15 مليون متصوف »فرس الرهان« في الانتخابات المقبلة.. ولا أخشي من انقسام البيت الصوفي الحل الوحيد لوأد الفتنة الطائفية هو سيادة دولة القانون والضرب بيد من حديد علي من يشعلها علي مدار سنوات مضت، آثر أتباع الحركات الصوفية الابتعاد عن السياسة، وفضلوا أن يتفرغوا لأداء شعائرهم .ولكن الأمر اختلف كثيرا بعد ثورة 25 يناير، فبعض مشايخ الحركات الصوفية أعلنوا إنشاء أحزاب سياسة بل وأكد المتصوفة أنهم سيقولون كلمتهم في المرحلة المقبلة وان حوالي 15 مليون صوفي سيكونون فرس الرهان في الانتخابات المقبلة. و وسط هذا الزخم السياسي نشبت أزمة تهدد بانقسام البيت الصوفي حيث اعتصم عدد من المشايخ في مقر المشيخة وطالبوا بعزل الشيخ عبد الهادي القصبي شيخ مشايخ الطرق الصوفية. في البداية سألت الشيخ القصبي عن تأييده لقيام حزب صوفي ؟ أنني ضد الزج بالتصوف في السياسة، ونحن كمجلس أعلي للطرق الصوفية نرفض إنشاء أي حزب صوفي لأن إنشاء حزب صوفي مخالف للقانون والدستور. كما أن أهل التصوف لا ينبغي أن يكونوا زعماء سياسة وإنما هم زعماء فكر ديني وتصوف. كما أن إنشاء أحزاب صوفية من شأنه أن يقلص صورة وعمل أي طريقة صوفية تقحم نفسها في هذا المعترك، لأن الصوفية مهمتها الأساسية هي القوانين الأخلاقية، وتطبيق كتاب الله والعمل بالتشريع، وبالتالي لا يجوز لها إنشاء أحزاب لأن التجربة الحزبية يشوبها الفشل أحيانا وهذا لا يتفق مع رسالة التصوف السامية. هناك اثنان من مشايخ الطرق الصوفية أعلنوا تأسيس أحزاب ما تعليقك ؟ المشايخ الذي أعلنوا تأسيس أحزاب، قاموا بذلك بصفتهم الشخصية كأشخاص عاديين، وأنا لا أرفض أن يشارك المتصوف في الحياة السياسية ويقول كلمته وان ينضم إلي حزب سياسي له أفكار بناءة ووسطية. ولا يمكن للمشيخة العامة للطرق الصوفية أن تمنع الصوفية كأفراد من المساهمة سياسيا أو ممارسة حقهم السياسي. فمن حق كل صوفي المشاركة في العمل السياسي بصفته الشخصية كمواطن، لكن لا يحق أن يمارس النشاط السياسي تحت المسمي الصوفي. هل تتفق مع إنشاء أحزاب دينية في مصر ؟ كل القوانين والتشريعات تمنع قيام الأحزاب علي أساس ديني، كما أن الدين له قدسيته ومن الواجب علينا أن ننأي به عن السياسة، ومن هذا المنطلق فأنا أرفض قيام الأحزاب علي أساس ديني واعتبر إنشاء أحزاب دينية جريمة. ما رأيك في تولي المرأة أو المسيحي لرئاسة الجمهورية؟ إثارة مسألة تولي المرأة أو المسيحي لرئاسة الجمهورية هي مجرد افتعال للمشاكل، خاصة ان تحقيق ذلك في مصر صعب للغاية إلا أنني أثق في اختيار الشعب المصري ولن ألعب دور الوصي عليه وأوافق علي من يختاره. أتباع الحركات الصوفية يقدرهم البعض بالملايين هل سيكون لهم دور في المرحلة المقبلة؟ هناك حوالي 15 مليون صوفي، من المؤكد سيكون لهم دور كبير في الانتخابات البرلمانية والرئاسية المقبلة، بل أنني أري أنهم من سيرجح كفة مرشح علي آخر وحزب علي آخر وسيكونون بمثابة "فرس الرهان" في الانتحابات المقبلة. هناك العديد من الشخصيات التي أعلنت ترشيحها لرئاسة الجمهورية، من هي الشخصية التي تراها مناسبة لقيادة مصر في الفترة المقبلة؟ إننا لم نتخذ قرارا بهذا الشأن حتي الآن، إلا إننا نتابع ما يقوله المرشحون، وننتظر أن يعرض كل مرشح برنامجه بشكل كامل، ووقتها سنقرر، إلا أنني في الوقت ذاته اعتقد أن رئيس جمهورية مصر المقبل لم يعلن ترشيحه بعد. في الآونة الأخيرة اشتعلت نار الفتنة بين المسلمين والمسيحيين وراح ضحيتها حوالي 12 شخصا وأصيب العشرات ما تعليقك علي ما حدث وهل تري أن السلفيين هم من أشعل الفتنة ؟ في البداية أنا أرفض وصف المتطرفين بالسلفيين فهذا يعد تشويها للسلف الصالح، أما ما حدث في مصر فهو لا يقره دين سواء كان يهوديا أو مسيحيا أو إسلاميا، كل الأديان السماوية تحرم قتل الأبرياء وتحرم نشر الفتنة، فالمسلمون والمسيحيون في مصر كانوا ولا يزالون أخوة، وعلينا أن ندرك أن هناك قوي خارجية وداخلية تتربص بمصر بعد الثورة وتحاول جاهدة أن تشوه هذه الثورة النبيلة.و أري أن المتطرفين من الجانبين هم المسئول عن هذه الفتنة . كيف يمكننا مواجهة هذه الفتنة وضمان عدم تكرارها؟ لا يمكننا أن نواجه هذه الفتنة إلا بالحزم وسيادة القانون، لا بد من معاقبة من أخطأ أشد العقاب والضرب بيد من حديد علي من يحاول إثارة الفتنة، لا يمكن أن نضمن تكرار مثل هذه الحوادث إلا بسيادة القانون، نريد دولة قانون. نشبت أزمة تهدد بانقسام البيت الصوفي حيث اعتصم عدد من المشايخ في مقر المشيخة وطالبوا بعزل الشيخ عبد الهادي القصبي شيخ مشايخ الطرق الصوفية ما تعليقك ؟ إن من قاموا بالاعتصام بمقر المشيخة لا يمثلون الطرق الصوفية، و لا توجد حالة انقسام في البيت الصوفي، فالمشايخ المعتصمون هم 7 فقط من أصل 73 شيخ طريقة، وهم مجموعة من المشايخ اعتادوا منذ عامين رفع قضايا عديدة وإثارة فتن وبث أخبار غير دقيقة تسيء إلي البيت الصوفي، إلا أن القضاء المصري قال كلمته ببطلان تلك الادعاءات . أما عن سر افتعال هذه المشكلة فهو لا يخفي علي أحد و غالبية المتصوفة يعرفون أن هؤلاء المشايخ يسعون لتحقيق مكاسب انتخابية من وراء هذه الضجة المفتعلة. هل من الممكن استخدام القوة لفض الاعتصام ودخول مقر المشيخة ؟ أنني أرفض فض الاعتصام بالقوة، لأنها طريقة لا تليق بمشايخ الطرق الصوفية ولا بالتصوف، وكان هناك اتفاق من جانب غالبية المشايخ علي ضرورة، ألا نهبط في مستوي التعامل إلي الطريقة التي يتعامل بها المشايخ المعتصمون حفاظا علي هيبة وكرامة مشايخ الصوفية، وكذلك اتفقنا علي أن نمنح الجهات المعنية الوقت الكافي لفض الاعتصام بالطرق القانونية .إلا أنني في الوقت ذاته احمل الجهات المعنية مسئولية كافة المستندات الهامة الموجودة في مقر المشيخة كذلك أحمل المشايخ المعتصمين بمقر المشيخة مسئولية تعطيل العمل الإداري ومصالح الطرق الصوفية ورواتب العاملين والمستندات المهمة الموجودة بمقر المشيخة. هل تقبل بوجود وساطة من شيخ الأزهر و رجال دين آخرين لحل هذه الأزمة. في البداية لا يمكننا إطلاق كلمة أزمة علي ما حدث، ما حدث بالضبط هو اقتحام مجموعة من المشايخ لمقر المشيخة واستولوا عليه بالقوة، أما بشأن الوساطة فإنني لن أقبل بتدخل أي شخصية سواء كانت دينية أو سياسية أو غير ذلك في شأن التصوف. هناك اتهامات تقول إنه تم تعيينك بصفقة مع نجل الرئيس المخلوع وأمين السياسات جمال مبارك في الحزب الوطني المنحل وأحمد عز ما تعليقك؟ هذا الكلام هو محاولة لتشويه صورتي وهو عبث.. أنا منتخب من المجلس الأعلي للطرق الصوفية ولم يعيني أي شخص، فقط رئيس الجمهورية قام بالتصديق علي قرار تعييني، ولم يحدث في تاريخ مشيخة الطرق الصوفية أن رفض أي رئيس جمهورية التصديق علي تعيين شيخ انتخبه المجلس الأعلي للطرق الصوفية، أما بشأن جمال مبارك وعز فهم لا يملكان أي سلطة تمنحهما حق تعييني أو رفض تعييني حتي أعقد معهما صفقات . البعض يأخذ عليك انضمامك للحزب الوطني ما تعليقك؟ هناك العديد من الشخصيات الدينية والسياسية التي كانت منتمية للحزب الوطني، وليس معني ذلك أن كل هذه الشخصيات فاسدة، أيضا لا يمكننا أن نعتبر فساد أشخاص هو فساد لكل من كان ينتمي للحزب، هناك شخصيات كانت فاسدة وهي تحاسب وفقا للقانون. بعد قيام بعض المتطرفين بهدم الأضرحة ماذا سيفعل المتصوفة لمواجهة هذه المخاطر؟ نتبع الإجراءات القانونية التي تكفل حماية دور العبادة و الأضرحة، ونطالب الدولة والحكومة بفرض القانون، ولن ندخل في صراعات مع أية جهة فمن المعروف عن المتصوفة أنهم مشغولون بذكر الله مبتعدون عن الاهتمامات الدنيوية . البعض يتهم التصوف بأنه بوابة التشيع في مصر.. ما تعليقك ؟ هذا كلام مغلوط، ليس لنا علاقة بالتشيع ولا الشيعة.. الصوفية هم من أهل السنة، وهم مثل كافة المصريين يحبون آل بيت النبي صلي الله عليه وسلم وكافة معتقداتهم هي معتقدات أهل السنة، وان من يردد هذا الكلام يحاول تشويه صورة الصوفية.