شهدت مراكز الاقتراع في إقليم كتالونيا مصادمات واشتباكات واسعة بين قوات مكافحة الشغب الاسبانية ومواطنين من سكان الاقليم أصروا علي الادلاء باصواتهم في الاستفتاء الذي نظمته حكومة الاقليم في شمال شرق إسبانيا حول انفصاله عن الوطن الام وهو الاستفتاء الذي ترفضه الحكومة في مدريد وتعتبره »غير شرعي».وقد اندلعت اشتباكات وأعمال عنف بين الراغبين في التصويت، والشرطة الإسبانية فيما كانت تحاول منع إجراء الاستفتاء المحظور الامر الذي أدخل البلاد في أسوأ أزمة دستورية تشهدها منذ عقود.وأسفرت المصادمات عن إصابة 38 شخصا بعد تعرضهم للضرب من جانب الشرطة الاسبانية أمام مراكز الاقتراع في كتالونيا. وقال شهود إن الشرطة أطلقت الرصاص المطاطي في برشلونة للتصدي للمتظاهرين الذين كانوا يريدون التصويت علي الانفصال.ومن جانبه ندد رئيس إقليم كتالونيا »كارلس بودجمون» بالعنف غير المبرر من جانب الشرطة لتفريق الناخبين. وأكدت السلطات الكتالونية أنها أقامت 2300 مركز اقتراع لتمكين 5٫3 ملايين كتالوني من التصويت. وقال المتحدث باسم حكومة كتالونيا جوردي تورول إن 73% من مراكز الاقتراع تستقبل الناخبين بالرغم من حملة الشرطة لمحاولة وقف التصويت. فيما دعا انريك ميلو ممثل حكومة اسبانيا من السلطات الانفصالية في كتالونيا إلي وضع حد لهذه »المهزلة». واقتحمت شرطة الحرس الوطني الإسباني مركز اقتراع قبل دقائق من إدلاء زعيم إقليم كتالونيا »كارلس بودجمون» بصوته فيه. واستخدمت الشرطة فؤوسا لتحطيم نوافذ في مركز رياضي يستخدم كمركز للاقتراع وفتحت بابا بالقوة في منطقة جيرونا.واعتصم مواطنون داخل بعض مراكز الاقتراع في محاولة لمنع الشرطة من إغلاقها. وهرّب منظمو الاستفتاء صناديق اقتراع لداخل بعض المراكز قبل الفجر في حقائب بلاستيكية سوداء وطلبوا من الناس المقاومة دون اللجوء للعنف. وأخرجت شرطة مكافحة الشغب صناديق اقتراع من مركز تصويت في برشلونة فيما هتف مواطنون كانوا يحاولون الإدلاء بأصواتهم »فلتخرج قوات الاحتلال».وقالت حكومة كتالونيا إن الناخبين بإمكانهم طبع بطاقات تصويت منزليا والإدلاء بأصواتهم بها في أي مركز اقتراع لم تغلقه الشرطة دون التقييد بمراكز اقتراعهم الأصلية. وقالت وزارة الداخلية إن الشرطة الوطنية بدأت في التحفظ علي صناديق الاقتراع وأوراق التصويت من مراكز أخري. وتحول الخلاف المرتبط بالاستفتاء بين الحكومة المركزية والمسؤولين الكتالونيين إلي واحدة من أكبر الازمات التي تشهدها اسبانيا منذ عودة الديموقراطية إليها في 1975.ومن المتوقع أن تأتي نتيجة الاستفتاء بالتأييد للاستقلال بالنظر إلي أن أغلب من سيصرون علي التصويت من المؤيدين له.وقال بودجمون المؤيد للاستقلال في البداية إن حكومة الإقليم ستعلن الاستقلال خلال 48 ساعة إذا جاءت نتيجة التصويت بتأييده لكن قادة في الإقليم اعترفوا منذ ذلك الحين بأن حملة مدريد قوضت التصويت. ويشكل اقتصاد إقليم قطالونيا خمس اقتصاد إسبانيا.