كيف يمكن استغلال زيار البابا فرنسيس الي مصر؟.. سؤال يطرح نفسه بقوة بعد الحدث الهائل الذي شهدته مصر اول امس بزيارة اكبر شخصية كنسية كاثوليكية في العالم الي ارض الكنانة.. تلك الزيارة التي جاءت في وقت عصيب تشهده مصر خاصة بعد هجمات ارهابية شديدة تعرضت لها في ظل اصرار البابا علي الزيارة رغم ما يجري ..الزيارة عكست مفاهيم السلام والمحبة التي تتمتع بها ارضنا امام العالم اجمع ووصلت صورة للجميع بان هذا البلد مهد الديانات وارض الحضارات.. الاخبار تناقش خبراء الاعلام والسياسة الخارجية في كيفية استغلال هذا الحدث في الترويج لمصر. بداية يري الكاتب الصحفي مكرم محمد أحمد رئيس المجلس الاعلي للاعلام ان زيارة البابا فرنسيس لمصر رسالة قوية لاوروبا ودول العالم الغربي بان مصر واحة الامن والامان والاستقرار في المنطقة وانه لا نجاة للشرق الاوسط الا بنجاة مصر مشيرا إلي ان الزيارة تعتبر رد اعتبار لمصر امام جميع الدول التي شككت في قدرات مصر علي حفظ امنها واستقرارها. ويشير مكرم محمد أحمد إلي انه يجب أن نستخلص الرسائل التي وجهها البابا فرنسيس للعالم اجمع بخصوص مصر والعمل علي اعادة بثها مرة اخري لاوربا والعالم الغربي حتي يعرف المكانة الحقيقية لمصر والدور التاريخي التي تلعبه حاليا في الحفاظ علي المنطقة بأكملها، كما تعد زيارة البابا بضاعة جديدة تضاف الي البضاعة المتواجدة لدينا من مؤتمر سابق نظمه الازهر لمكافحة الارهاب، لذلك يجب استثمار هذه البضاعة احسن استثمار للترويج لمصر في جميع المحافل الدولية، فلا اظن ان هناك قائداً دينياً او زعيما سياسيا انصف مصر مثلما فعل البابا فرنسيس أول أمس في مؤتمره بالماسة. اما الاعلامي عبد اللطيف المناوي فيري انه يجب استخدام زيارة البابا في الترويج لمفهوم السلام المحبة وتقديم صورة جديدة لمصر تحمل هذا المفهوم بعيدة كل البعد عن الصورة التي يتم تقديمها حاليا عن مصر في وسائل الاعلام والتي تربط مصر بالارهاب والازمات الاقتصادية وغياب السياحة . ويقول د. سامي عبد العزيز استاذ الاعلام بجامعة القاهرة، لو ان مصر رصدت مليارات الدولارات ما كان لها ان تحقق الآثار الايجابية التي احدثتها زيارة هذه الشخصية العالمية من حيث التوقيت والرسالة والمعاني التي تضمنتها كلمة بابا فرنسيس بابا الفاتيكان، موضحا ان الزيارة بألف حملة ترويجية ودعائية، فهذه الزيارة دعمت ما يردده الرئيس عبد الفتاح السيسي بأن مصر تتصدر الصفوف الاولي في مكافحة التطرف والإرهاب . ويري ياسر عبد العزيز الخبير الاعلامي ان الزيارة في حد ذاتها دفعة قوية لضمان بناء صورة قوية لمصر في مكافحة الارهاب، وما حدث عالميا ان زيارة البابا في مصر متصدرة وسائل الاعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة وبالتالي تحقق ما يعكس صورة ذهنية بان مصر بلد قوي يستطيع تأمين ضيوفه ويستطيع ان يحمي كل من يأتي اليه وانه بلد التسامح وبلد الاديان المختلفة الذي يحتضن الجيمع وظهر ذلك في لقاء البابا فرنسيس وشيخ الأزهر. وأضاف عبد العزيز: أن اللقاء يرفع مكانة مصر امام دول العالم لذلك يجب استثمار الحدث سياحيا وتنظيم العديد من المؤتمرات السياحية في الفترة القادمة للترويج للقدوم الي مصر. ويقول السفير نبيل فهمي وزير الخارجية الأسبق انه كما يجب التركيز علي كلمة البابا فرنسيس يجب التركيز ايضا علي كلمة الشيخ احمد الطيب شيخ الازهر وأبرز نقاط التوافق التي تحدثوا عنها معا مثل السلام لأنهم المثال للمسلم و المسيحي الحق و هو اكبر رد علي جميع المتطرفين. وأضاف انه يجب العمل علي حملات اعلانية وترويجية من خلال المحطات الاذاعية والتليفزيونية للخطاب والتركيز علي الجزء الخاص بالسلام وحضارة مصر. واشاد د. محمود علم الدين استاذ الاعلام بجامعة القاهرة بزيارة بابا الفاتيكان التاريخية لمصر، مشيرا إلي ان هذه الزيارة هي هدية ربانية من الله عز وجل لمصر في هذه الظروف العصيبة التي تمر بها البلاد، مشيدا بالتنظيم والتجهيز عالي المستوي الذي شهدته زيارة بابا السلام لمصر. وطالب استاذ الاعلام بضرور الاستفادة من هذه الزيارة محليا ودوليا، حيث ان هذه الزيارة هي رسالة واضحة وصريحة للعالم اجمع بان مصر مازالت بلد الامن والامان والاستقرار. ويستطرد قائلا: يجب عمل حملات دعائية وتسويقية لهذه الزيارة لما لها من مردود ايجابي علي مصر في كل النواحي سياسيا واقتصاديا وأمنيا وسياحيا، كما يجب مخاطبة الاعلام الخارجي من خلال القنصليات والهيئة العامة للاستعلامات ومدهم بكل المواد المصورة والمكتوبة عن هذه الزيارة بكامل تفاصيلها. ويقول د. عادل عبدالغفار استاذ الإعلام والرأي العام جامعة القاهرة ان زيارة البابا لمصر وتأمين الزيارة بهذا الشكل المشرف وتقدير القيادات والأزهر واستقبالهم بهذا الشكل هو اكبر رسالة للعالم ان مصر تحترم جمبع الاديان والثقافات وترحب بالجميع. وقال السفير حسن هريدي، مساعد وزير الخارجية الأسبق إن مصر تصنع التاريخ من جديد بعد الاستقبال الشعبي الجارف لبابا الفاتيكان، البابا فرنسيس الأول مؤكداً ان الزيارة في حد ذاتها تروج لنفسها في جميع أنحاء العالم نظراً لمكانته الروحية. واستطرد هريدي قائلاً: كون ان البابا صمم أن يزور مصر بالرغم من العمليات الإرهابية التي حدثت في الكنائس خلال الآونة الاخيرة ورفضه ان يستقل سيارة مصفحة في ظل اننا نحارب الإرهاب والاستقبال الشعبي من مختلف فئات الشعب المصري يُعد أكبر برهان في حد ذاته علي ان السواد الأعظم للشعب المصري يقبل بالآخر ويحترم جميع الديانات السماوية ، وأضاف ان المعركة الحقيقة ليست في الترويج الخارجي لأن هذا حدث بالفعل، ولكن التحدي الأكبر امامنا هو الترويج داخلياً وأن يقوم الاعلام بشرح المفاهيم السامية التي بثها البابا من خلال كلماته وهو يقول انه رسول سلام في أرض السلام وان الله لا يحتاج من يدافع عنه وان يوضح صورة شيخ الازهر و البابا والفكر المستنير. وطالب مساعد وزير الخارجية الاسبق وزارة التربية والتعليم بتخصيص أوقات معينة داخل كل المدارس بجميع المحافظات خاصة في الصعيد والريف من اجل شرح تلك الزيارة ومفاهيمها . ومن جانبه أكد السفير جمال بيومي، مساعد وزير الخارجية السابق ورئيس اتحاد المستثمرين العرب أنه بمجرد تحقيق الزيارة تحققت الفائدة ولكن علينا تكرار مثل هذه الزيارات بكثرة ودعوة معظم زعماء العالم والنجوم والفرق الرياضية لزيارة مصر، بل علينا ان نستضيف قمما عربية وإفريقية ونقيم مؤتمرات عالمية .