شهدت مشرحة كوم الدكة امس توافد العشرات من المواطنين من مختلف المحافظات وسط حالة من الصراخ والعويل علي من فقدوا في حادث تصادم قطاري الاسكندرية. ومن أمام مشرحة كوم الدكة بوسط الإسكندرية، وقف 4 شباب من محافظة الشرقية بصحبة أقارب أسرة مكونة من 6 أفراد لقوا حتفهم جميعا في القطار القادم من بورسعيد، لالقاء نظرة الوداع علي صديقهم عبد الله البالغ من العمر 18 عاما.. ويتذكر هشام عبد القوي، آخر لقاء جمعه بصديقه قائلا: »كنا متجمعين مساء الخميس معه وأخبرنا أنه مسافر إلي مدينة الاسكندرية لزيارة أقاربهم وسيستغرق 3 أيام ولكن مع عصر الجمعة سمعنا بنبأ صطدام القطار الذي كان يستقله وكانت الصدمة أن عبد الله ومعه اسرته المكونة من 5 أفراد راحوا ضحية الاهمال».. وينظر الشباب بعيون انهكها البكاء علي صديقهم ثم يرد »محمد سالم السيد»: هما كانوا 6 أشخاص منهم 3 أطفال ولكن للأسف عبد الله مفقود حتي الآن ولم نجده ونحن هنا لنبحث عنه فكل واحد فينا في مستشفي في محاولة للتعرف علي جثته.. عبد الله سعيد الذي كان يقطن في مركز أبو كبير في محافظة الشرقية كان مثالا للشاب المكافح الذي كان يعمل ليل نهار لكي يوفر حياة كريمة له ولأسرته ولكن القدر لم يمهله لكي يحقق أحلامه.. قالها أصدقاؤه قبل أن يتوجهوا بحثا عنه في ثلاجات حفظ الموتي الأخري التي وزعت عليها جثث ضحايا الحادث. ولم يختلف المشهد كثيرا أمام ثلاجات حفظ الموتي بمستشفيات »الدكة، رأس التين، وصدر المعمورة، طوارئ سموحة، والأميري الجامعي» حيث يجري تسليم جثث الضحايا لذويهم تمهيدا لنقلهم إلي المحافظات لدفنهم وسط حالة من البكاء والعويل.. وخصصت مديرية الشئون الصحية في الإسكندرية، مكاتب صحة ميدانية بالمستشفيات ومشرحة كوم الدكة لتسهيل استخراج تصاريح الدفن وشهادات الوفاة لضحايا الحادث. ومن جانبه، قال د. محمد حمص، مدير مرفق الإسعاف في الإسكندرية، إنه تم تسليم 33 جثة لذويهم حتي الآن، فيما لا يزال يوجد 9 جثث مجهولة.