المهندس حسين جلال : إنجاز 95% والافتتاح التجريبي خلال احتفالات أكتوبر رئيس قسم التصميم : المشروع صديق للبيئة ويحافظ علي الثروة السمكية أوناش عملاقة ومبان ضخمة تقف حارسة علي مياه النيل.. العمال داخلها يعملون »كخلية نحل» ليضعوا اللمسات الأخيرة للمشروع الاستراتيجي الكبير.. قناطر اسيوط الجديدة.. فيضان التنمية في قلب نهر النيل.. إحلال القناطر الجديدة بدلا من القديمة لتواكب متطلبات التنمية والتعمير وتلبية الاحتياجات المتزايدة للمياه.. مياه النيل وكأنها ترنو فرحا بهذا الانجاز الضخم الذي سيساهم في تحسين حالة الري لمليون و650 الف فدان مطلة علي ترعة الابراهيمية، 400 متر فقط تفصل القناطر الجديدة عن القديمة ولكنها أسست علي أحدث طراز وتكون محوراً مرورياً بين غرب وشرق النيل وتوفير 300 فرصة عمل دائمة لتشغيل وصيانة المشروع بعد الانتهاء من تنفيذه. أيدي جميع العاملين من مهندسين وعمال تكاتفت لسرعة الانتهاء مما تبقي من المشروع.. بعد أن أنجزوا 95% منه.. معدات وأجهزة علي أحدث طراز تعمل ليلا ونهارا لإخراج ذلك الحلم طبقا لجميع المواصفات و المعايير. بدأت محطتنا الاولي داخل قناطر اسيوط الجديدة من خلال جولة علي ذلك المبني الشاهق »المبني الاداري» المكون من 3 طوابق علوي ليكون هو الرئيسي في التحكم في كل مكونات القناطر.. والزجاج الذي وضع علي واجهة المبني شفاف ليتمكن من خلاله المهندسون العاملون بالمشروع من متابعة العمل اليومي داخل القناطر والتي تبدأ مكوناتها بالمفيض وهو يتكون من 8 فتحات منها 3 في المفيض الشرقي و5 في المفيض الغربي مجهزة كل منها ببوابة قطرية عرضها 17 متراً .. ومحطة كهرباء تتكون من 4 توربينات 32 ميجاوات ومتوسط الطاقة المولدة سنويا 230 ميجاوات.. والاهوسة الملاحية وعددها 2 هاويس طول الهاويس الواحد 217 متراً ويحتوي علي غرفتين ملاحيتين طول الغرفة الواحدة 156م وعمق المياه يصل الي 300 متر في حين ان اقل وقت للملء من 9 الي 10 دقائق يمر خلالها 4 أو 5 سفن محملة.. بالاضافة الي كوبري علوي تبلغ حمولته 70 طناً تقريبا بعرض 4 حارات يربط بين ضفتي نهر النيل الشرقية والغربية ويعمل علي مدار 24 ساعة.. بالإضافة الي السد الركامي وهو عبارة عن حواجز صخرية يملأ ما بينها الرمل.. أما باقي المساحة فيتواجد به مبني كامل لمكافحة الحرائق ولمواجهة اي مخاطر بالاضافة الي ابراج مراقبة انتشرت في جميع أنحاء القناطر الجديدة ومبني التحكم »حوش المفاتيح» التي تنقل الكهرباء للشبكة الموحدة.. ومحطتين لمعالجة مياه الصرف الصحي ومسجد.. واوناش انتشرت داخل المشروع يتم استخدامها سريعا اذا حدث أي عطل وبلغ عددها 6 اوناش. مهندسون وعمال أصروا علي النجاح.. تكاتفوا لينتهوا من »القناطر الجديدة» في اسرع وقت.. لم يضعوا نصب اعينهم سوي ذلك المشروع الذي سيصبح حديث العالم أجمع.. سطروا حياتهم يتحدون الصعاب ويواجهون المشاكل ليعلوا في النهاية من مصلحة بلدهم حتي يسيروا علي الطريق الصحيح في خطوات التنمية خاصة في الصعيد.. التقت »الأخبار» مع عدد من المهندسين والعمال الذين يبدأون عملهم منذ الصباح الباكر تحت حرارة الشمس الحارقة لسرعة الانتهاء مما تبقي من المشروع .. في الطابق الثالث في المبني الاداري جلس عبد العال حسن نجار مسلح يضع اللمسات النهائية لواجهة المبني قال إنه يعمل في مشروع اسيوط الجديدة منذ ان تم الاعلان عنه عام 2012 وإنه تعهد أنه لن يتركه الا بعد ان يتم افتتاحه ويري بعينه ثمرة جهده الذي امتد لأعوام ويكلل نجاحه في النهاية برؤيته لأبناء اسيوط يستفيدون من هذا المشروع العملاق.. ومن جانبه قال سامي عبد المنعم فني تركيب أجهزة كهربائية ان فرحته لا توصف بقرب الانتهاء من المشروع الذي قضوا فيه اوقاتا طويلة دون راحة لسرعة الانجاز منه واضاف ان ذلك المشروع يمثل له مكانة خاصة لأن العالم كله سيشاهد افتتاحه ويدرك عظمة مصر وشعبها. اللمسات النهائية ويقول المهندس حسين جلال المهندس المسئول بمشروع القناطر الجديدة إنه تم الانتهاء من 95% من المشروع ولم يتبق منه سوي اللمسات النهائية للسد الغالق في غرب نهر النيل وردم المسار الملاحي للقناطر القديمة والانتهاء من أعمال التكسير ل 20 فتحة فيها وأعمال الاختبارات والتركيبات النهائية للتوربينات.. وأضاف جلال ان تمويل المشروع من جهتين محليا من خلال استثمارات وزارة الري بقيمة مليار و200 مليون جنيه بالاضافة الي 50 مليون جنيه استثمارات تابعة لوزارة الكهرباء والجهة الثانية من قرض ألماني من بنك التعمير الالماني بقيمة 296 مليون يورو.. معه 14 مليون يورو ضمن اتفاقية مبادلة الديون بين الحكومتين المصرية والالمانية اي ان التكلفة النهائية للمشروع تبلغ حوالي 6 مليارات جنيه .. واستعرض جلال اهداف المشروع مشيرا إلي انه سيأتي في مقدمتها توفير المياه التي كانت تضيع في الوقت الحاضر عبر القناطر القديمة وري مليون و650 الف فدان علي ترعة الابراهيمية وتوليد طاقة كهربائية تبلغ 230 ميجاوات سنويا وتوفير حوالي 13 مليون دولار قيمة الوقود اللازم لتوليد نفس الطاقة من المحطات الحرارية.. وأختتم المهندس حسين جلال المهندس المسئول بمشروع القناطر الجديدة حديثه ل »الاخبار» أنه انشاء عمل طريق مؤقت بديلا عن طريق القناطر القديمة للربط بين شرق وغرب الصعيد .. وأن كتلة المشروع في بداية العمل كانت 3000 مهندس وعامل وانخفضت تدريجيا حتي وصلت الي 1100 بعد أن تم الانتهاء من النسبة الاكبر من المشروع.. وسيتم اعمال تجريب مشروع القناطر الجديدة خلال احتفالات أكتوبر للأهوية وبعض التوربينات. صديق للبيئة ومن جانبه قال المهندس وجيه وليم رئيس قسم التصميمات ان »القناطر الجديدة» من المشروعات الصديقة للبيئة فأصوات التوربينات لا تحدث ضوضاء وأن مياه القناطر نقية لا تحدث تأثيراً سلبياً علي الثروة السمكية بل تحافظ عليها لان هناك أجهزة تقيس جودة المياه باستمرار وأخذ عينات من الاسماك الموجودة في النهر للكشف عليها وضمان جودتها وصلاحية مياه القناطر.. وأضاف وليم أنه سيتم تعيين خبراء في مختلف انشطة البيئة والاهتمام بحماية جودة المياه في نهر النيل من التلوث وتجنب تلوث الهواء والارض والمياه السطحية والجوفية.. وأكد أنه تم دفع حوالي 11 مليون جنيه كتعويضات للمتضررين قبل البدء في إنشاء المشروع.