جيد أن يذهب الرئيس الفلسطيني »أبومازن»، إلي البيت الأبيض للقاء الرئيس الأمريكي »ترامب»، ومعه قرار القمة العربية بالتزام قرارات الشرعية الدولية والمبادرة العربية دون تعديل، وبتوافق مع الدول الرئيسية وتنسيق كامل مع مصر والأردن حول حل الدولتين، وحول أن تكون الدولة الفلسطينية علي حدود 1967 وعاصمتها القدس العربية. ولعل ذلك يكون مدخلا للحصول علي ما يكشف غموض الموقف الأمريكي الراهن حول القضية الفلسطينية، وما يتحدث عنه الرئيس الأمريكي باعتباره »صفقة القرن» التي تحل النزاع التاريخي، وتصل إلي اتفاق يحفظ الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، ويفتح الباب أمام سلام دائم في المنطقة، وأمام تعاون بين دولها وفقا لرؤية مازالت إدارة »ترامب» تحرص علي بقائها في دائرة الضبابية!! الحديث - حتي الآن- عن جهود لاستئناف المباحثات لحل القضية الفلسطينية- وعن مؤتمر تحضره الأطراف العربية الرئيسية برعاية أمريكا، و»الصفقة»، تحاول تسويق فكرة التطبيع الكامل مقابل الحل العادل. والخطر الحقيقي هو أن »ترامب»، يريد بيع »الصفقة»، علي أساس أن التطبيع بين إسرائيل والعرب (والأساس هو السعودية ودول الخليج)، سوف يفتح الباب أمام الحل المطلوب للقضية الفلسطينية!! بينما المنطقي هو ما قدمته المبادرة العربية وهو أن الحل العادل للقضية الفلسطينية هو الذي سيؤدي إلي علاقات طبيعية في المنطقة. وإلا فإن إسرائيل ستحصل علي ما تريد، ثم تتهرب من التزاماتها كالعادة!! ويبدو أن الموقف العربي- رغم أي ثغرات- مازال صامدا أمام الضغوط الأمريكية. ومن هنا يحرص »ترامب»، علي الإمساك بأوراق ضغط في يده. فيبقي حكاية نقل السفارة الأمريكية إلي القدس علي الطاولة»!!»، وينظم حفلة الهجوم علي مصر في إحدي لجان الكونجرس»!!» ويترك وزير خارجيته يؤكد أن إيران تنفذ التزاماتها في الاتفاق النووي، ثم يطالب السعودية بثمن حمايتها من الخطر الإيراني»!!». بمنطق سمسار العقارات الذي يفضله »ترامب» ويجيده.. يتحدث عن »صفقة منصفة للجميع». فليقل بوضوح: ماذا سيقدم في هذه الصفقة وماذا ستقدم إسرائيل.. وبعدها فقط يمكن الحديث عن حل قدم له الفلسطينيون والعرب مقدما كل ما يمكن تقديمه من تنازلات!!