أكد البابا تواضروس الثاني بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية اننا نعيش علي أرض وطن غالٍ وهو أغلي الأوطان مؤكداً أن المسيح عندما ولد لم يجد ملاذا أمنا الا في مصر هو والعائله المقدسة وتجول فيها بأمن وآمان، وقال البابا تواضروس خلال ترأسه أمس قداس عيد القيامة بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية إننا نحتفل بأعياد القيامة المجيدة والتي ترفع قلوبنا للسماء ونحن نصلي من أجل بلادنا مصر وان يحفظها الله ويحفظ العباد، وأضاف أن مصر بلد الوسطية والاعتدال، والأمن والأمان، بلد النيل العظيم رغم الشوائب التي تعكر صفونا وهذا قدرنا فنحن نصلي من أجل السلام. وبدأ الاحتفال بتوافد الأقباط إلي الكاتدارئية لأداء قداس القيامة المجيد وسط اجراءات أمنية مشددة بحضور عدد من الوزراء والشخصيات العامة علي رأسهم المهندس إبراهيم محلب مساعد رئيس الجمهورية للمشروعات القومية وحلمي النمنم وزير الثقافة والسفيرة نبيلة مكرم وزيرة الهجرة ود.سحر نصر وزيرة الاستثمار والتعاون الدولي ود. احمد ذكي بدر وزير التنمية المحلية السابق والسفيرة فايزة ابو النجا مستشار الرئيس للأمن القومي وعدد من قيادات الجيش والشرطة. وقدم البابا تواضروس الثاني التهئنة الي المسيحيين قائلا : رغم أننا في عيد القيامة المجيد، إلا أننا نشعر بمرارة شديدة مما تألمنا بسببه الأسبوع الماضي. وأكد في عظته أن هذا العيد صار لنا جرحي ومصابون وشهداء بأحد الزعف »أحد الشعانين»، والله اختارهم في هذا اليوم وهو يوم عيد، وقد صاروا سفراء لنا في السماء. ووجه تواضروس الشكر لرجال الشرطة الذين استشهدوا وما قدموه من تضحيات، ونشكر الرعاية الطبية للمصابين بالمستشفيات المدنية والعسكرية. وقدم البابا الشكر للرئيس عبد الفتاح السيسي علي زيارته ومواساته للكنيسة وتعزيته. ومن ناحيه أخري شهد محيط الكاتدرائية إجراءات أمنية مشددة وانتشار عدد من سيارات مكافحة الشغب والأمن المركزي والقوات الخاصة وخبراء المفرقعات.. كما انتشرت مدرعات الجيش داخل اسوار الكنيسة تحسبا لأي اعمال شغب او عنف. وفي السياق ذاته ترأس الدكتور القس اندريه زكي رئيس الطائفة الانجيلية صلاة عيد القيامة المجيد وسط اجراءات امنية مشددة وعدد كبير من الحضور يتقدمهم كريم الديواني أمين رئاسة الجمهورية مندوبا عن الرئيس عبدالفتاح السيسي وعاطف عبدالحميد محافظ القاهرة نائبا عن المهندس شريف اسماعيل رئيس الوزراء وممثلا عن شيخ الأزهر وعدد من الوزراء الحاليين والسابقين. ووجه القس اندريه الشكر للحضور واعلن تضامنه مع اسر الشهداء والمصابين ومع الكنيسة الارثوذكسية بإلغاء كل مظاهر الاحتفال والاعتذار عن عدم استقبال المهنئين بالعيد واقتصر في الصلاة حتي يتيح الفرصة للمشاركة في صلاة القداس بالكاتدرائية. وقامت القوات المسلحة بالتنسيق مع الكنيسة بتنظيم مراسم لقداس عيد القيامة لمصابي الاحداث الارهابية واسرهم بالمجمع الطبي بالمعادي والجلاء، تزامنا مع احتفال الاخوة المسيحيين بعيد القيامة المجيد. وأرسلت الكنيسة وفدا كنسياً لإقامة القداس بحضور مصابي أحداث كنيستي مار جرجس بطنطا والمرقسية بالإسكندرية ومصابي القوات المسلحة من الأقباط، مما يؤكد التلاحم والروح الوطنية الواحدة التي تربط ابناء الوطن. وقد أقيم القداس بحضور عدد من أهالي مصابي الأحداث الإرهابية بكنيستي طنطاوالاسكندرية ومصابي القوات المسلحة في الحرب علي الإرهاب من الأقباط والاطقم الطبية بمستشفيي المعادي والجلاء العسكري. وجاءت الاحتفالات وسط تكثيف أجهزة الأمن بوزارة الداخلية جهودها لتأمين الكنائس في مختلف المحافظات، وأعلنت مديريات الأمن حالة الاستنفار الأمني القصوي، ورفع الاستعداد الي الحالة »ج»، مع استمرار إلغاء جميع الاجازات حتي انتهاء الأعياد، وشملت الخطة التي أشرف عليها اللواء مجدي عبدالغفار وزير الداخلية الانتشار الأمني المكثف في الشوارع والميادين، وتوسيع دائرة الاشتباه، وشن حملات لضبط العناصر الجنائية المطلوبة، واجراء تحريات أمنية علي جميع الشقق المفروشة في محيط الكنائس علي مستوي الجمهورية، وتكثيف الخدمات الأمنية حولها، مع وضع أجهزة تشويش وأخري للكشف عن المواد المتفجرة، وزيادة عدد البوابات الالكترونية علي مداخلها، وتفتيش جميع المترددين عليها بالاشتراك مع الأمن الاداري. وشهدت كنائس الاسماعيلية اجراءات أمنية مكثفة، وانتشرت الدوريات الراكبة بشوارع المحافظة، وسط حالة استنفار أمني، حيث قامت الكلاب البوليسية بتمشيط المناطق المحيطة بالكنائس، وقام اللواء عصام سعد مساعد الوزير لأمن الاسماعيلية بتفقد الكنائس وشدد علي تكثيف التواجد الأمني. كما قام رجال المفرقعات والحماية المدنية بتعقيم جميع الكنائس وتمشيطها باستخدام وسائل حديثة، خوفا من وجود أي عبوات ناسفة ورفع السيارات المتروكة في الشوارع المحيطة بالإضافة إلي تخصيص حرم أمني لكل كنيسة يمتد إلي 400 متر، ونشر عناصر سرية وسيارات التدخل السريع ورجال العمليات الخاصة. وتم تدعيم جميع الكنائس بكاميرات مراقبة وانشاء غرفة عمليات، وربطها بالقسم التابع لها.. كما انتشرت عناصر من الشرطة النسائية لتفتيش السيدات قبل دخولهن للكنائس.. وطلبت الأجهزة الأمنية من رواد الكنائس بالتعاون مع رجال الأمن بإظهار وشم الصليب وبطاقة الرقم القومي أثناء دخول الكنيسة وعدم التجمع بمحيط الكنائس عقب انتهاء الصلوات. أشرف علي خطط التأمين اللواء جمال عبدالباري مساعد الوزير للأمن العام. من جانبه قام اللواء خالد عبد العال مساعد وزير الداخلية لقطاع أمن القاهرة بتفقد الخدمات الأمنية بعدد من الكنائس وشدد علي نشر الأقوال الأمنية وقوات الانتشار السريع بكافة أرجاء العاصمة لتحقيق أعلي درجات التأمين في كافة الشوارع والميادين، وكلف خدمات البحث الجنائي بتوسيع دائرة الاشتباه. وفي الجيزة أعلنت الأجهزة الأمنية حالة الاستنفار الأمني القصوي في جميع اداراتها لتأمين عيد القيامة وشم النسيم.. وضعت المديرية بإشراف اللواء هشام العراقي مساعد الوزير لأمن الجيزة خطة لتأمين 155 كنيسة بالمحافظة. قامت »الأخبار» بزيارة الكاتدرائية المرقسية بالعباسية لمتابعة الاجراءات الأمنية بها، ورصدت وضع بوابة الكترونية علي مسافة حوالي 50 مترا عن بوابة الكاتدرائية، وتحديدا أمام الكنيسة البطرسية المجاورة للكاتدرائية، حيث يتم تفتيش المترددين والزائرين ومتعلقاتهم خوفا من الدخول بأي قنابل أو عبوات ناسفة وعقب انتهاء التفتيش من خلال لجان الكشافة بجانب أفراد الشرطة يمر المتردد في ممر طويل حتي يصل لبوابة الكاتدرائية ليتعرض للتفتيش مرة أخري قبل الدخول للكنيسة، وطبقا للتعليمات الأمنية تم منع دخول أي شخص للكاتدرائية إلا بتصريح بالنسبة للعاملين بها أو سبب مسبق وموافقة أمنية.