بدأت محاكم جنايات القاهرة والجيزة ودمياط والمنصورة امس اولي جلسات محاكمة 37 متهما من مديري الامن والضباط وأمناء الشرطة والمتهمين بقتل والشروع في قتل المتظاهرين والاطفال خلال ثورة يناير ايام 25 و28 و 29. شهدت المحاكمات حضورا مكثفا من اهالي واسر الشهداء والمصابين والذين حملوا لافتات ورددوا هتافات تطالب بالقصاص والثأر من القتلة وعقدت الجلسات وسط اجراءات امنية مكثفة من منع حدوث اي مشاجرات بين المتهمين وذويهم وأهالي الضحايا وطالبت النيابة باعدام القتلة. وطلب دفاع الضحايا تعويض اسر الشهداء والمصابين واعلان الرئيس السابق ووزير الداخلية بالادعاء المدني. وقررت المحاكم التأجيل لجلسات تعقد في يونيو القادم. قررت محكمة جنايات القاهرة أمس تأجيل محاكمة 41 ضابطا وأمين شرطة بقسم حدائق القبة والمتهمين بقتل والشروع في قتل 66 من المتظاهرين لجلسة 22 يونيو القادم للاطلاع وسماع شهود الاثبات مع اخلاء سبيل المتهمين. وكانت المحكمة قد بدأت أمس أولي جلسات محاكمة المتهمين. وقد شهدت الجلسة مشاحنات ومشادات كلامية وحالات إغماء من أهالي أسر الشهداء في احداث مظاهرات يومي 82 و92 يناير.. والتي وقعت أمام قسم شرطة حدائق القبة وراح ضحيتها 22 شهيدا و44 مصابا.. وذلك باطلاق الرصاص الحي عليهم أمام القسم. عقدت الجلسة برئاسة المستشار صبري محمد حامد رئيس المحكمة بعضوية المستشارين عبد التواب ابراهيم و محمد علاء الدين وأمانة سر محمد علاء و احمد رجب. بدأت الجلسة الساعة العاشرة والنصف باثبات حضور المتهمين الذين تم ايداعهم في قفص الاتهام حيث قابلهم اسر الشهداء الذين حضروا باعداد كبيرة داخل القاعة بالسب مما دفع رجال القوات المسلحة والشرطة الي فرض طوق امني بالقاعة وأمام القفص. وبعد تهدئة الوضع قام سكرتير المحكمة بتلاوة أمر الاحالة و الذي تضمن انه خلال يومي 28 و 29 يناير الماضي قام المتهمون بقتل المجني عليهم سالم احمد علي الفيومي وآخرين بان اتفقوا علي قتله و بعض المتظاهرين المتواجدين امام قسم الشرطة وتوجهوا جمعيا الي مسرح الحدث و قام المتهم الاول »مأمور القسم« باطلاق عيار ناري من سلاحه الميري صوب المجني عليه قاصدا قتله وتلتها العديد من الجنايات الاخري بانه في ذات الوقت قتلوا المجني عليه محمد عبدالمنعم كمال وآخرين كما انهم شرعوا في قتل المجني عليه مدحت هجرس فتوح وآخرين وبعض المتظاهرين و من بينهم طفلان تم اصابتهما و لم يقوموا بعلاجهما. وواجهت المحكمة المتهمين بالاتهامات »فانكروا جميعا التهم« وقالوا »محصلش« فيما أشار رئيس المباحث الذي قال بانه كان في مأمورية خارج القسم وقت وقوع الجريمة في حين اوضح متهم آخر »كريم محمد« امين شرطة انه تم نقله في اغسطس 2010 لقسم شرطة اخر اي قبل تلك الاحداث بسنة بينما اكد قدري الغرباوي امين شرطة بانه كان متواجدا في مأمورية بخارج القسم. واثبتت المحكمة اقوالهم.. و طالبت النيابة العامة توقيع اقصي عقوبة علي المتهمين والتي تصل للإعدام. وطالب المدعون بالحق المدني بتعويض من جميع المتهمين بمبلغ 100 الف وواحد جنيه عن كل شهيد ومصاب و طالبوا بتعديل امر الاحالة عن طريق ادخال متهمين جدد.. وضم دفتري الاحوال و السلاح الخاصين بقسم الشرطة لقيام المتهمين باخفائهما عقب ارتكاب جريمتهم وحبس جميع المتهمين احتياطيا علي ذمة القضية.. واوضحوا بأن رجال الشرطة تعمدوا اطلاق الرصاص بطريقة عشوائية مما تسبب في وفاة الشهداء ومنهم العميد عطية احمد بالقوات المسلحة الذي لقي حتفه برصاصة اثناء تواجده بشرفة منزله.. كما طلبوا سماع شهادة شهود اثبات جدد من رجال الشرطة والتصريح لهم باستخراج شهادة رسمية تفيد ما هي مواعيد حظر التجول التي تم فرضها اثناء تلك الواقعة و ضم تحقيقات نيابة غرب القاهرة حول المحضر الذي حرر حول واقعة حرق القسم يوم 29 يناير الماضي والذي لم تحقق فيه النيابة حتي الآن وكذلك اجراء تحقيق بمعرفة المحكمة حول الواقعة .. كما طلبوا سماع شهادة 14 شاهدا من المبلغين عن حالات الاصابة أو القتل. أقارب الشهداء التقت »الاخبار« بأقارب وأمهات شهداء حدائق القبة.. قالت شربات والدة الشهيد علي طلعت 12 عاما في الشهادة الابتدائية بان نجلها الوحيد توفي بطلق ناري في قلبه و ذراعيه . وقالت حرية حسن محمد زوجة الشهيد صابر فاروق حسن الذي لقي حتفه نتيجة طلق ناري في قلبه و كان من المفقودين و عثر علي جثته بعد 40 يوما من وقوع الجريمة .. اما آمال محمد زوجة الشهيد قطب عطية غالب فأوضحت بانه لقي حتفه برصاصة غادرة استقرت في بطنه اثناء عودته من عمله .. وأكد المصاب اسلام محمد حسن بانه حضر مذبحة دائرة قسم حدائق القبة يوم جمعة الغضب حيث خرجنا نهتف سلمية سلمية لاننا مصريون ونعيش علي ارض مصرية ونطالب بالديموقراطية حيث تلقيت طلقتين بالصدر و البطن و ذلك اثناء قيامي بانقاذ مصاب آخر.. وأطالب بمحاكمة المتهمين لان دم الشهداء لم يذهب هباء .. وبكت نعنانة والدة الشهيد احمد صابر 16 عاما و عائلها الوحيد و الذي حصل علي دبلوم صنايع و يعمل من اجل مساعدتها و تلقي طلقتين في اماكن حساسة بجسده أردتاه قتيلا . داخل القاعة منذ ساعات الصباح الاولي تجمع عدد كبير من اسر واهالي الشهداء بمنطقة حدائق القبة.. حاملين لافتات وصورا لذويهم الشهداء وتجمعوا امام المحكمة مرددين هتافات تطالب بالقصاص من الجناة. حرس المحكمة من قوات الجيش والشرطة رفضوا في البداية دخول اي من اسر الشهداء القاعة وسمحوا فقط بدخول الصحفيين والمحامين .. الا ان الاهالي تظاهروا ووقعت بينهم وبين قوات الامن في البداية مناوشات كلامية تطورت الي التشابك و التدافع بالايدي مع قوات من الشرطة حيث وصفوهم بالسفاحين وطلبوا التعامل مع الجيش .. وعلي الفور حضر عدد من قوات الجيش ودار بينهم وبين الاهالي حديث ودي انتهي الي السماح لهم بدخول القاعة بأعداد منتظمة. بمجرد ان دخل الاهالي القاعة قاموا بتعليق لافتات وصور ذويهم الشهداء والمصابين علي نوافذ القاعة وكتبوا اسفلها حملة دعم شهداء حدائق القبة وكان من ضمن الصور صورة عميد من القوات المسلحة استشهد برصاص الشرطة وهو بداخل شرفة منزله وكذلك صورة لطفل في عمر 16 سنة وكانت والدته تحمل صورته ودموعها تتساقط بغذارة كما طلبوا في بداية الجلسة باخراج الشرطة من القاعة حتي لاتحدث احتكاكات معهم إلا ان قوات الجيش تدخلت وأقنعت الاهالي ان الشرطة هنا لتأمينهم. وبعد انتهاء الجلسة وقرار المحكمة باخلا سبيل المتهمين علي ذمة القضية ثار أهالي واسر الضحايا وطالبوا بالقصاص ومحاكمة المتهمين وحبسهم ورفعوا لافتات تضمنت جئنا طالبين القصاص انتم اهل العدل في الارض ونحن اصحاب الحق اسر شهداء حدائق القبة.