عبدالعال: لن أسمح لأحد انتزاع اختصاص ولا فرض وصاية علي البرلمان قرر مجلس النواب برئاسة د.علي عبد العال خلال جلسته العامة امس احالة اتفاقية ترسيم الحدود البحرية مع السعودية الي لجنة الدفاع والامن القومي لاعداد تقرير حولها وعرضه علي الجلسة العامة لاحقا تمهيدا لأخذ الرأي عليها. واشار د. علي عبد العال الي ان تقرير اللجنة التشريعية حول الاتفاقية اثبت انها لا تخالف الدستور، وقال: لن اسمح لأحد فرض قرار علي رئيس المجلس ولا انتزاع اختصاص ولا فرض وصاية علي البرلمان، واضاف: »المجلس أفسح المجال للكل للمعارض والموافق لاتفاقية تعيين الحدود البحرية بين مصر والسعودية، والتصويت تم بصورة حضارية.. أكررها من حارب ومن قدم الشهداء لا يعرف بيع الوطن علي الإطلاق ولا يعرف التفريط في الأرض».. وعقب احالة الاتفاقية للجنة غادر رئيس المجلس قاعة المجلس تاركا المنصة للسيد الشريف وكيل المجلس لإدارة الجلسة، حيث احتشد نواب تكتل 25 - 30 امام المنصة اعتراضا علي رفض الامانة العامة تسهيل الحصول علي نماذج بأسماء النواب لجمع توقيعاتهم تمهيدا لمطالبة رئيس المجلس بأخذ التصويت علي الاتفاقية نداء بالاسم وطالبوا وكيل المجلس بالتدخل، فطالبهم وكيل المجلس بالجلوس في مقاعدهم حتي يتمكن من إدارة الجلسة وهو ما رفضه اعضاء التكتل فهددهم السيد الشريف بتحويلهم الي لجنة القيم، لكنهم اصروا علي طلبهم واضطر وكيل المجلس الي رفع الجلسة وقررعقد اجتماع طارئ لهيئة مكتب المجلس، وبعد عشرة دقائق دخل احد موظفي المجلس الي القاعة وابلغ النواب باستئناف الجلسة.. جاءت موافقة اللجنة التشريعية علي الاتفاقية في ختام اجتماعها أمس - وهو الاجتماع الرابع لمناقشة الاتفاقية خلال 3 أيام - بموافقة أغلبية 35 عضواً مقابل رفض 8 نواب من أصل 49 نائباً هم أعضاء اللجنة، وكان عبد العال قد أخرج جميع النواب من قاعة مجلس الشوري قبل التصويت ليبقي فقط نواب التشريعية أثناء عملية التصويت. وكعادة الاجتماعات الثلاثة السابقة ساد الهرج والمرج والمشادات والمناوشات بين رافضي الاتفاقية ومؤيديها وتحولت القاعة لساحة للتراشق والشد والجذب، بلغت الأزمة ذروتها عندما انفعل النائب أحمد الطنطاوي عضو ائتلاف 25/30 وقام بتحطيم »ميكروفون» المتحدث تحت المنصة، من أمام د.سيد الحسيني رئيس الجمعية الجغرافية الذي أكد أن هناك خرائط كانت تؤكد تبعية قطاع غزة لمصر، وكان المستشار عمر مروان، وزير شئون مجلس النواب قد قال إن قطاع غزة كان يخضع للإدارة المصرية، وإنه أحضر »أطلس» يبين أن لون قطاع غزة كان بنفس لون الدولة المصرية، وطلب من د.سيد الحسيني، رئيس الجمعية الجغرافية المصرية، التحدث عن الأمر، وهو ما رفضه نواب المعارضة مثل مصطفي كمال الدين حسين، قائلا: »لقد تحدث من قبل أربع مرات ولا يأتي بجديد، ويكلمنا عن الألوان، دي لونها أحمر ودي أخضر».. وأثناء كلمته قال الحسيني: ان البعض تقدم بخرائط وتحدث بشكل خاطئ عنها - في إشارة الي النائب خالد يوسف، وهو الامر الذي انتقده نواب 25-30 وقال له النائب ضياء الدين داوود: »من تتكلم عنه ده نائب»، فرد الحسيني عليه قائلا »ده نائب ولا مخرج» وانفعل النائب أحمد طنطاوي، ليمسك بالميكروفون الموجود علي المنصة أمام الحسيني، ويلقيه علي الارض ويحطمه، لينفعل عليه نواب دعم مصر الذين وجهوا السباب له ووصل الامر الي حد التشابك بالايدي، وأصبحت القاعة في حالة من الهرج والمرج وتلاسن بعض النواب مع بعضهم البعض بالألفاظ النابية والشتائم، وتم رفع الاجتماع لحين عودة الهدوء للقاعة. من جانبه قال د.علي عبد العال رئيس مجلس النواب إن النائب أحمد طنطاوي ارتكب جناية إتلاف مال عام، وأقدم علي تصرف يستحق إسقاط عضويته عقب إلقاء »الميكرفون» علي الأرض خلال اجتماع لجنة الشئون الدستورية والتشريعية بمجلس النواب أمس. لجنة الشئون الدستورية والتشريعية قامت بتحرير مذكرة بالواقعة وما تم فيها علي أن تعرض تقريرها علي المجلس لاتخاذ الاجراءات القانونية لرد اعتبار المجلس.