بعد أيام قليلة هل ستمتد رياح التغيير التي اتسمت بها ثورة 52 يناير إلي عقارب الساعة المصرية ليبدأ العمل بالتوقيت الصيفي؟ سؤال يطرح نفسه كل عام مع قدوم شهر أبريل ويقابل بالرفض لما يحدثه من ارتباك في العمل والحالة الصحية. والرفض مطلب كان ومازال ينادي به الشعب ولم يستجب له المسئولون قبل الثورة دون مبرر عملا بالقول الشائع »لا أري لا اسمع لا اتكلم« ولمزيد من المعرفة فالتوقيت الصيفي في مصر بدأ بصدور القانون رقم 141 لسنة 88 الذي يقضي بنظام التوقيت الصيفي وتم تعديله بالقانون رقم 41 لسنة 59 الذي يبدأ من يوم الجمعة الأخيرة من شهر أبريل حتي نهاية يوم الخميس الأخير من شهر سبتمبر وذلك بتقديم الساعة 06 دقيقة باستثناء شهر رمضان المعظم من كل عام من تطبيق هذا التوقيت.. وكان لواضعي التوقيت الصيفي مبرراتهم التي ثبت عدم جداوها ومنها حفظ الطاقة فعندما يكون الناس في المنازل مستيقظين فيفكرون في استخدام التليفزيون والكمبيوتر والأجهزة الكهربائية وانارة المنازل بالاضافة إلي انارة الطرقات العامة ومع وجود ساعة إضافية لضوء الشمس فينخفض استخدام الطاقة الكهربية وهذا ما لا يحدث حاليا لان أجهزة التليفزيون والكمبيوتر يتم استخدامها في المنزل صباحا ومساء والقنوات التليفزيونية تعمل 42 ساعة والمحال التجارية تستمر لفترة متأخرة من الليل وثانيا حفظ الأرواح من مخاطر القيادة ليلا علي اعتبار ان زيادة هذه الساعة تقلل حوادث السير. رغم ان ما تسجله احصائيات حوادث المرور الحديثة تؤكد زيادة الحوادث نهارا وثالثا تخفيض الجريمة التي غالبا ما كانت تحدث في فترات الظلام أما الآن فالجرائم تحدث في وضح النهار، كما ان الأخذ بالتوقيت الصيفي تم اقراره في فترة كنا نعاني فيها من نقص انتاج الكهرباء والآن لدينا فائض، أما الرافضون لهذا التوقيت وهم الأغلبية من شعب مصر بجميع فئاته كانت مبرراتهم من الناحية الصحية ما أكده معهد القلب القومي من تأثير تغيير الساعة من وقت لآخر علي صحة الإنسان لما يحدث ذلك من خلل في الساعة البيولوجية »جهاز التوقيت الداخلي للإنسان« حيث لا تتغير هذه الساعة مع تغير التوقيت الصيفي إلا بعد فترة مما يساعد في ارهاق من يعانون من مشاكل في النوم واكثر المتضررين من هذا التوقيت الذين يعملون صباحا وهم الأغلبية ومن أكثر الأمراض المصاحبة لتغيير الساعة الأزمات القلبية التي تحدث بشكل مكثف من منتصف الليل حتي الساعة الثامنة صباحا وهذا ما دفع روسيا مؤخرا إلي إلغاء هذا التوقيت بعد اصابة معظم الشباب بأزمات قلبية بسبب تغييرات الساعة البيولوجية. أما خبراء الطاقة فيقولون: استهلاك الطاقة الكهربية في مصر قد يكون متساويا الآن بين الصيف والشتاء من خلال استخدام السخانات الكهربية والمدفأة بكثافة في الشتاء ويقابلها استخدام أجهزة المكيفات والثلاجات صيفا. ويضيف علماء الفلك ان شهر رمضان سيحل عدة أعوام قادمة خلال التوقيت الصيفي مما يعني تطبيق التوقيت الصيفي والشوي 4 مرات سنويا وهذا ما حدث في مصر العامين الماضيين مما يحدث ارتباكا لامبرر له في مواعيد الطيران والقطارات وغيرها. يذكر ان الأمريكي بنجامين فرانكلين أول من طرح فكرة التوقيت الصيفي 4871م ولكنها اهملت حتي طرحها البريطاني وليم ديلت وانتهي بمشروع قانون ناقشه البرلمان البريطاني 9091 ورفض ثم تحققت الفكرة أول مرة اثناء الحرب العالمية الأولي للحفاظ علي الطاقة وكانت ألمانيا أول من طبق ثم بريطانيا .