تصاعدت الأزمة في اليمن مع سقوط خمسة قتلي في انفجار قذيفة هاون أطلقتها القوات اليمنية الموالية للرئيس علي عبد الله صالح علي محيط منزل الشيخ "صادق الأحمر" زعيم أكثر القبائل نفوذا في البلاد، وذلك بعد يوم من اشتباكات بين الطرفين أسفرت عن سقوط قتلي وجرحي. وقال شهود ان القوات الأمنية استخدمت قذائف الهاون بشكل مكثف وسمع دوي انفجارات في محيط منزل الأحمر زعيم قبائل "حاشد"، مما أسفر كذلك عن محاصرة عشرات المشايخ المناصرين للأحمر داخل منزله، بعدما قدموا للتعبير عن تأييدهم له. وقالت وكالة الأنباء الفرنسية ان القصف الحكومي طال منزل الشيخ "هزاع الضبعان" جار الأحمر، وأحد انصاره. في الوقت نفسه تجددت الاشتباكات بين أنصار الأحمر والقوات الحكومية قرب مقار رسمية. وكانت المعارك قد اندلعت امس الأول في حي "الحصبة" شمال صنعاء وسط توتر كبير يسود البلاد بعد رفض صالح التوقيع علي اتفاق توسطت فيها الدول الخليجية يتضمن تنحيه خلال شهر، مما أسفر عن سقوط ستة قتلي ونحو 40 مصابا. وأفاد شهود ان أنصار "الأحمر" سيطروا علي عدد من المباني الرسمية في العاصمة وبينها مبني وزارة الصناعة والتجارة. من جهته اتهم الشيخ الأحمر في بيان نظام صالح الذي حمل قبيلته المسئولية عما حدث، بأنه "يحاول تفجير الأوضاع الداخلية واشعال الفتنة بين أبناء البلاد والإيحاء للداخل والخارج ان الأمر في حقيقته صراعات بين أحزاب أو بين أشخاص". وأكد البيان ان صالح أقدم علي "تفجير الوضع" حول منزل الأحمر بعد ان قام مؤخرا بإستقدام تعزيزات عسكرية وحشود مسلحة حول المنزل وأدخل أخيرا كتائب أمنية وعسكرية لمدرسة "الرماح" المجاورة له". وكانت مجموعات من مسلحي قبائل "حاشد" من منطقة عمران القريبة قد توجهوا لمؤازرة زعيمهم. من جانب اخر نددت الخارجية اليمنية بالانتقادات التي وجهتها فرنسا الي صالح معتبرة ان اليمن لا "يقبل تلقي الاوامر" ويرفض التدخلات الخارجية. وقال "مصدر مسؤول" في الوزارة ان "الازمة السياسية في البلاد شأن داخلي". وكانت فرنسا نددت بالسلوك "غير المسؤول وغير المقبول" للرئيس اليمني بعد رفضه التوقيع علي المبادرة الخليجية. في الوقت نفسه أعرب الاتحاد الاوروبي عن الاستعداد لمراجعة سياسته حيال اليمن مؤكدا في بيان أصدره وزراء الخارجية الدول الأعضاء بعد اجتماع في بروكسل انه "في حال مضي صالح في رفض التخلي عن السلطة فان الاتحاد سيعد ردا بحسب تطور الاوضاع". من جهتها قالت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون ان واشنطن "منزعجة" من رفض الرئيس توقيع اتفاق تنحيه عن منصبه. وقالت كلينتون في مؤتمر صحفي مع وزير الخارجية البريطاني وليام هيج في لندن "نحث الرئيس صالح علي ان ينفذ علي الفور تعهداته المتكررة لنقل السلطة سلميا". وكانت المعارضة اليمنية قد قررت تصعيد تحركها الاحتجاجي لارغام صالح علي التنحي.