرة ثانية في الحوار الوطني الثاني لنأخذ نماذج من أرض الواقع ، هل سنعمم أن الجميع من فلول الحزب الوطني يمنعون من المشاركة ؟ هل د. أحمد درويش وزير التنمية الإدارية السابق صاحب الفضل في وضع البنية الأساسية لنظام الحوكمة وقاعدة البيانات التي أفادت كل الهيئات الحكومية لتسهل علي المواطنين الحصول علي الخدمات ، وصاحب الفضل في تكوين مجموعة من الفنيين والخبراء في هذه الوزارة التي كانت عونا مشرفا في الإعداد الفني للحوار الوطني الثاني. وهل لي وأنا أتكلم عن د. أحمد درويش أن أذيع عنه سرا دون إذن منه كيف أن هذا الرجل الصامت اصطدم مباشرة مع رئيس الدولة السابق حينما نظم داخل وزارته لقاءات محلية ودولية عن الفساد . ولم يحاول د. أحمد درويش أن يستغل قصة ذلك الصدام ليقدم نفسه مثل مئات من الأمثلة كضحايا للنظام السابق ، لأنه ورث دماثة الخلق عن أبيه أحد كبار رجال القضاء التي تشرف صورته حتي الآن قائمة الشرف لعمالقة القضاء .. وعلي مثل آخر حينما يعترض البعض علي حضور الدكتور عمرو عبد السميع ، كم منهم يعلم الصدام والخلاف بينه وبين "شيطان" النظام السابق أنس الفقي ...؟ ومثل ثالث في ممارسة إدارة أحد المحاور حينما تكلم اللواء سامح سيف اليزل - هذه الشخصية المتفردة في تخصصها - عن الأمن الداخلي والخارجي ، وكان جمهور قاعة الحوار الوطني الثاني حريصا علي أن يسمع كل فكرة وكل كلمة يقولها ، ويأتي أحمد مهران باسم "اتحاد شباب الثورة" ليقاطعه أكثر من مرة بسبب أجندة لا نعلمها دون أن يضع في الاعتبار أهمية احترام رغبة جمهور القاعة.. أرجو من الجميع أن يطبقوا قاعدة ذهبية هي احترام آداب الحوار. ومع كل ذلك اتهم كثيرون ظلما ثوار 25 يناير أنهم كادوا أن يتسببوا في إفشال الحوار الوطني الثاني لولا حكمة الدكتور عبد العزيز حجازي . مرة أخري رجاء من القلب إلي ثوار 25 يناير احتفظوا بثورتكم طاهرة نظيفة من شبهة طموح الديكتاتورية .. ويأتي الدرس الرابع الذي تلقاه ثوار 25 يناير حينما ذهبوا يوم الجمعة الماضي إلي جمعة الغضب ، وواجهوا قرار الإخوان المسلمين بمقاطعة هذا التجمع ، ووجهوا عقابا تنظيميا إلي شباب الإخوان الذين انضموا إلي تجمعكم رغم قرار قيادتهم. . وهنا أتوقف طويلا لأوجه سؤالا صريحا دون مواربة : هل هناك خلاف جذري بين ثوار 25 يناير "الأوائل" وجماعة الإخوان المسلمين؟ ما أود أن أقوله هو أنه يجب أن يكون بينكم منافسة شريفة ، فلا نعاقب الإخوان أن قوتهم منظمة ، وأنها بدأت في العشرينات من القرن الماضي ، وأن من بينهم قيادات أفاضل ، ولكن من حقكم أن تنزلوا ميدان التحرير مرة واثنان وثلاثة تطالبون بتأجيل الانتخابات لإتاحة فرصة عادلة لكم في التنظيم والتحالف بين تنظيماتكم المتعددة. وأقول لإخواني وأبنائي لن تنجحوا في تأجيل الانتخابات دون أن تنجحوا قبلها في إقامة التحالف بين تنظيماتكم . وأقولها لكم بكل أمانة أنني لست سعيدا بالأوضاع الحالية للخلافات بينكم . أريد منافسة شريفة بينكم بشرط تكافؤ الفرصة.