الباحثون يقولون إن جلد الذات شعور قوي جدا عند المرأة ويفوق الرجل بثلاث مرات فهي تلوم نفسها وتعاتبها وتحاسبها وأحيانا تجلدها تجاه شئ قامت به أو لم تستطع لأسباب خارجة عن إرادتها فإذا كنت من هؤلاء فسوف يؤثر ذلك بالسلب علي نفسك وعلي أسرتك بالكامل، ولأن تأنيب الضمير وجلد الذات له حدود. يحدثنا دكتورمحمد رأفت استشاري الصحة النفسية عن الآثار السلبية والإيجابية لهذا الشعور يقول: يوجد مصطلحات نفسية كثيرة متداولة بين الناس تأنيب الضمير والنفس اللوامة وجلد الذات والعدوان علي الذات وكلها مصطلحات كثيرة عن النفس البشرية تدور كلها حول معني واحد هو تأنيب الضمير أو محاسبة الذات، وهذا الشعور من علامات الصحة النفسية الداخلية وإعادة تقييم ما حدث أثناء اليوم فهي تتحدث دائما مع نفسها هل أحسنت أنا التصرف في موقف كذا هل كان ردي مناسبا أم لا مع ذلك الشخص؟ هل تسرعت في الحكم علي هذا الإنسان كل هذه صيغ لمحاسبة الذات يوميا والسلبية هنا ليست في المحاسبة أو تأنيب الضمير ذاته ولكن في الغرض من وراء التأنيب هل الدفاع والسعي لتطوير الذات وتحسين المستقبل ونتائجه أم كان السبب وراء هذا التأنيب هو جلد الذات بشكل أقرب للتجريح والمعاتبة بشدة ووصف الذات أو الصورة الذاتية بشكل سلبي وهذا الشعورلابد من تجنبه تماما فنحن نسعي دائما لما يعلي لنا صورتنا الذهنية عن أنفسنا وليس مايقلل منها ومن تقديرنا لذاتنا. ولأن الحديث الداخلي للإنسان والممثل في الضمير أو العقل الباطن أو مهما كان المسمي والمعني فالصوت الداخلي له قدر من الأهمية والخطورة أكبر بكثير من أن تكفيه هذه السطور لذلك قومي بتأنيب نفسك ومعاتبها ومحاسبها كما شئت ولكن بصيغة إيجابية وبدافع التطوير وليس غير ذلك أبدا أما إذا تحدثنا هل الرفق مع النفس والتحدث معها بالرضا والتسامح أفضل أم الشدة والقسوة، هنا الإجابة تختلف من نمط شخصية لأخري فهناك أنماط شخصية المحرك الأساسي لها هو الرهبة والشدة والقسوة وهناك أنماط أخري الرضا والحب والتسامح محركها الحقيقي وليس أبدا الشدة، فعلي كل إنسان معرفة نمطه ومراعاته وأن يكون مستبصرا بنفسه وقادرا علي إدارتها بناء علي نوع نمطة لكي يحصل علي أعلي وأفضل إنتاجية. وهنا يأتينا تساؤل ما هو القدر الكافي والسليم والمناسب لمحاسبة الذات أو تأنيب الضمير هناك فرق بسيط جدا بين تأنيب الضمير وجلد الذات لأن كليهما له نفس الكيفية والشكل العام، ولكن يختلف في النتيجة والمحصلة. فكما ذكرنا سابقا ان التأنيب او المحاسبة تكون بدافع التطوير والتحسين وليس التحقير او الإقلال من تقدير الذات وهذا ما نجده حاليا بكثرة في معظم الاستشارات الطبية وفي شريحة ضخمة من الناس التي تؤنب نفسها بشدة وتخبر نفسها دائما انها مقصرة وخاطئة حتي قامت تقريبا بتشويه صورتها الذهنية عن نفسها، لذلك يجب ان نرفق بأنفسنا بمجرد ان يتحول تأنيب إلي جلد الذات والمسئول دائما عن تأنيب الضمير وشكل محاسبة الذات هو التركيبة النفسية للشخص وكل من شكل وساهم في بناء هذه التركيبة من تربية ومجتمع وعوامل وراثية، ولذلك فتأنيب الضمير أمر مختلف بين الناس باختلاف تركيباتهم النفسية فلا تعجبوا إذا وجدتم في المجتمع من يشعر بتأنيب ضمير غير عادي بمجرد انه قام بإلقاء منديل ورقي علي الأرض وآخر يقوم بضرب مبرح حتي يكاد ينزف منه دما أو يؤذيه أذي شديدا، لذلك السواء النفسي هو منطقة وسطية بين الإفراط والتفريط وبين الخوف والحرص الزائد وبين اللامبالاة والإنسان السوي دائم الاستبصار بنفسه وقادر علي تحديد الكم المناسب من كل صفة بداخله بما يتناسب مع المواقف وليست المواقف هي ما تخرج ما فيه من سلوك وطباع.