رئيس ضمان جودة التعليم: الجامعات التكنولوجية ركيزة جديدة فى تنمية المجتمع    إتاحة الاستعلام عن نتيجة امتحان المتقدمين لوظيفة عامل بالأوقاف لعام 2023    قطع المياه عن نجع حمادي.. وشركة المياه توجه رسالة هامة للمواطنين    الحكومة: نرصد ردود فعل المواطنين على رفع سعر الخبز.. ولامسنا تفهما من البعض    «حماس» تصدر بيانًا رسميًا ترد به على خطاب بايدن.. «ننظر بإيجابية»    محامي الشحات: هذه هي الخطوة المقبلة.. ولا صحة لإيقاف اللاعب عن المشاركة مع الأهلي    رونالدو يدخل في نوبة بكاء عقب خسارة كأس الملك| فيديو    أحمد فتوح: تمنيت فوز الاهلي بدوري أبطال أفريقيا من للثأر في السوبر الأفريقي"    هل يصمد نجم برشلونة أمام عروض الدوري السعودي ؟    حسام عبدالمجيد: فرجانى ساسى سبب اسم "ماتيب" وفيريرا الأب الروحى لى    هل الحكم على الشحات في قضية الشيبي ينهي مسيرته الكروية؟.. ناقد رياضي يوضح    محامي الشحات: الاستئناف على الحكم الأسبوع المقبل.. وما يحدث في المستقبل سنفعله أولًا    مصارعة - كيشو غاضبا: لم أحصل على مستحقات الأولمبياد الماضي.. من يرضى بذلك؟    اليوم.. بدء التقديم لرياض الأطفال والصف الأول الابتدائي على مستوى الجمهورية    32 لجنة بكفر الشيخ تستقبل 9 آلاف و948 طالبا وطالبة بالشهادة الثانوية الأزهرية    استمرار الموجة الحارة.. تعرف على درجة الحرارة المتوقعة اليوم السبت    اعرف ترتيب المواد.. جدول امتحانات الشهادة الثانوية الأزهرية    صحة قنا تحذر من تناول سمكة الأرنب السامة    أحمد عبد الوهاب وأحمد غزي يفوزان بجائزة أفضل ممثل مساعد وصاعد عن الحشاشين من إنرجي    دانا حلبي تكشف عن حقيقة زواجها من محمد رجب    الرئيس الأمريكي: إسرائيل تريد ضمان عدم قدرة حماس على تنفيذ أى هجوم آخر    "هالة" تطلب خلع زوجها المدرس: "الكراسة كشفت خيانته مع الجاره"    حدث بالفن| طلاق نيللي كريم وهشام عاشور وبكاء محمود الليثي وحقيقة انفصال وفاء الكيلاني    أبرزهم «إياد نصار وهدى الإتربي».. نجوم الفن يتوافدون على حفل كأس إنرجي للدراما    مراسل القاهرة الإخبارية من خان يونس: الشارع الفلسطينى يراهن على موقف الفصائل    عباس أبو الحسن يرد على رفضه سداد فواتير المستشفى لعلاج مصابة بحادث سيارته    "صحة الإسماعيلية" تختتم دورة تدريبية للتعريف بعلم اقتصاديات الدواء    ثواب عشر ذي الحجة.. صيام وزكاة وأعمال صالحة وأجر من الله    أسعار شرائح الكهرباء 2024.. وموعد وقف العمل بخطة تخفيف الأحمال في مصر    العثور على جثة سائق ببورسعيد    الأمين العام لحلف الناتو: بوتين يهدد فقط    سر تفقد وزير الرى ومحافظ السويس كوبرى السنوسي بعد إزالته    نقيب الإعلاميين: الإعلام المصري شكل فكر ووجدان إمتد تأثيره للبلاد العربية والإفريقية    كيف رفع سفاح التجمع تأثير "الآيس" في أجساد ضحاياه؟    "حجية السنة النبوية" ندوة تثقيفية بنادى النيابة الإدارية    ضبط متهمين اثنين بالتنقيب عن الآثار في سوهاج    «الصحة»: المبادرات الرئاسية قدمت خدماتها ل39 مليون سيدة وفتاة ضمن «100 مليون صحة»    وكيل الصحة بمطروح يتفقد ختام المعسكر الثقافى الرياضى لتلاميذ المدارس    وصايا مهمة من خطيب المسجد النبوي للحجاج والمعتمرين: لا تتبركوا بجدار أو باب ولا منبر ولا محراب    الكنيسة تحتفل بعيد دخول العائلة المقدسة أرض مصر    للحصول على معاش المتوفي.. المفتي: عدم توثيق الأرملة لزواجها الجديد أكل للأموال بالباطل    القاهرة الإخبارية: قوات الاحتلال تقتحم عددا من المدن في الضفة الغربية    «القاهرة الإخبارية»: أصابع الاتهام تشير إلى عرقلة نتنياهو صفقة تبادل المحتجزين    «ديك أو بط أو أرانب».. أحد علماء الأزهر: الأضحية من بهمية الأنعام ولا يمكن أن تكون طيور    الداخلية توجه قافلة مساعدات إنسانية وطبية للأكثر احتياجًا بسوهاج    ارتفاع الطلب على السفر الجوي بنسبة 11% في أبريل    «صحة الشرقية»: رفع درجة الاستعداد القصوى لاستقبال عيد الأضحى    وزير الصحة يستقبل السفير الكوبي لتعزيز سبل التعاون بين البلدين في المجال الصحي    مفتي الجمهورية ينعى والدة وزيرة الثقافة    الأونروا: منع تنفيذ برامج الوكالة الإغاثية يعنى الحكم بالإعدام على الفلسطينيين    الماء والبطاطا.. أبرز الأطعمة التي تساعد على صحة وتقوية النظر    «الهجرة» تعلن توفير صكوك الأضاحي للجاليات المصرية في الخارج    رئيس الوزراء الهنغاري: أوروبا دخلت مرحلة التحضير للحرب مع روسيا    «حق الله في المال» موضوع خطبة الجمعة اليوم    بمناسبة عيد الأضحى.. رئيس جامعة المنوفية يعلن صرف مكافأة 1500 جنيه للعاملين    السيسي من الصين: حريصون على توطين الصناعات والتكنولوجيا وتوفير فرص عمل جديدة    الحوثيون: مقتل 14 في ضربات أمريكية بريطانية على اليمن    أسعار الفراخ اليوم 31 مايو "تاريخية".. وارتفاع قياسي للبانيه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الگاتب الصحفي الگبير محسن محمديعترف : عشنا تحت حگم عصابة لمدة 03 سنة
كنا جبناء والنظام السابق اشتري أقلامنا! لم أتوقع نجاح ثورة الشباب وكنت أعتبرهم » شوية عيال «!
نشر في الأخبار يوم 16 - 04 - 2011

محسن محمد اثناء حواره مع حنفى المحلاوى مدافع من الحروف بدأت تطلق كلماتها ملتهبة من الدور التاسع في مبني جريدة الجمهورية حيث يقع مكتب الكاتب الكبير الاستاذ محسن محمد.. وذلك في اتجاه الفساد وما اتسم به الصحفيون من جبن ساهم في استشراء ظلام النظام السابق.. ولم يجد الكاتب الكبير أية غضاضة في أن يلوم حتي نفسه.
في شهادته للتاريخ عن النظام ومساوئه وأخطائه ومسئولية الناس عما كان يحدث.
بل حتي وجدت أن هذه المدافع يطلقها محسن محمد في اتجاه سيرته الذاتية عندما أعلن لي في هذا الحوار أنه حين تولي رئاسة التحرير لأول مرة كتب وفي أولي مقالاته أنه لا يصلح لهذا المنصب لانه تربي في بيئة كانت تسيطر عليها الرقابة التي كانت تدفع بها الحكومات والانظمة السابقة لتكميم الافواه.
وإطلاق هذه المدافع اتي حملت لنا كلمات هذا الحوار استمر ساخناً وبلا توقف.. لأكثر من نصف ساعة.
ولولا الوقت الذي أخذ يمر بسرعة لاستخدم محسن محمد مدافع أخري من العيار الثقيل من اجل إكمال شهادته عن النظام السابق.
والغريب انني عند إطلاق هذه المدافع لم أسمع صوت انفجار واحد ربما لما يتمتع به هذا الكاتب الكبير من حنكة في الوصف وفي نقل ما يراه بأسلوب امتزجت فيه الرواية بالحديث الشيق. وقلت لنفسي إن انفجار مدافع الحروف ربما لم يأت أوانها بعد ولكن من المؤكد أنه عندما يتم نشر كلمات هذا الحوار سوف تتوالي انفجارات الحروف والكلمات.. فتعالوا الي التفاصيل.
أستاذنا الكاتب الجليل محسن محمد.. دعنا نبدأ هذا الحوار من حيث ما نعيشه حاليا من أحداث طازجة ونسأل.. ماهو تعليقك علي ما تشاهده الان من تداعيات ثورة الشباب؟!
- إن توقعات الشعب كانت كبيرة جداً..
من ثورة الشباب؟
- أيوه.. يعني يكفي أقول لك انه في 11 فبراير عندما تنحي مبارك.. لم يكن أحد في مصر لا أنا ولا غيري يتوقع ماحدث!
ولماذا لم تتوقع أنت أو غيرك أنه لن يتنحي؟!
- لأنه ظل 03 عاماً في الحكم.. هذا اولاً.. وثانياً أنه لم تكن تبدو عليه أية رغبة في الانصياع لرغبات الشعب.
نريد تفاصيل اكثر؟!
- اقولك.. إن الشعب وطوال هذه الفترة الطويلة قد ابدي وربما عشرين الف مرة رغبته في التغيير.. وكان يقابل هذه الطلبات.. تغيير محدود.. سواء في الدستور أو في غيره وحتي إذا ما نظرنا إلي هذا الدستور سوف نكتشف أنه حاول فيه أن يقصر الترشيح علي نفسه أو علي ابنه! وهذا يدلك علي أنه لم يكن ينوي التنحي. وعندما تأتي ثورة الشباب من غير سلاح الا من كلمة واحدة اخذوا يرددونها في ميدان التحرير وهي »ارحل« وأنا اتصور ان مبارك قد خاف من تجمع الشباب وامتد خوفه أن يزحف هؤلاء الي القصر الجمهوري فتنحي في آخر لحظة.
معني ذلك وفي تصورك أن تنحيه جاء خوفاً من الشعب علي حياته؟!
- هذا شئ طبيعي.
التنحي خوفا
وهل لو كان واثقاً من ان الذين كانوا حوله سوف يوفرون له الحماية.. لما تنحي؟!
- بالفعل إنه تعبير صحيح.. ومن ناحية اخري عندما تقرأ الصحف العالمية وما ذكرته عن أن الجيش لم يطلق الرصاص علي المتظاهرين.. وجريدة مثل الفاينيشال تايمز قالت إن الجيش كان مثل الراعي لهذه الثورة وبالتالي فلولا هذ الدور المهم لما نجحت. إذن أقول لك إن مبارك رحل عندما عرف أن لا أحد سوف يدافع عنه. وبالتالي فإن الشباب اصبح علي استعداد للزحف ناحية مقره بدون سلاح.. عندئذ قرر التنحي لانقاذ حياته.. والهروب بحياته وأسرته.. سوزان وولديه جمال وعلاء.
هل في تصورك أن هناك بعض العوامل التي عايشتها وعجلت بانهيار النظام السابق؟!
- لم تكن توجد علي الاطلاق اسباب لوجود واستمرارية هذا النظام شوف وأنت تري حالياً ما يحدث من حالات القبض علي الوزراء والمسئولين الذين كانوا حوله.. تجد أننا كنا أمام عصابة تحكم مصر!.. عارف أنت افلام جيمس بوند.. التي تروي لنا كيف تستولي إحدي العصابات علي بلد ما.. هذا بالضبط ما كان يحدث في مصر.. إذا رأينا وشاهدنا وعايشنا عصابة تستولي علي بلد. وليس لمدة أيام بل علي طول 03 عاماً! اضافة إلي ذلك إن تاريخ مصر ليس فيه حاكم استمر طوال 03 عاماً
منذ متي لاحظت بدايات هذا السقوط؟!
- شوف.. في يوم من الايام كتبت جريدة نيو ميدايست ان احد مستشاري حسني مبارك قال كذا وكذا. عندئذ اضافت هذه الجريدة نفسها أن مبارك ليس في حاجة إلي مستشارين. رغم ما كانوا حوله من مستشارين كثيرين. هؤلاء كانوا منافقين بدليل أنهم كانوا يؤيدون آراءه علي طول الخط. والسؤال الذي يفرض نفسه في هذا السياق: وهل كان لديه مستشار يعارضه. اقول لك مستحيلا!
ولماذا؟!
- حسني مبارك لم يكن يريد ذلك!
مبارك لم يكن يريد صحيح أم لخوف هذا المستشار؟!
- الاجابة الاثنين بما أن حسني مبارك لم يكن يريد رأياً يعارضه.. ومادام لا يريد هذه المعارضة فإن هذا المستشار أو ذاك ليس أمامه سوي الموافقة وإذ لم يوافق فيتحمل النتيجة.
وهل الشعب المصري مسئول عما وصل اليه النظام من فساد؟!
- لا..
ولماذا؟!
أقولك.. الشعب المصري في لقطة من اللقطات التي كتبها الدكتور حسين فوزي في كتابه السندباد المصري وتفاصيل ما ذكره ان أحد الخلفاء ذهب في رحلة إلي صعيد مصر فوجد امرأة عجوزا عاجزة عن العمل ومع ذلك تجلس أمام ارض زراعية مثمرة وخضراء. عنئذ سألها هذا الخليفة متعجبا من أين لك هذا؟! فقالت من هذا التراب ومن عدلك يا أمير المؤمنين. وهناك يبرز سؤال مهم.. هل كان هناك عدل في مصر؟ لا.. تصور أن كل الاحكام التي صدرت ضد حسني مبارك ومن كانوا حوله لم تنفذ.
دعني اسألك وعليك الاجابة بصراحة.. وأين كنت أنت وغيرك من كبار الصحفيين وأصحاب الاقلام من الاشارة إلي عوامل فساد هذا النظام؟!
- أقولك.. كلنا كرجال نعمل بالصحافة كنا جبناء.. كنا نخاف علي انفسنا من بطش الحاكم.
استاذنا نريد التحديد.. وليس التعميم. فماذا تقصد بالضبط؟
- جميع الصحفيين.. صحيح أن هناك بعض الزملاء من الذين كتبوا عن هذه المساوئ وعوقبوا بالحبس أو بخلافه ولكن كلنا جميعاً كنا نخاف هذا النظام. ودعني أضرب لك مثالاً واحداً نفهم منه ما أريده.. وهو أن مصطفي أمين مرة من المرات قال لجمال عبدالناصر بعد ثورة يوليو كويس يا ريس أننا نستطيع الان ان نكلمك! .. مش يقوله.. نعارضك.. لا نكلمك!!
وهل من هذا التوقيت بدأت الديكتاتورية التي أخافت الصحفيين وجعلتهم بلا أنياب؟!
- لو رجعت لأحداث الثورة السابقة سوف تجد أن من أول يوم لهذه الثورة تم فرض الرقابة علي الصحف والإعلام. وفيه رقيب في كل صحيفة.. وحالات الاعتقال لبعض الصحفيين مثل مصطفي أمين وأصحاب المصري.. من آل أبو الفتح من الذين دافعوا عن هذه الثورة ورجالها ثم القبض علي إحسان عبد القدوس أحد المؤيدين لثورة يوليو.. إذن هناك عوامل.
وهل انت تدين رجال الإعلام؟!
- لأ.. دول معذورين.
لقد ذكرت لي من قبل أنهم كانوا جبناء؟!!
- نعم.. ودعني أضرب لك مثالاً حيوياً.. إحدي الصحف في الارجنتين تم تعطيلها.. ولكن حين تغير نظام الحكم هناك.. وعندما عادت الي الصدور.. أعتبرت الفترة السابقة من عمر إصدارها كأن لم تكن.. وبالتالي بدأت الإصدار من العدد الاول!!
أنت تقول لنا ذلك في عهد ثورة يوليو السابق. فماذا عما كان يلاقيه مجموعة من الصحفيين من نعيم الحياة في ظل النظام السابق؟!
- شوف.. قد يتصور البعض ان ذلك كان يحدث لشراء أصوات هؤلاء الصحفيين.. أبداً.. لقد كانوا يأتون بهم ويعينونهم وفق رؤيتهم لدور ما كانوا يسمونه بالصحف القومية.. وطبعاً هذه كانت تسمية خاطئة.. لأنها كانت صحف حكومية!
وماذا عن موقفك الشخصي تجاه ما تحكي عنه؟!
- شوف.. عندما تم اختياري رئيساً لتحرير الجمهورية كتبت مقالاً وأعتقد أنه أول مقال قلت فيه إنني لا أصلح لهذا المنصب.. عارف لماذا؟! لأنني كصحفي قد عشت فترة طويلة في ظل الرقابة أو متأثراً بها. وهذا يعني أنني سوف أمارس هذه الرقابة شئت أم أبيت! وهذا يعني أنك إذا ما وضعت الدبابة أمام الجريدة والرقيب داخل صالة التحرير.. وحارس السجن ينتظر من يخطئ.. إذن لا فائدة في الكلام عن الصحف. أو تقدر تقول إن وجود هذه الصحف يماثل عدم وجودها تماماً!
أنا ومبارك وزوجته
كم مرة قابل الاستاذ محسن محمد حسني مبارك؟!
- وهو نائب قابلته كثيراً. وهو رئيس قابلته يمكن مرتين أو ثلاث. كنا بنتصل به تليفونياً.. لانه لم يكن لديه استعداد كي يسمع رأياً مخالفاً. وبالنسبة لي هل كان لدي شخصياً استعداد كي اقول له رأياً مخالفاً.. لا أظن ذلك!!
وماذا كان يدور بينكما سواء في المقابلات أو في التليفون؟
- كنت أسأله عن أخبار.. إنها مسألة مهنية فقط، ولم يكن هذا الحديث يتطرق إلي فلسفة الحكم في مصر أو ماذا تريد الجماهير. إننا لم نتحدث أبداً معه عن هذه الموضوعات.
وهل كان مبارك يدعوك لحضور بعض المناسبات الخاصة؟
- ذي إيه؟!
مثلاً احتفالات زواج أو أعياد ميلاد؟
-لم يحدث ذلك أبداً.
وهل كنت تسأل لماذا لم تتم دعوتك في حين تمت دعوة الاخرين؟
- كنت أحمد ربنا أنهم لم يدعونني!
نريد أن نعرف انطباعك الشخصي عن مبارك من ناحيتين.. الاولي: الجانب الشخصي والثاني عن الجانب السياسي؟! فما هو هذا الانطباع؟
- عندما قابلته وهو نائب لرئيس الجمهورية.. كان أول شيء ذكره لي.. إن الكفن ليس له جيوب!
وماذا كانت تعني هذه العبارة؟!
- معناها إنه ماذا سيفعل بالأموال!.. الكلام ده وحتي لا تندهش وهو نائب كان يقول هذا الكلام يعني من وجهة نظره مفيش داعي يجمع ثروة. لانه لن يأخذ هذه الأموال معه في الاخرة ولكن عندما اصبح حاكماً.. لم يقلها أبداً.
وهل اقتنعت شخصياً بهذه المقولة؟!
- أيوه.. كنت مقتنعاً بهذا القول.. لانه عندما كان نائباً لم يكن يفكر في الاستحواذ علي كل شيء. ولكن عندما استتب له الحكم والدولة اصبحت في يده.. اصابه التغيير.. مثله في ذلك مثل أي شخص.
وهل الشعب ساهم في إطلاق يد الحاكم بالشكل الذي عشناه وأفرز هذه النتائج؟!
- لا تستطيع أن تقول إن الشعب هنا كان مسئولاً. حيث إن السلطات التي كان ينتخب بها الحاكم سواء من مجلس الشعب او القضاء أو المحاكم أو اجهزة الرقابة والمحاسبة.. كل هذه الجهات هي المسئولة الحقيقية عن كل ذلك.. وبالتالي فالشعب ليست لديه المسئولية. أو تقدر تقول إن الشعب لو لم يكن في دماغ الحاكم فلا فائدة!!
وهل هذه الرؤية تفسر إصرار النظام السابق علي تجويع الشعب.. أم ماذا؟!
- لم يكن ذلك هو الهدف. إنما ما ذكرته أنت كان نتيجة طبيعية لسياسة الحاكم التي لم تكن تهتم أصلاً بالمشروعات أو الاستثمارات أو خلافه.
زوجة الرئيس السابق
حين نصل للحديث عن سوزان مبارك ونسأل.. كم مرة قابلتها؟!
- ابداً ولا مرة.. صحيح لقد التقيت كثيراً بالسيدة جيهان السادات.
وماهو انطباعك الشخصي عن هذه الشخصية النسائية؟
- أنا أعتقد أن تأثيرها علي مبارك كان كبيراً جداً جداً وحبها لإبنها الأصغر جمال كان طاغياً. ولذلك فهي مسئولة بنسبة كبيرة عن فساد حكم مبارك وفساد ولديه.
وكيف وصلت الي هذه النتائج؟!
- هو حسني مبارك عندما تولي حكم مصر.. وفي لقاء معه أخبرني شخصياً. أن زوجتي مكانها المنزل وليس لها علاقة بالحكم!. حدث ذلك ربما قبل ان يتم انتخابه في هذا المنصب. وقتها حدثت واقعة معينة كانت جريدة الجمهورية طرفاً فيها.
وماهي التفاصيل؟!
هأقولك.. أنا كنت قد سافرت الي الحج واغتيل السادات في هذا التوقيت. وأنا هناك قام أحد محرري الجريدة بنشر موضوع عن مايوه سوزان مبارك. وكان المقصود من نشر هذا الموضوع في غيابي احداث وقيعة بيني وبين الحاكم الجديد. ولما رجعت من السفر اتصل بي حسني مبارك في السادسة صباح نفس يوم وصولي إلي القاهرة من الحج وعلي ما أتذكر كنت قد وصلت يوم الخميس مساءً وفوجئت به يتصل بي في السادسة صباح يوم الجمعة ويقول لي.. لا أحد يتحدث عن زوجتي.. ولا علاقة لها بالحكم.. كما أخذ يطالبني باسم المحرر الذي كتب هذا الموضوع فأنا رفضت ذلك وقلت له إنك طول عمرك سوف تكرهه وتحاربه. فلا داعي.. وعلي فكرة هذا السلوك من جانبي لم يكن بطولة، بل كنت اعرف نفوس الناس وتأثير مثل هذه الموضوعات علي هذه الانفس.
المهم عليك انت شخصياً أن تقارن بين ما قاله حينذاك وبين ما كان يحدث في الواقع.. لقد كانت تقوم بكل الاعمال التي كانت تمارسها السيدة الاولي. وهذا دليل علي أنه قد خضع لنفوذها وتأثيرها وما دام قد خضع في هذا فإنه قد خضع في كل شيء!.
ومن أين استمدت سوزان مبارك قوتها ونفوذها علي زوجها؟!
- العلاقة الزوجية علاقة خاصة وبالتالي من الصعب أن تحكم عليها.
وهل اختلاف مستوي المعيشة.. كان هو السبب؟!
- لا أعتقد ذلك.. إنها في تصوري علاقة خاصة.. هي تعرفه وتستطيع ان تحكمه.. وقد نجحت في ذلك فعلاً!
لقد ذكرت لي من قبل أنها تتحمل المسئولية تجاه فساد الحكم السابق.. فهل هي ايضاً المسئولة عما كان يتردد عن توريث ابنها الحكم؟!
- طبعاً. هي مسئولة عن هذا الوضع. وهذا راجع إلي أنها رأت زوجها قد بلغ 38 عاماً.. وقد قارب موعد رحيله وبالتالي فقد أرادت استمرار هذا الحكم وهذا الثراء. فأرادت أن تأتي بابنها. ولك أن تتخيل أننا جميعاً كنا نفكر في كيفية الخلاص من ابنه جمال.. فإذا بنا نجد انفسنا أمام حالة خلصتنا منه ومن أبيه!
الفساد ورؤيتك
إذا ما انتقلنا الي زاوية أخري من زوايا هذا الحوار.. ونريد أن تحدثنا عن الفساد فما هي رؤيتك له وأسبابه؟!
- اسباب الفساد.. هو انعدام الرقابة أو عدم فاعليتها.
وهل هذا الغياب.. بفعل فاعل أم ماذا؟!
- إنه النظام..الذي كان يسمح بذلك. وقد ترتب علي عدم وجود هذه الرقابة سهولة الحصول علي الأموال.. وفي ظل ما كان موجوداً.. لابد لك ان تأتي بهذه الاموال من الدولة يعني أرض الدولة وفلوسها وشركات الدولة.. وتري هؤلاء الفاسدين قد حصلوا علي أموالهم إما من خلال الامتيازات الشخصية أو التسهيلات الخاصة بهم. وأنت رأيت أن هناك امتيازات كثيرة جداً منحت لهؤلاء وبالملاليم! فهل هناك طرق أخري أكثر من ذلك كوسائل للثراء السريع لا أظن.
وهل كان ذلك يتم تحت سمع وبصر رأس النظام السابق؟!
- دعني أقولك. إن ذلك لم يكن يحدث تحت سمعه وبصره فقط، بل وبمشاركته أيضاً.
وهل في تصورك السماح لهؤلاء بأن يكونوا قططاً سمانا كان بالنسبة لهم يحمي النظام؟!
- هو كان فاكر كده.. إن وجود رجال الاعمال الفاسدين حوله سوف يحمون نظامه. وهم في حقيقة الامر لا يستطيعون حمايته ولا حماية النظام. لان الذي يحمي أي نظام في العالم جهتان هما: الشعب والجيش. وقد رأينا موقف الشعب الذي تجلي في مظاهرات التحرير والجيش الذي كان يحمي هؤلاء الشباب من الثوار. وأنت تعرف أن هذين النموذج قد حدثا ولأول مرة في العالم في مصر وفي تونس فقط!
هل عندما كنت تكتب عن قضايا الفساد.. كان يناقشك أو يسألك عن أية تفاصيل؟!
- أبداً.. لم يحدث. ولا حتي من جهة رئيس الوزراء. لقد كنت أكتب ليس فقط لمن لا يقرأ. بل لمن يتجاهل ما تكتبه. وعلي فكرة هم كانوا في ذلك يتمتعون ببعض الذكاء. لانهم لو أخذوا منك موقفاً معني ذلك أنهم قد قرأوا ما كتبته وبالتالي تتحول الي بطل. وهم لا يريدون أبطالاً.
هل تتصور في رأيك الشخصي أن الارقام التي يتم الإعلان عنها مع هؤلاء الفاسدين. هي أرقام حقيقية أم ماذا؟!
- أنا أعتقد أن الارقام التي تكتب ويتم الإعلان عنها هي أقل من الحقيقة!!
ولماذا؟!
- لابد أن يكون دليلنا في ذلك حال الشعب الذي اصابه الفقر مما اضطرته الظروف أن يقيم في المقابر وخلافه.
محاكمة مبارك
وهل تعتقد أنه سوف تتم محاكمة مبارك؟!
- أنا رأيي الشخصي.. الا يحاكم.
ولماذا؟!
- ليه.. علينا أن نعطيه العفو والأمان في مقابل أن يرد ما أخذه من أموال.. إننا لا نريد السجن والذي لن يفيدنا وإنما نريد أموالنا التي يحتاجها الشعب.
وهل كتبت عن هذه الفكرة ولماذا؟!
- أنا لم أكتب عنها.. وربما اكتب عن ذلك فيما بعد. لانني مقتنع بهذه الفكرة تماماً!
إذن أنت تؤيد فكرة قيام رجال الاعمال بإعادة الأموال التي نهبوها.. مقابل الافراج عنهم؟!
- ياريت!. إننا لا نريد أن نحبسهم لأن هذا الحبس لن يفيدنا.. الاموال هي التي سوف تفيد هذا الشعب!
الحديث عن ثورة شباب يناير يجعلنا نسألك.. هل كنت تتوقع نجاح هذه الثورة؟!
- لم أتوقع نجاحها!!
ولماذا؟!
- لأنه كان لدينا رجل يحكم منذ 03 سنة.. وكل البلد في يده فعندما يأتي مجموعة من الشباب.. ونقدر نقول إن صح هذا التعبير شوية عيال يجلسون في ميدان التحرير ويرددون: ارحل.. ارحل.. فيرحل فعلاً؟!! إن ذلك لدليل علي أن هذا النظام كان هشاً جداً من الداخل.
ومتي اقتنعت أن هذه الثورة سوف تنجح؟
- أعيد وأكرر لك أنني لم أقتنع أبدا. ولم اتوقع نتائجها علي الاطلاق.
وكيف استقبلت ما اسفرت عنه هذه الثورة من نتائج؟
- بسعادة بالغة جداً.. لقد قلت لك من قبل أنني لم أتوقعها ولقد فرحت بها جداً. جداً. جداً. وأيقنت ساعتها أن هذا ليس زماننا نحن كبار السن وإنما هذا هو زمان الشباب.
وهل تخاف علي الثورة؟!
- لا.. لا أخف عليها.
وهل في تصورك.. سوف تستمر هذه الثورة في بث نتائجها المبهرة دائما!!
- اعتقد ذلك.. لأن الجيش حتي اليوم هو الذي يحميها.. وجميع المسئولين الذين يحكمون الآن يحمونها ايضا. إذن كل الشعب يحميها.
وهل تؤمن بالثورة المضادة؟
- نعم.. أؤمن بوجودها. إن الثورة المضادة تعمل حاليا البدع هذه الأيام.
وما هي جهات هذه الثورة ومصدرها؟!!
- أول شيء الفتنة الطائفية. ثم البلطجة وثالثا.. الاضرابات الفئوية التي بعضها حقيقي والآخر بإيعاز من الثورة المضادة.. وعلي فكرة.. ان مقاومة هذه الثورة لن يتم الا بمظاهرات مليونية في ميدان التحرير.
وهل لك أن تتصور أن فلول النظام السابق تلعب دورا خطيرا في تحريك الثورة المضادة؟!
- طبعا
وهل هناك أياد خارجية؟!
- أنا لا أعتقد أن هناك مثل هذه الجهات أو الايادي الخارجية القوية. ذلك لأن الأيادي الداخلية هي الأسوأ!
وماذا عن مستقبل مصر السياسي؟
- هذا المستقبل تستطيع أن تراه في شخصية رجل دبلوماسي مثل نبيل العربي وزير الخارجية. هذا الرجل أتي الي هذا المنصب بعد 7 سنوات عجاف لأحمد أبوالغيط. هذا الرجل أو السياسي نبيل العربي. أعلن منذ اليوم الأول اعادة العلاقات مع عدد من الدول ومنها ايران. انه يحاول ان تستعيد مصر دورها العظيم سياسيا في قلب المنطقة العربية انه وزير ينفتح ويبدأ عهدا جديدا. من أجل الخروج من سنوات الجمود أيام أحمد أبوالغيط الذي كان لا يتحرك الا بأمر من مبارك.. هذه الأيام قد انتهت.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.