قصص البطولة في الحرب ضد الإرهاب سوف تتناقلها الأجيال علي مر العصور وستظل دليلا علي عقيدة أبناء جيش مصر البواسل الذين يسهرون مع رجال الشرطة علي حماية وطنهم بكل إخلاص وتجرد فاستحقوا جميعا احترام وثقة أبناء الوطن ومن هؤلاء الذين ضحوا بدمائهم دفاعا عن الوطن الشهيد الشحات فتحي سعد أبوالمعاطي شتا والذي افتدي زملاءه بالكتيبة 101 من عملية إرهابية عندما احتضن الانتحاري الذي أقدم علي تفجير كتيبته ومخزن السلاح في شهر يناير 2015 وابتعد به مسافة 100 متر لينقذ حياة 700 مجند و30 ضابطا من الكتيبة وتصعد روحه إلي بارئها. »الأخبار» ترصد ملامح أسرة هذا البطل الشهيد الذي لا تزال قصة تضحيته وسام علي صدر أبناء قريته. ففي منزل ريفي بسيط مكون من طابق واحد بقرية رأس الخليج التابعة لمركز شربين بمحافظة الدقهلية تعيش أسرة البطل الشهيد علي الذكري.. لأن جسده تناثر مع دمائه الطاهرة فلم يعد هناك قبر يزورونه.. علي باب المنزل علقت الأسرة صورة كبيرة للشهيد مكتوب عليها: الأم سهير أحمد 50 سنة لا تزال تعيش علي الذكري تقول »أنا أم البطل» واتفاخر به في كل وقت نعم لم يمت الشحات.. انه لازال حيا.. حيا عند ربه يرزق في كل حين وحيا في قلبي وقلوبنا جميعا.. لم أنسه للحظة واحدة.. لا زلت أشعر بدبيب خطواته بالمنزل.. وبصدق كلماته ورنين صوته في أذني.. وقبلاته التي كان يطبعها علي يدي وجبيني. وتستطرد: ابني بطل ومات فداء لمصر وهو مش غالي علي ربنا ولا علي بلده.. كان نفسي فقط أتسلم جثته وندفنها في مقابرنا عشان كنت أزوره وتهدأ نار قلبي قليلا لكن هذا لم يحدث أعيش أنا وأبوه علي ذكرياته ونتطلع لصوره فقط فهذا ما تبقي من الذكريات.. انها تلك الصور التي تراها علي الجدران نقف أمامها يوميا وندعو له ونسأل الله أن نلحق به في نعيم جناته. وتضيف: والله الشحات كان زينة شباب القرية الكل كان بيحبه وبيشهد بأخلاقه واسألوا عنه في كل مكان في كل بيت عمره ما أساء لأحد: الشحات ساعدنا في كذا وكذا دون أن ينطق أو يخبرنا بشيء.. وكان منتظر اللحظة اللي هيكمل فيها تجنيده عشان يساعد أبوه وإخوته زي عادته لكن الكفرة اللي بيتكلموا باسم الدين قتلوه وكل يوم بيقتلوا في زمايله والله ربنا هينتقم منهم. أما والده فتحي شتا فيسترجع تلك اللحظات التي استشهد فيها ابنه البطل قائلا: في يوم 29 يناير عام 2015 جاءنا الخبر..كانت عملية إرهابية تستهدف الكتيبة 101 التي كان أحد أفرادها لم نعثر له علي جثة.. لكن قائد الكتيبة حضر لنا وحكي لنا قصة بطولة الشحات أمام أهل القرية جميعا وقال: »ابنك فخر لكم ولمصر كلها يا حاج فتحي.. لا تبكِوا عاوزكم ترفعوا رؤوسكم عاليا.. فلولا ابنكم البطل لما كنا إحنا هنا النهارده» وقال لأمه: »إوعي تبكي ياحاجة ابنك هياخدك من إيدك إنتي وأبوه وهيدخلكوا الجنة». ويستطرد الأب: نعم.. صدق قائد الكتيبة.. فابني بطل وأنا فخور به فقد وجد سيارة مفخخة بها كمية كبيرة من المتفجرات فقام الشحات بإطلاق رصاصة أصابت السائق في كتفه لكنه لم يتوقف وحدثت التفجيرات ووجد أحد الأشخاص يمر بجواره متوجها إلي التجمع الذي يضم حوالي 700 مجند و30 ضابطا فسأله الشحات أنت مين فصرخ فيه أنا الصول سيد لكن لهجته كانت غريبة فشك فيه الشحات خاصة إن جسمه كان منتفخا وتأكد أنه يلبس حزاما ناسفا فقام باحتضانه وجذبه بعيدا عن زملائه والكتيبة حوالي مسافة 100 متر مما أدي لانفجار الحزام الناسف ولم يعثر علي أي أجزاء من جسديهما. ويضيف والده: لا تزال كلمات الرئيس السيسي عندما قابلنا ترن في أذني: »ابنكم بطل حقيقي ومصر كلها فخورة بيه» »كان لازم أشوفكم هنا وأطمن عليكم والله أنا بأتشرف إني باشوفكم لأنكم قدمتم أغلي ما عندكم لبلدنا وباسم كل المصريين بأقول لكم متشكرين ولازم تبقوا متأكدين إن ولادكم أسود عملوا حاجة عظيمة حموا بلد حموا 90 مليون مواطن وكلمة الشكر مش كفاية» واستطرد: »الرئيس قال لنا اطلبوا أي حاجة أنا تحت أمركم لكن احنا مطلبناش أي حاجة لنفسنا وقلنا له ياريس احنا مش عايزين حاجة وأي حاجة لينا عايزين نوجهها للبلد» وأمر ان مدرسة الشهيد بالقرية يتكتب عليها اسمه علشان يتم تخليد ذكراه في البلد ونفتكره كل ما نعدي عليها والحمد لله القرار اتنفذ فورا». ويقسم الأب بأنه لو كان مسموحا له أو لابنه الأصغر الذي لم يتجاوز ال 14 عاما الالتحاق بالجيش لالتحقنا به فورا دفاعا عن تراب هذا الوطن.. وستظل مصر محروسة بإذن الله. أما أهالي قريته فيطالبون بتدريس بطولة ابن قريتهم الشهيد الشحات وزملائه في الكتب المدرسية لتعلم الأجيال الجديدة قدر التضحيات التي قدمها هؤلاء الأبطال من أجل الحفاظ علي الوطن آمنا مستقرا.