سيدات امتهن مهن الرجال من أجل لقمة العيش و»الرزق الحلال».. تحدين قسوة الحياة.. فلم نعد نري مجالًا يقتصر فقط علي الرجال فلقد اقتحمت المرأة أصعب المهن وأثبتت ذاتها بكل مهارة. تحدت العادات والتقاليد.. لم تنتظر الوظيفة الحكومية، وتشبثت بفرصة العمل بمقهي والدها لتعول ابنتها الوحيدة وتساعد زوجها في مواجهة صعوبات الحياة حتي لا تثقل علي كاهله.. إنها »أم زينب»، صاحبة ال 40 عامًا، التي اختارت طريق الشقاء وسلكت مسلك الرجال رافضة الاستسلام، لتعمل »قهوجية» في منطقة السادس من أكتوبر. وتروي »أم زينب» قصة كفاحها ل »الأخبار» بوجه ارتسمت عليه ملامح الشقاء، فتقول إنه بعد كبر سن والدها قررت أن تعمل بدلًا عنه ولكن في البداية رفض والدها رفضًا تاماً ولكن وافق في النهاية مع إصرارها الشديد علي الرغم من عدم وجود ضرورة حقيقية تلزمها بالعمل في القهوة لكنها اختارت طريقًا يبدو أنه للرجال فقط. وتضيف »مهنة القهوجية من المهن الصعبة جدًا، أنا بفتح من الساعة 6 الصبح وبشتغل وردية صباحية لحد الساعة 2 بعد الظهر لوحدي مش معايا أي صنايعي وبعد كده بسلم الوردية لجوزي و3 صنايعية، يعني أنا بقوم بشغل 4 رجالة كله لوحدي أكل العيش صعب»، وتؤكد أنها الآن تعمل مثل أي »صنايعي» يعمل بالقهوة بل أفضل منهم، وأنه في كثير من الأحيان يوجد عجز في »الصنايعية» فتقوم هي بتحمل عبء عملهم. فبدأت العمل »قهوجية» منذ أكثر من عام عانت في بدايتها بعض الصعوبات لعدم معرفتها ب»عدة الشغل» وطريقة إدارة الحسابات خاصةً أنها تعمل وحدها في الفترة الصباحية كل يوم في القهوة، ولكن في فترة وجيزة تغلبت علي كل تلك الصعاب وأصبحت أفضل من والدها. »بسلي وقتي وبجيب فلوس وبعمل حاجة بحبها» بررت أم زينب سبب تعلقها بالقهوة وهي تقوم بعمل كوب من الشاي لأحد الزبائن، موضحة أن مكسبها في اليوم لا يتعدي 80 جنيهًا، وتضيف أنها تعود إلي المنزل في حالة من الإرهاق وبالرغم من ذلك لا تستطيع الراحة فلديها طفلة صغيرة لا يتعدي عمرها الأربع سنوات عليها رعايتها فهي تتركها صباحًا نائمة لمزاولة مهنتها. وعن طريقة تعاملها مع الزبائن في القهوة قالت: أتعرض لكثير من المواقف المؤذية والمحرجة أيضًا، كوني قهوجية امرأة يعطي للكثير الفرصة في مضايقتي، ولكني أصبر من أجل »لقمة العيش»، أما عن طريقة تعاملي مع الزبائن فتكون محترمة ومهذبة حتي لو كان أسلوب الشخص سيئاً، وذلك لكي أكسب احترامهم معي، وتكمل »شغالة في مكان كله رجالة ولازم أحافظ علي نفسي كواحدة ست». وعن نظرة المجتمع لكونها سيدة تعمل بأحد المقاهي البلدي، أوضحت أم زينب: »بتحدي أي معلم في أي قهوة يشتغل زيي وبدور علي قرش حلال، ولا أعمل زي اللي معاهم شهادات وبيقعدوا علي القهوة بالليل والنهار». »الست تعمل أي حاجة الراجل بيعملها بس الراجل ما يعرفش يعمل أي حاجة الست بتعملها» هكذا اختتمت أم زينب حديثها مفتخرة بكونها امرأة تحدت الصعاب لتعيش حياة كريمة وتوفر المال لإحساسها بالاستقلال المادي عن زوجها مما يمكنها من شراء كل ما تتمناه ومساعدة زوجها في تربية ابنتهم والإنفاق علي بيتهم.