انتخابات بطعم السياسة يخوضها المرشحون السبعة لتولي منصب مدير لمنظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة »اليونيسكو»، غداً، حيث يجتمع أعضاء المجلس التنفيذي المكون من 58 دولة لاختيار خليفة البلغارية إيرينا بوكوفا التي ترأس المنظمة منذ 8 سنوات. وبعد انسحاب المرشحين الجواتيمالي والعراقي، يبقي 7 مرشحين بينهم 3 من الدول العربية وعلي رأسهم الوزيرة مشيرة خطاب والقطري حمد الكواري واللبنانية فيرا الخوري، إضافة إلي الفرنسية أودريه أزولاي والصيني كيان تانج والفيتنامي فان سان شو والأذربيجاني بولاد بولبلجلو. مؤشرات المعركة الانتخابية تنذر بجولات صعبة علي المرشحة المصرية غير أنها تملك حظوظا كبيرة بفضل إعلان الدول الأفريقية الالتزام بدعمها باعتبارها المرشحة الأفريقية الوحيدة، حيث تملك أفريقيا النصيب الأكبر داخل المجلس التنفيذي ب16 صوتا بالإضافة إلي صوت مصر، ، إلا أن سرية التصويت واحتمالية عدم التزام المندوب بتعليمات دولته بالإضافة للضغوط السياسية تجعل التأكد من تعهدات الدعم غير ممكن إلا مع ظهور نتيجة التصويت، كما أن وجود مرشحة فرنسية يضع ضغطا علي الدول الأفريقية الفرانكفونية، بحكم النفوذ الفرنسي الواسع في تلك الدول، ومن ناحية أخري الوجود الاقتصادي الكبير داخل أفريقيا من المتوقع أن تستغل الصين وجودها للضغط لصالح مرشحها. وخارج نطاق القارة السوداء، تحاول مصر استغلال عدم وجود مرشح من كتلة الدول اللاتينية بعد انسحاب مرشح جواتيمالا، خاصة أن إجمالي الدول من الأمريكيتين في المجلس التنفيذي يصل إلي 11 صوتا، ولذلك قامت الوزيرة مشيرة خطاب بجولة في دول لاتينية منها ترينداد وتوباجو والأرجنتين والبرازيل، لاستغلال العلاقات التاريخية المصرية مع دول القارة في كسب أصواتها، وحتي الآن لا توجد مؤشرات علي دعم لاتيني لمرشح محدد وإن كانت الساحة اللاتينية مفتوحة وجذابة لكافة المرشحين، ومن المتوقع أن يكون موقف الولاياتالمتحدة مرجحا لأحد المرشحين ودافعا لعدة دول لترشيح من تسانده أمريكا، خاصة أن واشنطن انتقدت كثيرا سياسات اليونيسكو خلال الأعوام الماضية بعد قبول انضمام فلسطين، وامتنعت عن دفع حصتها في تمويل المنظمة 25% وبالتالي قد تبحث عن مدير تنفيذي يتوافق مع آرائها لتعود بثقلها المالي الذي سيساعد كثيرا في حل أزمات اليونيسكو. وتبقي فرص المرشحين العربيين الآخرين قليلة في الفوز، فالمرشح القطري حمد الكواري كان يحظي بفرص كبيرة، لكنها تراجعت كثيرا بعد أزمة مقاطعة الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب، للدوحة، لكن يبقي النفوذ المالي القطري عامل قد يساعد الكواري في استمالة بعض الدول في ظل الأزمة المالية التي تمر بها المنظمة منذ سنوات، وفي المقابل تبدوحظوظ المرشحة اللبنانية فيرا الخوري تبدو بعيدة رغم اعتمادها علي صورة لبنان كبلد صاحب حضارة عريقة، لكن وجود مرشحة عربية أخري مشيرة خطاب وضعف دعم الدولة اللبنانية لمرشحتها لانشغالها بصراعات داخلية وإقليمية. ويعتبر المرشح الصيني الدكتور كيان تانج أحد أقوي المرشحين لأنه يعمل في اليونيسكو منذ 24 عاما قضي آخر 7 سنوات منها مساعدا للمدير العام للمنظمة لشئون التعليم، وبالتالي خبرته تعد عامل قوة تساعده علي كسب ثقة العالم في قيادته لليونيسكو، كما أن بكين بنفوذها السياسي والمالي حول العالم تضغط بقوة لصالح مرشحها، خاصة أنها دولة دائمة العضوية في مجلس الأمن، ولها ثقل اقتصادي. وتبدو الأصوات الآسيوية (11 صوتا) مفتتة بين 5 مرشحين من القارة، وبالتالي ممن المستبعد أن يكون هناك إجماع آسيوي لكن الصين تبدو الأوفر حظا لكسب الأصوات الآسيوية غير العربية. أما المرشحة الفرنسية أودريه أزولاي فتحتل المرتبة الأولي في الترشيحات للفوز باللقب، ليس فقط بسبب وجود 13 صوتا أوروبيا قد تكون عاملا مرجحا لكفتها، وإنما لسيرتها الذاتية الغنية باعتبارها وزيرة سابقة للثقافة،؛كما أنها تستند إلي قوة باريس علي المستوي الثقافي والسياسي حول العالم، وعلي الرغم من ترشحها في اللحظات الأخيرة إلا أنها قلبت موازين اللعبة الانتخابية خاصة بالنسبة لمصر التي كانت قد تلقت وعدا فرنسيا بدعم مشيرة خطاب تحول قبل أيام من غلق باب الترشيح في مارس الماضي.