صعبان عليّ نفسي ثلاث كلمات في منتهي القسوة نطقت بها صديقتي وانفجرت باكية وما هي إلا لحظة حتي انتحبت، تركتها تفرغ الشحنة الانفعالية بداخلها، فالبكاء وسيله تنفيس وبعد أن هدأت بادرتها قبل أن تنطق: كلامك وبكاؤك مقدمة لموقف غبن أو ظلم أو قطيعة أو خيانة أو قسوة ماذا أصابك لتبكي كل هذا البكاء، كثيرات من بنات حواء أصابهن ما أصابك، منهن من تجلدت أو انهارت.. ردت: إذا توقعت زوجة الغدر والخيانة من زوجها أو زواجه عليها تكون في حقيقة نفسها مستعدة لمواجهة الموقف، أما إن كانت تمنحه ثقه عمياء مطلقة ورأته محبا مخلصا واضحاً وأخلاقياً فهي ترفض أي نوع من التحذير مما يرونه بعيون الواقع وهي تصر وترفض وتستنكر وتبقي تراه بعيون قلبها حتي جاءتها الصاعقة التي ألهبت كيانها وحياتها وبعد المواجهة كان الاعتذار الذي صدّقته وفوجئت بعد فترة هدنة بمزيد من العلاقات.. لحظتها أدركت حجم غبائها واستسلامها لثقة عمياء مرة أخري وهو من أهدر عمرها وخدعها وخانها مفضلا عليها كل من تلوح له أو يلوح لها ناهيك ناهيك عن السبب الذي غالبا مايكون غطاء محكما للعلاقة.. صمتت وأكملت باكية هل تقدِّرين حجم فجيعتي فيمن حسبته حبيب عمري فاكتشفت أنه صاحب داء الجري وراء أي واحدة لا يهم من تكون المهم أن توافق وترضي وهو في المقابل يسدد الفاتورة المطلوبة، وليس شرطا أن تكون فاتورة مادية لأنها قد تكون إرضاء لذات مريضة تتلذذ بالإيقاع بالرجال أو تريد ما يستطيع هو إنجازه لها أو ترغب مثله في قضاء وقت ممتع أو خيانة زوج.. أبعد كل هذا تستنكرين مني البكاء وأن تصعب عليّ نفسي.