هكذا كان اسم ذلك الأثر التاريخي والديني »مسجد اللمطي»، الذي يعد من أقدم المساجد الأثرية بمحافظة المنيا، والذي يظل شاهدا علي حقبة تاريخية مهمة في التاريخ الإسلامي، ويرجع إلي أواخر العصر الفاطمي وينسب إلي الأمير أبو اللمطي أحد أمراء العصر الأيوبي، حيث هاجر أبناء اللمطي من قوص إلي أكثر من مدينة، وقام أحد أبناء هذه الأسرة ويدعي أبو اللمطي بتجديد المسجد الذي يقع علي كورنيش النيل في عام 578 هجرية الموافق لعام 1182 م، وتوفي في مدينة المنيا عام 633 هجرية، وقد شهد المسجد أعمال تجديد خلال العصرين المملوكي والعثماني. وينتمي المسجد إلي الطراز العربي القديم فهو عبارة عن صحن أوسط مكشوف تحيط به أربعة أروقة، وأكبرها رواق القبلة، وواجهته الرئيسية هي الواجهة الشمالية للمسجد، ويتوسطها المدخل الرئيسي الذي تعلوه لوحة خشبية تحمل نص تأسيس المسجد مكتوباً بخط النسخ، ويعلو فتحة الباب » نسخية » محفورة علي العتب، ويتواجد المدخل الثاني للمسجد في الواجهة الغربية، وهو عبارة عن »دخلة» معقودة بعقد مدائني علي جانبيها »مكسلتان» تتوسطهما فتحة باب مستطيلة.. أما المنبر فهو مصنوع من خشب وتم تنفيذ زخارفه الهندسية بخشب الخرط، ويأخذ صحن المسجد المكشوف شكل المستطيل، ويطل عليه كل الرواقين الشمالي والجنوبي، فيما تتكون المئذنة من طابقين، مربع ثم مثمن، ولا تحتوي علي أي فتحات في قاعدتها وبطابقها الثاني شرفة مثمنة من الخشب وتنتهي المئذنة من أعلي بقبة عثمانية الطراز يعرفها الخبراء في الآثار الاسلامية ب »مآذن سن القلم الرصاص».. ويشير الدكتور أحمد رشاد أستاذ التاريخ الإسلامي »مسجد اللمطي» إلي أن رواق القبلة هو الأكبر ويأخذ أيضا شكل المستطيل، وبه ثلاث بلاطات تفصلها ثلاث بوائك، وتتكون كل »بائكة» من 7 عقود، ويعلو تيجان الأعمدة طبالي خشبية، أما المحراب الذي يقع في الركن الجنوبي الشرقي لبيت الصلاة، فهو عبارة عن »حنية» معقودة علي عمودين مدمجين، وتوجد بجوار المحراب لوحة المرسوم الضريبي الرخامية.