جميل أن تعلن الحكومة علي لسان رئيسها المهندس شريف اسماعيل أن هناك 25 ألف فصل جديد ستدخل الخدمة خلال العام الدراسي الحالي هذا بلا شك إضافة للبنية الاساسية للتعليم فأي فصل يفتتح يمثل فرصة لطفل أو طالب في تلقي العلم في مكان مهيأ للتحصيل شريطة أن يتم اعداده بصورة تتفق مع متطلبات العصر. ولكن في الحقيقة مشكلة التعليم في بلدنا ليست في المدارس أو الفصول و إقامتها حتي ولو كانت بالآلاف ولكن المشكلة في توفير المعلم الكفء المؤهل تربويا للتدريس المعلم المتخصص القادر علي توصيل العلم لاولادنا وهو للاسف وبكل وضوح صار كالعملة الصعبة في زماننا هذا. المعلم انشغل عن الفصل بالدروس الخصوصية التي منذ أول يوم يلتحق فيه بالعمل يسارع بالبحث عنها، وللاسف يسارع الاهالي بالمساعدة في اللحاق بالمراكز التي صارت رغم الحرب التي تخوضها الوزارة ضدها والحجز لابنائهم لانهم ببساطة هكذ يتوهمون لا يحصلون علي العلم الا من خلالها. كل ما نسمعه عن المعلمين لا يتعدي الا المكافآت والعلاوات والدرجات ولكن أين خطة الوزارة في التأهيل والاعداد ليصير هذا المعلم قدوة وصاحب قدرة علي توصل المناهج الصحيحة إلي عقول تلاميذه، كل ما نراه خناقات تزداد وتقل حسب رضاء الحكومةأو غضبها علي المدرسين والضحية في كل الاحوال هو التلميذ الذي لا يجد من يعلمه وهو في نفس الوقت يرهق اسرته نفسيا ومعنويا وماديا فعليها أن توفر له المستحيل المتمثل في الدروس الخصوصية. لن نكذب علي بعضنا فرغم ان الوزارة تحاول قدر جهدها ان تكون المدارس في حالة عمل دائم وانتظام حتي ما قبل الامتحانات بفترة وجيزة ولكن الواقع يقول ان الطلبة لا هم لهم إلا الذهاب إلي »السنتر» لتلحق بنفس المدرس الذي يترك المدرسة في وقت العمل مسرعا بكل طاقاته وبهمة للدروس الخصوصية والتي وصلت فيها الاسعار لارقام فلكية والاعداد كذلك في كل حصة لا تزيد عن ساعة ونصف إلي ما يقارب ال 200 و ال 300 تلميذ حتي اصبحنا نري في المدرسين من يقوم باستئجار المسارح والنوادي لاعطاء الدروس بها.. أما المقابل فحدث ولا حرج ما بين 200 و400 جنيه للحصة الواحدة. كم من الاساتذة ستوفرهم الوزارة لشغل ال 25 الف فصل الجديد؟ وهل ذلك يتم بكفاءات قادرة علي التدريس وهل سيتم ذلك في كل المواد أم أن العملية هي مجرد سد خانات؟ التعليم اصلا في مرحلة ترهل حتي مع كل الخطط التي اعلن أو يعلن عنها أي وزير للتعليم »للتطوير» أو العلاج فتلك الخطط لا تبحث الا علي الشكل مع ان المضمون هو المشكلة هو يتمثل في المدرس القادر علي التدريس. أين نجده؟ هل من خريجي كليات التربية الذين من المفروض أنهم يتم اعدادهم ليكونوا نواة كمدرسين تربويين يؤهلون لاداء المهمة علي أكمل وجه ولكن هل يكفي كل »خريجي» تلك الكليات لسد العجز الواضح في اعداد المدرسين وهل كلهم بالكفاءة التي تسمح أن نسلم لهم ابناءنا لتعليمهم؟ وأين التعاون بين وزارة التربية والتعليم وبين تلك الكليات أليس من المفروض أن يتم التأهيل وفقا للاحتياجات الحقيقية للمدارس وأين الخطط الموضوعة لذلك ان وجدت؟اذا لم يكن هناك تعاون مشترك وكل منهم يعمل في واد والاخر في واد فلا فائدة من تعيين الآلاف من هؤلاء الخريجين لانهم ببساطة سيصبحون عالة علي التعليم. »مدرسة» بلا مدرس مؤهل لا فائدة منها ولو انشأنا منها ملايين. وتعليم بلا مدرس تربوي لن يجدي في ظل تلك الظروف الصعبة التي نعاني منها. إذا أردنا الاصلاح فليكن لضلعي العملية التعليمية معاَ المدرسة والمدرس.