مسكين الحاج المصري ليس امامه الابيع هدومه وكل ما يملك حتي يتمكن من اداء فريضة الحج الركن الخامس من اركان الدين فما يحدث علي مستوي كل البعثات النوعية وما اعلن من اسعار للسفر هذا العام شيء لايعقل حتي مع الزيادة في فارق العملة بعد تحرير سعر الصرف وبصراحة الدولة تركت طالبي الحج تحت مقصلة منظمي الرحلات سواء القرعة او السياحة او الجمعيات فليس معقولا ان يكون حج القرعة اوحج الغلابة كما يطلق عليه تكلفته 65 الف جنيه وليس معقولا ان تكون تذكرة الطائرة ثمنها اكثر من 10 آلاف جنيه فما بالكم بالاسعار في الحج السياحي وحتي حج الجمعيات الذي من المفترض انه حسب التكلفة ولكن حال الواقع يقول عكس ذلك الزيادة الرهيبة التي يرجعها المنظمون لاترجع فقط إلي فارق سعر العملة ولكن هناك اسباب اخري لا علاقة لها بذلك فالبعثات التي تصاحب الحجاج باعداد المشرفين الكبيرة يتحمل الحاج تكلفتها وهو مايجب وقفه فورا لان ذلك يحسب في التكلفة النهائية. فهل يعقل ان نطالب الحاج بعد اختياره بالقرعة ان يسدد مبلغا تحت الحساب وهو مبلغ كان يعادل قيمة الحج العام الماضي ثم نطالبه بدفع مبلغ قريب منه دفعة ثانية غير تذكرة الطائرة ويعلم الله وحدة كيف يدبر حجاجنا الغلابة مصاريف الحج من لحم الحي، ثم لماذا نترك الحاج لاحتكار مصر للطيران في سفرة علي طائراتها وتحديد الاسعار حسب ماتقدره بحساباتها وتضع فيه انه موسم المكسب بحجة ان طائراتها تعود بلا ركاب في رحلات السفر وتذهب بلا ركاب في رحلات العودة وتحمل ذلك للحاج في الوقت الذي تبيع فيه شركات اخري التذكرة بأقل من السعر الذي حددته الشركة الوطنية بأقل من النصف وقد حدث هذا في المواسم السابقة مع الاسف. الدولة اكثر من مرة اعلنت انها بصدد دراسة تجارب دول اخري تنظم الحج لحجاجها دون ربح باعتبار ان الحج هو احد اركان الدين ولكن في كل سنة ننسي ونعود مع الموسم الجديد لنبحث كيفية توزيع الحصص علي البعثات النوعية وكأن الحجاج تورتة يتم اقتسامها مع ان الحج خدمة جليلة وليس مجالا للربح اوخدمة لمن ينظمه او من يقوم عليه. لو ان الحكومة جادة في خدمة الحجاج فعليها الا تتركهم للعرض والطلب فالحج ليس سلعة تباع وتشتري بل هو فريضة لله سبحانه وتعالي. التجارب في الدول التي تجعل الحج خدمة مقدسة كأندونيسيا او ماليزيا او دول شرق اسيا تجعل منه متعة حقيقية وقد شاهدتها بنفسي في معسكراتهم في مواسم حج كثيرة السعر لايتجاوز الالف دولار يقل او يزيد الخدمة خمس نجوم يقوم بها متطوعون من مأكل وتنظيم وقيادة من لحظة النية للحج وحتي انتهاء المناسك ثم العودة إلي الوطن لاتجد حاجا تائها او بلا مشرف اومتروكا او بلا خدمات كما نجد حجاجنا وكم من الملاحظات سجلتها البعثات الرسمية وأوصت بالعلاج دون جديد ومع كل سنة ننسي ونعود للتنظيم بلا جديد. الامر مع الزيادة الرهيبة في الاسعار يحتاج إلي نظام جديد خاصة وان المتوقع ان يعزف من فازوا بالقرعات في البعثات الثلاثة عن السفر بعد تلك الاسعار المبالغ فيها والاستفزازية. هناك في الدول التي تنظم الحج لوجه الله يقوم المشرفون علي تنظيمه بخصم حصص مالية من راغبي الحج علي مدي سنوات عديدة حتي اذا ما تم تجميع المبلغ المطلوب يخير الحاج في السفر واعلانه انه صارت فرصته حاضرة. ارحموا الحاج الغلبان.