أكد عدد من خبراء السياسة الدولية علي ضرورة البناء علي نتائج لقاء الرئيس السيسي ونظيره الأمريكي دونالد ترامب سواء علي المستوي الثنائي أو الجهود المشتركة لحل أزمات المنطقة. وأعرب السفير منير زهران رئيس المجلس المصري للشئون الخارجية عن سعادته بأن الرئيس الأمريكي ذهب لمقابلة السيسي في مقر إقامته وليس العكس، مؤكدا أن اجتماع الرئيسين تناول ملفات العلاقات الثنائية في غاية الأهمية في الوقت الحالي للبلدين، وأضاف ان المساعدات العسكرية والاقتصادية الأمريكية لمصر كانت أحد محاور المباحثات ولكنها ليست الأهم باعتبار أن واشنطن تستفيد منها أكثر من مصر علي حد تعبيره، وأوضح أن شركات السلاح الأمريكية تستفيد بصورة غير مباشرة من المساعدات العسكرية لمصر كما تساعد الإدارة الأمريكية بعض القطاعات الاقتصادية الخاملة في بلادها عبر المساعدات الاقتصادية لمصر وبالتالي واشنطن المستفيد الأول من المساعدات مؤكدا ان ذلك لا يعني عدم استفادة مصر من المساعدات. وأكد زهران علي أهمية تناول القضية الفلسطينية مع الجانب الأمريكي خاصة محاولة دفع واشنطن للضغط علي تل أبيب لوقف الاستيطان الذي يقضي علي أي محاولة للتوصل الي سلام، وأضاف ان من أهم القضايا التي نوقشت مكافحة الإرهاب الذي يتصدر أولويات البلدين، في ظل تركيز مصر علي الدعوة لمواجهة دعم وتمويل الإرهاب وهو الدور الذي تقوم به قطر وتركيا، بالإضافة لضرورة الضغط علي الإدارة الأمريكية لعدم التفرقة في جهود مكافحة الإرهاب بين مختلف التنظيمات الإرهابية سواء الإخوان المسلمون وداعش وغيرها، وذلك للعمل علي حل جميع مشكلات الشرق الأوسط والتفرغ لتطبيق استراتيجية التنمية. وأشار السفير محمد شاكر سفير مصر الأسبق في لندن إلي أن لقاء الرئيسين السيسي وترامب دليل علي أن العلاقات المصرية الأمريكية جيدة وستستمر في التحسن خلال الفترة المقبلة، وأشار إلي أهمية جميع اللقاءات التي أجراها الرئيس علي هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة باعتبارها فرصة لتلاقي كافة زعماء العالم وبحث المشكلات الدولية المختلفة. وحول ملف المساعدات الأمريكية لمصر، قال شاكر إن الخبراء والفنيين يتدخلون في عملية تقدير وصرف المساعدات الأمريكية ويمكنهم تعقيد الأمور وبالتالي علينا تدبير أمورنا بعيدا عن تلك المساعدات وتفهم عقلية النظام السياسي الأمريكي وألا نسمح لتلك الأمور بان تؤثر علي علاقات القاهرةوواشنطن. ومن جانبه، أشار د. طارق فهمي أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية أن لقاء الرئيسين المصري والأمريكي جيد في حد ذاته ولكن علي الإدارة الأمريكية نقل الأقوال إلي أفعال، لأن أمريكا ليست فقط الرئيس ترامب وإنما مؤسسات عديدة، وفي ظل حرص ترامب علي علاقات جيدة مع مصر علينا أن ننتظر ونري ترجمة ذلك علي الأرض برؤية تحمل تفاؤل حذر. وأكد فهمي أن حجم المساعدات التي تم إيقافها (300 مليون دولار) كبير جدا ويمكن أن يؤثر علي قدرتنا في شراء قطع غيار الأسلحة العسكرية، ورغم وعد ترامب بالتدخل لاستئنافها إلا أن علي مصر ألا تفرط في التفاؤل وتنتظر خطوات عملية. وأضاف أن القضية الفلسطينية كانت من أهم ما تناوله لقاء السيسي وترامب، وأشار إلي أن علي الإدارة الأمريكية أن تقوم بمسئوليتها الآن لبلورة إطار لاستئناف عملية السلام بعد التحركات المصرية المكثفة مؤخرا لتحقيق المصالحة الفلسطينية ودعوة الرئيس السيسي الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي لاستغلال فرصة التوصل لحل سلمي شامل.