ما بين الحياة والموت لحظة!. تهور سائق التريلا تخطي الطريق المعاكس من الجزيرة الوسطي وصدم ثلاث سيارات ليتحول المكان الي بركة من الدماء.. تعلو الصرخات والاستغاثات.. ويحتار المارة بين جثث خرج أصحابها قبل اللحظات المشئومة بحثا عن لقمة العيش وبين مصابين يعانون من كسور بالعظام وخلع بالأكتاف. تهرع سيارات الاسعاف تصل سيارات الشرطة وينفتح ملف جديد بالحادث.. لكن مات من مات واصيب من اصيب وامتلأت بيوتهم بالأحزان والسؤال العريض: من اين سنعيش؟!.. تصادم مروع بين 4 سيارات بالطريق الساحلي الدولي أسفر عن مقتل 9، بينهم فتاة وشرطي، وإصابة 11 آخرين، معظمهم في حالة خطرة. تبين ان سيارة نقل ثقيل"تريلا" اختلت عجلة القيادة بيد قائدها مما أدي لتخطيها جزيرة منتصف الطريق واصطدامها ب3 سيارات ميكروباص وسيارة إسعاف.. وتم القبض علي سائق النقل في منفذ السلوم بالعامرية عقب هروبه بعد الحادث.. تم نقل جثث المتوفين إلي مشرحة الإسعاف والمصابين إلي مستشفيات الشرطة وعبد الناصر والعامرية العام والأميري الجامعي.. من جانبه، قال د . مجدي حجازي، وكيل وزارة الصحة بالإسكندرية، أن المصابين تتراوح إصاباتهم ما بين كسور متفرقة بالجسد وسحجات وخدوش واشتباه مابعد الارتجاج وجروح متفرقة بالرأس. التقت »الاخبار» بالمصابين فقال محمدحسين: "كنت رايح اشتغل باليومية عشان أكل عيالي" وفجأة قطعت سيارة نقل ثقيل الطريق الساحلي الدولي لتصطدم بالسيارات وتتناثر الجثث والمصابين علي الطريق وفقدت الوعي ولم أدر الا وأنا ملقي علي سرير داخل المستشفي الأميري الجامعي بوسط الإسكندرية، بينما يجري له الأطباء الأشعة والإسعافات الأولية.. أما "محمد" الذي أصيب بكسر في الضلوع وخلع في الكتف، فقد أخبرنا أنه كان في طريقه للعمل باليومية لاطعام طفليه الصغيرين. وفي نفس العنبر يرقد بجواره رفاقه في الرحلة المشئومة فجمعتهم السيارة والمستشفي بينما كانت تفرقهم السبل لو كانوا وصلوا إلي الموقف الجديد فمحمد مختار، 45 عاما، والذي يعمل مهندسا زراعيا كان في طريقه إلي مسقط رأسه بمحافظة المنصورة للمشاركة في عزاء أحد الأقارب. ويوضح مختار، الذي يعاني من كسر بالعمود الفقري، أنه نجا من الموت بأعجوبة ولازال يردد كلمات بسيطة:" الحمد لله علي كل حال ربنا نجانا".. أما محمد حامد، سائق السيارة، فكان يرقد بجوارهم بينما أقاربه حوله في حالة خوف، لم ينطق بكلمات كثيرة ولكنه يتذكر وقت الحادث فعند الساعة الثامنة وعشر دقائق كان يسير في طريقه إلي الموقف الجديد وبالتحديد بجوار كوبري وادي القمر قطعت السيارة الطريق عليهم ولم يستطع أن يتحكم في عجلة القيادة وحدث ما لا يحمد عقباه".