فوجئت بنشر حديث لوائل غنيم بجريدة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية بتاريخ 81/2/1102 أجرت الحديث سميدار بيري. ولن أتوقف أمام حكايتها مع المصريين. قدمته هكذا: وائل غنيم البالغ من العمر ثلاثين عاماً والمتزوج من إليكا الأمريكية التي اعتنقت الإسلام قبل تعارفهما وأب لطفلين. وهو الآن في إجازة شهرين من عمله في شركة جوجل ويعتزم العودة لعمله بعد انتهاء المهام التي يقوم بها في مصر.. رفض غنيم قيام حزب يحمل اسم 25 يناير. فهذا التاريخ يجب أن يظل محايداً ولا يستغل سياسياً. ويعترف أنه أنشأ صفحة علي الفيس بوك دعا فيها للتظاهر ضد مبارك. قبل خمسة أشهر من الثورة. كان مصدوماً من قتل زميله علي الفيس بوك خالد سعيد من الإسكندرية. شاب في الثامنة والعشرين درس البرمجة في الولاياتالمتحدة. يهوي الموسيقي. جمعتهما صداقة. نشر رسالة عن مبارك وكتب فيها يجب القيام بعمل ما وتم اغتياله. أنشأ وائل صفحة علي الفيس بوك: كلنا خالد سعيد وحدد 25 يناير اليوم الأول للمظاهرات. وتلقي 400 ألف رد. بالمصادفة هرع وائل من دبي للقاهرة بسبب حالة طارئة طبية لأحد أفراد عائلته وهكذا شارك في اليومين الأوليين للمظاهرات حتي تم اختطافه. تم الإفراج عنه بفضل الجهود والعلاقات التي بذلتها المذيعة التليفزيونية الشهيرة مني الشاذلي من قناة دريم التي تعد النموذج المصري لأوبرا وينفري. وعندما بكي في حواره معها خرج آلاف المتظاهرين الجدد للشوارع. قال غنيم أنه لم يكن في حاجة للتظاهر. لديه مسكن رائع بحي سيرنجز الراقي بدبي وسيارة وعمل وراتب كبير وزوجة تهدد بالانفصال لأنه طوال الوقت جالس علي الفيس بوك وتويتر والهواتف المحمولة. كان بإمكانه بالاستمتاع بجوار حمام السباحة والتمتع بالحياة والحصول علي زيادة في الراتب ولتحترق بلاده. كان يمكنه الحصول علي الجنسية وجواز سفر أمريكي. لكنه رفض. في مساء اليوم التالي لخروجه من السجن وصل لميدان التحرير حملته الجماهير علي الأعناق وغنوا له: جاء الزعيم القادم.. وبالنسبة لمحاكمة مبارك قال أنه لا يحب الانتقام. لا يهمه أن يحاكم مبارك أو لا. المهم إعادة أموال الشعب المصري. ثم يصر أنه ليس زعيماً سياسياً. وهو إبن لعائلة من الطبقة الوسطي العليا. والده الدكتور سعيد غنيم. يعمل في مستشفي بالسعودية. ووالدته ربة منزل. ولديه شقيق واحد أصغر منه هو الدكتور حازم. وائل حاصل علي بكالوريوس هندسة الحاسب الآلي والماجستير بامتياز في إدارة الأعمال من الجامعة الأمريكية الراقية في القاهرة. سبقه في الدراسة في هذه الجامعة جمال وعلاء مبارك نجلا الرئيس المخلوع. عندما ولد غنيم كان مبارك يتولي الحكم. هو ورفاقه في حركة 25 يناير لم يعرفوا زعيماً غيره في مصر. وائل غنيم لديه مكونات الزعيم. عنده كاريزما. يتحدث الإنجليزية بطلاقة. سألته سميدار بيري عن تفكيره بشأن السلام مع إسرائيل. قال لها أدرك موقفك وحقك في السؤال. لكني لا أرغب في الإدلاء بتصريحات. لست سياسياً.. سألته سميدار: ما سر نجاح الثورة؟ رد عليها: سأقول لك بكلمات بسيطة: خرجنا للشوارع للتظاهر بلا زعيم. الفيس بوك هو الذي صنع الثورة وليس أنا. وائل لديه 60 طلبا لمقابلات تليفزيونية وصحفيون يخاطبونه وتتم اتصالات به علي مدي 24 ساعة من أجل إجراء حوارات صحفية. يعترف لها في لحظة مصارحة أنه قال لقناة العربية أنه مستعد أن يموت من أجل الثورة. لكنه ندم وأصدر بيان تصحيح: لماذا فجأة أموت؟ أنا أحب الحياة ولديَّ خطط كثيرة. ثم سألته ماذا كان شعورك عندما أعلن عمر سليمان عن استقالة مبارك؟ رد بطريقة السياسيين الكبار: دعينا نقول ذلك علي النحو التالي. في أغسطس كتبت أن مبارك سيرحل. شعرت أن هذا علي وشك الحدوث. لم أعرف كيف؟ لم أعرف متي؟ لكنني شعرت أن هذا حلم موجود في الهواء وأنه يمكن أن يتحقق.. وما هي الشخصيات التي أثرت فيك؟.. وغاندي، بيل جيتس، ستيف جوبز، وارين بافت.. ومن المطربين المنضلين لك؟.. وجستين بير وتامر حسني "المصري".. وإذا طلبوا منك تناول العشاء مع شخصية مبجلة. من تختار؟.. ولم يتردد غنيم وقال: مارك تسوكربرج "مؤسس موقع فيس بوك" أرغب في أن أقول له: شكراً جزيلاً. أشعر بأنني مدين له بكل شئ. بفضله أسقطنا عفن وفساد ومنحنا مصر فرصة للخروج إلي فجر الأمل. ولا تنسي سميدار بيري أن تنقل شتائم الفيس بوك لوالد وائل بأنه أخذ رشوة من شركة أدوية وأن الحقيقة الكاملة لنجم ميدان التحرير ستظهر قريباً. فهو لا يقيم في مصر ويصور نفسه علي أنه الملاك المُخلِّص للمصريين الفقراء. أجدني مضطراً لإيضاحات. فأنا لا أصدق الصهاينة ولديَّ أمل أن يعلن وائل غنيم أنه لم يدل بالحديث. وأدرك أنه لا يمثل إلا نفسه. فقد أنشد الشاعر عبد الرحمن يوسف مخاطباً مبارك: كم خدمت عدونا. وفي ميدان التحرير تم حرق العلم الإسرائيلي. واتجه خمسة آلاف شاب للسفارة الإسرائيلية تطالب بإغلاقها ورحيل السفير. وتكلمت قبل كتابة هذا الكلام مع جورج إسحاق مؤسس حركة كفاية وعمرو حمزاوي وقالا لي في نفس واحد: هذا تصرف مدان ولا يجب السكوت عليه. بقي أن أقول أن عنوان الحديث: ملك الميدان حوار مع ناشط الفيس بوك وائل غنيم. وقد قرأته مترجماً للعربية في المجلة الأهرامية المتميزة: مختارات إسرائيلية. عدد أبريل 2011.