اخيرا عاد اسم اللواء محمد نجيب إلي موقعه علي صفحات التاريخ ، ذلك الرجل البسيط الذي كان أول رئيس للجمهورية المصرية بعد حركة الضباط الاحرار في يوليو1952 وحسنا مافعله الرئيس عبد الفتاح السيسي عندما أمر بإطلاق اسمه علي أكبر وأحدث قاعدة عسكرية مصرية بل وفي الشرق وكل افريقيا السمراء 'هذا التكريم هو بمثابة رد اعتبار للرجل الذي أهين من رجال الثورة بلا وجه حق حيث حددوا علي مدي سنوات طويلة اقامته وحرموه حتي من أبسط نعم الحياة الكريمة ومنعوا عنه بتجبر رؤية أولاده واحفاده حتي افرج عنه الرئيس الراحل أنور السادات وأعاد اليه بعضا من كرامته التي أهينت وعندما مات شيعت جنازته عسكريا في زمن الرئيس مبارك. اطلاق اسمه علي القاعدة حق يستحقه وبادرة من قائد عسكري يعرف قدر الرجال الذين يخدمون بلدهم. نجيب وضع رأسه علي كفيه ليلة الثورة وتصدر المشهد بعد أن اختاره من قاموا بحركة الجيش للتخلص من الملك فاروق، ثم فجأة انقلبوا عليه بلا سبب محدد، وتردد انهم اتهموه بأنه تآمر عليهم وتاهت الحقيقة علي مدي كل تلك السنوات ال65 منذ1952 وحتي الآن بل تردد أنهم فقط وضعوه علي رأس الليلة الكبري حتي لو فشلت الثورة فيكون هو كبش الفداء. احلي مافي ثورة يولية رغم انجازاتها الكبري واخفاقاتها القاتلة هو أسرارها التي لازال الغموض يكتنفها . السؤال هل ظلم محمد نجيب ؟ هل تجني علية رجال الثورة ؟أم انه كان يستحق ماحدث له رغم بشاعته؟ والواقع يقول انه بعد ان أعيد للرجل -رغم رحيله - مكانته فهذا دليل انه ظلم.والحقيقة ايضا أن الثورة تجنت علي اجزاء من تاريخ مصر وحاولت تشويهه بلا سبب . لقد تعلمنا في مداس الثورة أن محمد علي باشا واسرته كانت وبالا علي مصر ثم نكتشف الآن ان ماحققه علي باشا الكبير هو نهضة بكل ماتحمله الكلمة من معني، انشأ الجيش والترسانات البحرية وطور الزراعة واقام الخزانات والقناطر وارسل البعثات للتعليم في الخارج، واتهامات لزعماء سطروا صفحات في تاريخ مصر نظر اليهم باستهانة وصدرت لنا أنها وحدها الثورة التي اعادت لمصر كرامتها مع ان كل من لعب دورا في تاريخنا لن ننساه وسيذكره التاريخ. كلنا نؤمن ان يوليو حققت الكثير لمصر، قضت علي الاقطاع وسيطرة رأس المال وأقامت الجيش الوطني وساوت بين الناس، ولكن ذنبها انها ظنت انه لاتاريخ قبلها وهذا خطأها الكبير. ماأحوجنا إلي أن نعيد كتابة تاريخنا بشفافية وصدق وبلا مجاملة، اوتجن، وان نعطي لكل انسان حقه في صفحاته وألا نعظم الاقزام ونبخس حق العظماء وألانوظف الواقع حسب أهوائنا وان ندون مايحدث بالدقة والنزاهة فالتاريخ لايمكن ان يكذب حتي لو اراد البعض طمث احداثه او اخفائها، ستظهر الحقيقية يوما ما وينكشف زيف الباطل. التاريخ يكتب نفسه بنفسه ولايتحامل ولا يجامل، ولمن لايعرف حسابه عسير. اتمني أن تعيد وزارة التربية والتعليم حصة التربية الوطنية إلي مناهج التعليم في مختلف مراحله بعد ان تنقي الكتب من الحشو والهيافة التاريخية والمعلومات السطحية، وياحبذا لو كانت مواد نجاح ورسوب حتي ولو لن تضاف للمجموع الكلي للطالب. هل يعقل ان حرب اكتوبر العظيمة وابطالها الافذاذ تذكر في سطور قليلة في كل المناهج . اتمني ايضا ان يتبني مجلس النواب فكرة تشكيل او إعادة تفعيل دور لجنة خاصة تعيد صياغة التاريخ الحديث والقديم من كل التشوهات والعور وأن تضع امام الشباب الصورة الحقيقية لمصر واعتقد انه كانت هناك واحدة تم تشكيلها لهذا الغرض من سنوات فماذا قالت ودونت وأين أوراقها. التاريخ هو ذاكرة الامة ولامستقبل لأمة بلا ماض معروف، فاذا كنا الآن علي مشارف نهضة كبري فإنها تحتاج منا أن نكون صادقين مع أنفسنا وعلي رأس ذلك الامر صدق التاريخ.