هل أقتربت نهاية سيطرة قنوات »بي إن سبورت» القطرية علي معظم البطولات الدولية والقارية وتحكمها فيما يشاهده الشعب العربي؟ بعد أن أصبحت القناة والقائمون عليها في مهب الريح بدأ من حملة المقاطعات العربية واستقالات العاملين بها من الدول المقاطعة لقطر وصولاً إلي محاولات خلق كيان عربي مشترك متمثل في مجموعة من القنوات الرياضية تحمل اسم »بي بي إس»، فلم يعد الأمر مجرد فكرة لدي البعض بل دخل الأمر حيّز التنفيذ وسيتم عقد مؤتمر صحفي بعد العيد بعشرة أيام للإعلان عن انطلاق هذا الكيان برأس مال مبدئي يصل إلي 7 مليارات دولار. وستكون مهمة هذه القنوات إنهاء الاحتكار القطري لبطولات كأس العالم (2018 و2022)، وبطولات الأمم الأوروبية والآسيوية والإفريقية، ودوريات أبطال أوروبا وإفريقيا، إضافة إلي الدوري الإنجليزي وهناك أخبار عن مفاوضات مع مجموعة قنوات إم بي سي لضم القنوات الجديدة إلي ريسيفر جوبكس الذي يبث القنوات المشفرة لإم بي سي علي أن يبدأ بث القنوات الرياضية الجديدة تجريبيا خلال الشهر القادم علي أن يكون البث الرسمي مع بداية الموسم الرياضي الجديد. خطة الإطاحة وستعتمد خطة الإطاحة بالقنوات القطرية علي عدة محاور خلال الفترة المقبلة أولها وجود الكيان البديل المتمثل في قنوات بي بي إس ثم تبدأ عملية الإطاحة بقنوات »بي إن سبورت» وتضييق الخناق عليها من خلال وقف تسويقها في المنطقة العربية حيث يتم توزيع الريسيفر الخاص بهذه القنوات من خلال شركات محلية في كل دولة وهو ما تقوم به حاليا شركة cne أو الشركة المصرية للقنوات الفضائية التي تسوق قنوات »بي إن سبورت» في السوق المصري والتي يمتد العقد بينها وبين مجموعة القنوات القطرية حتي نهاية عام 2018، ويعقب تلك الخطوة منع بث القنوات القطرية علي قمري عرب سات ونايل سات والمؤكد أن هذه الخطوات لن تكون سهلة بسبب احتكار »بي إن سبورت» لعدد كبير من البطولات الدولية والقارية وهو ما سيحتاج لمجهود في مخاطبة الاتحادات الدولية والقارية والأندية المالكة لحقوق البطولات وإثبات دعم قطر للإرهاب وأنها تستغل أرباحها في المجال الرياضي لتمويل الجماعات الإرهابية بهدف فسخ التعاقد معها مع تعويض تلك الاتحادات مادياً في حالة فسخ التعاقد ثانياً سيتم الضغط من خلال الجانب الجماهيري والتأكيد علي فقدان تلك البطولات لشعبيتها في الوطن العربي خاصة بعد منع القنوات القطرية من علي النايل سات والعرب سات اللذين يغطيان الوطن العربي من المحيط إلي الخليج وهو ما قد يؤثر علي العائد الإعلاني خاصة مع صعوبة استقبال القمر القطري »سهيل سات» في منطقة وسط وشمال افريقيا وهي كتله جماهيرية كبيرة ثالثاً اللعب علي ورقة الرعاية حيث يرتبط العديد من الأندية الأوربية والأمريكية بعقود رعاية مع شركات طيران واتصالات وبنوك عربية وخليجية وانسحاب هؤلاء الرعاة قد يفقدهم مليارات الدولارات كما سيتم الاستناد علي مناشدة الاتحاد الدولي والاتحادات القارية بعدم مشروعية احتكار بث مباريات الكرة مشفرة وحصريا وهو ما يتعارض مع حق المواطنين في مشاهدة فرقهم المحلية ومنتخباتهم الوطنية وهو الأمر الذي سبق تفعيله في عدد من دول أوربا منها ألمانيا التي رفضت عقود الاحتكار وأيضا في لبنان وبعض الدول الآسيوية عام 2000 عندما استطاعوا نقل بطولة كاس الأمم الآسيوية وهو نفس الأمر مع كأس العالم عام 2006. كما يمكن الاعتماد علي العرب المتواجدين في المكتب التنفيذي للاتحادات القارية والدولية أمثال هاني أبوريده عضو المكتب التنفيذي للاتحاد الدولي لكرة القدم »فيفا» خاصة وأن قضية التشفير وبيع حقوق مباريات الاتحاد الأفريقي كانت من أهم أسباب الإطاحة برئيس الاتحاد الافريقي عيسي حياتو وتنصيب أحمد أحمد بدلاً منه وهو ما كان لمصر دور بارز في تحقيقه. دور مصر والسؤال الذي يطرح نفسه: هل سيكون الكيان الذي سيتم الإعلان عنه سعوديا إماراتيا بدون مساهمة ومشاركة مصر ممثلة في أي جهة مصرية ؟ وهو ما يعني نقلا للاحتكار من كيان قطري إلي كيان سعودي إماراتي وعدم تواجد مصر لا يضمن بث هذه القنوات الجديدة علي النايل سات فمن الممكن الاكتفاء ببثها علي القمر الصناعي »عرب سات» الذي يتواجد في مدار 26 شرقا وهو مدار بعيد جدا عن القمر المصري نايل سات الذي يدور في مدار 7 غربا وبذلك سيكون هناك استحالة لاستقبال هذه القنوات الحديدة لمشاهدي النايل سات خاصة أن العرب سات أقرب للقمر القطري سهيل سات الذي يدور في مدار 25،5 شرقا وكلاهما بعيد عن النايل سات. والسؤال: هل ستشهد الفترة القادمة إعلان قنوات »بي بي إس» بثها علي العرب سات والنايل سات وهل سيكون هناك شريك مصري في هذه القنوات؟ أسئلة نتمني أن تكون لها إجابات تطمئن المصريين خاصة أن هناك كيانات مصرية من الممكن أن تكون شريكا في هذه القنوات منها شركة النايل سات نفسها أو شركة »بريزنتيشن» التي تسعي للحصول علي أكثر من دوري أوروبي من بينها الدوري الإيطالي الذي ستنتهي حقوقه من القناة القطرية العام المقبل والتي سبق لها تقديم شكاوي للاتحاد الأفريقي والاتحاد الدولي لإثبات أن البطولات الأفريقية قد تم بيعها بثمن بخس وبطريقة موجهة لإحدي القنوات بعينها وهي »بي إن سبورت». وأخيرا: هل يمكن أن تعرض القنوات الجديدة البطولات العالمية علي قنوات مفتوحه والاعتماد علي الإعلانات كمصدر للدخل أم ستتواصل سياسة بث البطولات الهامة علي قنوات مشفرة وكم ستكون قيمة الاشتراكات؟... وغيرها الكثير من الأسئلة التي ننتظر إجابتها خلال الفترة القادمة.