سيطر مسلحون يشتبه في انتمائهم لتنظيم القاعدة علي مدينة "زنجبار" عاصمة محافظة أبين جنوب اليمن في الوقت الذي سرت فيه هدنة في العاصمة صنعاء امس بين قوات الرئيس علي عبد الله صالح وأنصار أكبر قبيلة بالبلاد. وقال مسئول أمني في "زنجبار" ان "نحو 200 من عناصر القاعدة تمكنوا من السيطرة علي المدينة واستولوا علي جميع المقار الحكومية بينها لواء عسكري"، ووقعت مواجهات دامية اسفرت عن مقتل 18 شخصا علي الأقل. وأوضح ان "قيادة السلطة في محافظة أبين غادرت المكان قبل انفجار الموقف". وقال سكان ان المسلحين قاموا باطلاق سراح عشرات السجناء الذين يقبعون في السجن المركزي بزنجبار. وترددت أنباء عن مقتل خمسة أشخاص في قصف استهدف المدينة في وقت لاحق. من جانبه إتهم وزير الداخلية اليمني السابق حسين محمد عرب نظام الرئيس علي عبد الله صالح ب"دعم تنظيم القاعدة" عبر "تسليمه" عددا من المدن بمحافظة أبين ما ادي الي سيطرة التنظيم علي زمام الأمور في زنجبار. وأضاف ان "نظام صالح يريد إغراق المحافظات الجنوبية في فوضي عارمة عبر السماح للجماعات المسلحة التي تدعي انتمائها للقاعدة" بالسيطرة. ودعا أبناء المحافظات الجنوبية ل"مواجهة الجماعات المسلحة التي تدعي بأنها قاعدة وهي تتبع صالح". من جهتها استنكرت أحزاب اللقاء المشترك (معارضة) "قيام نظام صالح بتسليم المحافظة لبعض الجماعات المسلحة". وقالت في بيان ان "نظام صالح يريد ان يتخذ من ذلك فزاعة يخيف بها مختلف الأطراف المحلية والإقليمية والدولية". من جانب اخر عاد الوضع شبه طبيعي صباح امس في شوارع صنعاء بعد التوصل لإتفاق هدنة بين قوات صالح وأنصار الشيخ "صادق الأحمر" زعيم قبيلة "حاشد" عقب اشتباكات استمرت أيام وأسفرت عن مقتل نحو 115 شخصا. وقالت مصادر قبلية أن "الإتفاق ينص علي إنهاء كل اشكال الانتشار العسكري" في حي الحصبة بشمال صنعاء، وتقديم قوات صالح ضمانات بعدم استخدام المقار الحكومية التي يسيطر عليها أنصار "حاشد" كثكنات عسكرية، وذلك بعد تسليمها.