كنت في شدة مرضي وخرجت من المستشفي الذي كنت أعالج به بعد جراحة صعبة لأستكمل فترة العلاج والنقاهة في بيتي فأنا لا أهوي البقاء علي السرائر البيضاء ولو كانت داخل قصر وليس حجرة بمستشفي خمس نجوم أو أكثر القيت رأسي في محاولة للاستسلام للنوم العميق حتي اعوض ساعات كثيرة لم استطع فيها الراحة بسبب الألم.. أو بسبب مشرط الجراح وماكدت أفعل ذلك بعد حقنة مسكنة الا وأفقت علي صوت معركة حربية وأصوات طلقات نارية اشبه بالمدفع الرشاش تأتي من الشارع الخلفي واذا بالسماء حول منزلي والمنازل المحيطة به تتحول إلي كتلة لهب من شدة فرقعات ما يطلق في الهواء من صواريخ والعاب نارية تسابق عشرات الشباب في إحداث مهرجان بها بحجة انهم في فرج وحفل زفاف أمام منزل العروسين، استمر الحال لأكثر من ساعة أو تزيد قليلا وفي كل مرة- وعلي نظام النقوط الذي كنا نعرفه في الماضي القريب- يتباري المعازيم وأهل العروسين في المزيد من الاطلاق مع ميكروفون دي جي عال يبث موسيقي هابطة في زفة العروسين. الاطلاق مع الأسف يتم عشوائيا وبعضه يتم توجيهه بشكل أفقي اعتقد أن أي من شظاياها لو اصابت إنسانا في وجهه فعلي الأقل ستحدث له حروقا شديدة بخلاف تعرضه لا قدر الله للعمي بفقد البصر والأدهي أن من يفعل ذلك أناس كبار وليسوا اطفالا أو بمعني أصح اشخاص مدركون تماما بالخطورة وتوابعها ولكنهم لاهم لهم الا محاولة ادخال الفرحة بما يعتقدون انه السبيل لذلك علي العروسين وليحترق أهل المنطقة بمن فيها حتي ولو كان ابسط شيء هو ايقاظك من النوم مخضوضا غير مأسوف عليك أو أسرتك. الغريب ان تلك المسألة صارت ظاهرة خطيرة بل شديدة الخطورة علي المجتمع الذي يستبيح فيه أناس إرهاب الآخرين حتي ولو بألعاب نارية دون حساب لآثار ذلك نفسيا وماديا ومعنويا ويحدث في كل المناطق الراقية والشعبية الفقيرة والغنية دون استثناء وكم استقبلت المستشفيات عشرات المصابين من الشظايا الطائشة التي تنفجر ولا تعرف من تصيب في الآخر والشيء الذي يستفزك جدا هو ان تلك الصواريخ والألعاب تباع وتشتري علنا ولها تجارها وبائعوها الذين يحققون من ورائها الملايين والذي يحرق الدم بحق- لمن عنده دم- أنها تباع علنا وعلي الأرصفة ومعروف من أين تأتي ومن يستوردها وكيف يتم تهريبها داخل شحنات لمواد غذائية أو أقمشة أو ما شابه وتدخل لضعف الرقابة وقلة الضمير من بعض الموظفين المرتشين الذين يتعمدوا قفل اعينهم لتمر تلك البضائع الممنوعة بكل سهولة ويسر حتي تصل لايدي الناس. هذا النوع من الممارسات لا يقل مطلقا عن الإرهاب الذي نواجهه من كل انحاء مصر وللاسف ما سمعته من بعض المقبوض عليهم من انهم يقومون بانتزاع البارود أو المواد المتفجرة من تلك الألعاب وتجميعها لاستخدامها في القيام بالعمليات الاجرامية بمهاجمة الاكمنة والكنائس في وقت لاحق. منافذ التهريب يجب احكام الرقابة عليها بدقة فالامر لا يحتمل التهريج الذي نشهده والا فكيف وصلت تلك الألعاب والصواريخ التي تنطلق كطلقات الرصاص إلي وسط حي المعادي وهي صناعة صينية أي جاءت من الخارج واخرجت السنتها لكل الاجهزة دون مبالاة. السيد اللواء وزير الداخلية مجدي عبدالغفار اعرف انك ورجالك تبذلون الجهد للحفاظ علي أمن المواطن ولكن أعتقد ان بداية الإرهاب تأتي من مستصغر الشرر كالالعاب النارية.