ربة البيت هي »وزير مالية الأسرة« هي المسئولة عن توظيف وتصنيف بنود الميزانية.. وتحكمها طبيعة وحجم الايرادات والنفقات في هذا الصدد.. ولذلك فهي صاحبة قرار الإضافة لبنود الانفاق حال زيادة الإيراد.. والحذف منها حال انخفاضه.. وعندما يصل عجز الميزانية الي درجة تهدد المعيشة اليومية فهي تعلن الحرب علي الغلاء.. وها هي تعلن الڤيتو علي انفلات سوق اللحوم.. تقول »لا« للأسعار التي يزيد جنونها يوما بعد يوم.. تعلن المقاطعة وتقرر الاعتماد علي البدائل. الأخبار استطلعت رأي ربات البيوت حول امكانية المقاطعة.. تقول نادية عبدالله مدرسة باحدي المدارس الثانوية الصناعية بحلوان: أنا مع مقاطعة اللحوم وهناك اغذية كثيرة ممكن ان تكون بديلا وفيها كل الفوائد الغذائية هناك مثلا السمك بجميع انواعه يعتبر احد البدائل لما يحتويه من العناصر والمواد الفوسفورية والدواجن ومنها الابيض والاحمر والبلدي واسعارها معقولة وهي بديل مناسب وخصوصا للاسر التي لديها اطفال صغار. ويمكن الاستعانة بالفاكهة والخضار والجبن للاستغناء عن اللحوم وتضيف انها كانت تشتري 8 كيلو لحوم في الشهر ومع الارتفاع الجنوني في الاسعار سوف تستغني عنها تماما. ڤيتو وتؤكد حنان احمد انه يمكن لربة البيت سلق البيض وتحميره وتقديمه مع الارز والسلاطة كوجبة متكاملة.. والبروتين النباتي موجود في العدس الاصفر والاسود ومختلف البقوليات واستخدام السمك بما يحمله من عناصر غذائية عالية وهو سهل الهضم والفراخ بانواعها.. كذلك الفول المدمس بالصلصحة وشوربة الخضار مع قطع اللحم الصغيرة ممكن تكون وجبة غذائية كاملة مع السلاطة. وتضيف حنان ان ميزانية اسرتها كانت تسمح بشراء 5 كيلو جرامات من اللحوم شهريا.. ومع بداية رفع الاسعار تم تخفيضها الي 3 كيلو جرامات. اما الان فالميزانية لا تسمح بشراء كيلو واحد خلال الشهر.. وتتساءل كل من سامية خليفة وخديجة جابر ومروة عبدالمنعم: اين اجهزة الرقابة. واين تصريحات ضبط الاسواق التي صدعونا بها؟ ثم لماذا فشلت عملية الاستيراد في كسر شوكة الجزارين بزيادة المعروض في السوق؟!. ويضفن: لابد من تنفيذ المقاطعة.. حتي لا تتاح الفرصة للجزارين الجشعين باستنزاف ميزانية الاسرة.. لكن نجاح هذه المقاطعة مرهون باجراء حكومي لابد من تنفيذه بكل جدية.. وهو زيادة المعروض من الاسماك والدواجن عن طريق الاستيراد حتي لا تشتعل اسعار البدائل وقت المقاطعة.. وتؤيد نجية محمود مقاطعة اللحوم تماما مشيرة الي انه قد سبق لإحدي جمعيات المجتمع المدني بالمعادي ان قامت بحملة لمقاطعة اللحوم ونجحت في تخفيض سعر اللحوم بالفعل.. وتؤكد ان البديل عن اللحوم يستلزم العودة الي ما كانت عليه الاسرة المصرية زمان. حينما كان البروتين الحيواني لا يقدم للاسرة المصرية الا يوما واحدا في الاسبوع اما باقي الاسبوع فكان عبارة عن اسماك وبقوليات وخضار مع بيض مسلوق والعدس والكشري وهي وجبة غذائية مكتملة العناصر. وممكن الاستفادة من فول الصويا لما به من نسبة بروتين عالية في عمل انواع مختلفة من الكفتة مع الارز بالبصل تكون وجبة غذائية كاملة بالاضافة الي السلاطة وهناك بدائل اخري للحوم مثل عيش الغراب به نسبة بروتين عالية وسمك السلمون والتونة والسردين والماكريل بالاضافة الي السعر المعقول والذي يناسب الاسرة. والبيض كل بيضة تضاهي قطعة من اللحم.. وتضيف الدكتورة ايمان: اعتقد ان المقاطعة ستكون فرصة للتخلص من اللحوم الفاسدة التي ربما تكون قد تسربت للاسواق كما سمعت وفرصة ان يعود الجزارون الجشعون الي صوابهم وهم احد الاسباب الرئيسية في ارتفاع الاسعار. وتقول الصيدلية فاطمة عبده انها مع المقاطعة تماما وانها كانت تشتري 8 كيلو من اللحوم الحمراء في الشهر.. ومع الارتفاع الكبير في اسعار اللحوم قللت الكمية الي 4 كيلو. ولكن ممكن الاستغناء عن البروتين من اللحوم واستبدالها بمصدر نباتي. وهذا من الناحية الصحية لن يؤثر علي الشباب ولا علي صحتهم ونشاطهم.. وممكن ان نستمد البروتين الحيواني مرتين في الاسبوع من التونة والماكريل بالاضافة الي الخضار والفاكهة والبقوليات. وتتساءل الدكتورة فاطمة: هل المقاطعة ممكن ان تكون مجدية وتؤدي فعلا الي خفض اسعار اللحوم.. وتؤكد انه لابد ان تكون هناك منظومة ادارية مضبوطة من الدولة لاحكام السيطرة علي الاسعار وتثبيت الاسعار الي حد ما بالاضافة الي زيادة المستورد من اللحوم وتساءلت اين مشروع البتلو ولماذا لا يجرم ذبح الاناث؟ التحدي »الجزار اعتاد الجشع واستغلال المستهلك.. وهو هنا يملك تحدي الاحتكار وتعطيل اليات العرض والطلب.. لماذا لا يتحداه المستهلك هو الاخر.. لماذا يستمر في استسلامه له ووقوعه دائما تحت رحمه سكينه الحامية« هذا ما تقوله فريدة حسن- ربة بيت- مشيرة الي انه طالما هناك الاصرار من مافيا السوق علي تصعيد الاسعار باستمرار فإنه لا مفر من مقاطعة اللحوم وتبور عند الجزار.. خاصة ان جشع الجزارين والتجار أرسي مبدأ مغلوطا في الوقت الراهن.. وهو ان السلعة التي يرتفع سعرها صعب تخفيضه رغم مبررات الخفض!.. وبالتالي فقد حان وقت اثبات المستهلك انه قادر علي التأثير في السوق وذلك باتخاذ قرار مقاطعة اللحوم. ثقافة الاستهلاك تشاركها تأييد المقاطعة جميلة محمد- ربة منزل- وتضيف: العالم كله اصبح قرية صغيرة.. من خلال التواصل الذي احدثته الفضائيات والنت وتقنيات الاتصال الحديثة.. لماذا لا نصاب بالعدوي الحميدة للمستهلك الاوروبي الذي يأكل قليلا من اللحم؟ هذا المستهلك يتعامل مع اللحوم بنظام القطع اوالشرائح.. بينما نحن في مصر يتعامل معظمنا معها بنظام »الهُبر« بضم الهاء وفتح الباء!. وتضيف جميلة: لو تغيرت ثقافة استهلاكنا للحوم لانخفض الطلب علي اللحوم وماكنا في حاجة الي المقاطعة التي نجد انفسنا مضطرين لها الان!.